اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس الجمعة ان خريطة الطريق بشأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ستوزع على الجانبين ما ان يتولى رئيس وزراء فلسطيني قوي يتمتع (بصلاحيات فعلية) في منصبه. واوضح الرئيس الاميركي في اعلان قام به من المقر الرئاسي ان خريطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) ستوزع على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ما ان يثبت رئيس الوزراء الفلسطيني في منصبه موضحا ان هذا الاخير ليكون شريكا مسؤولا وذا مصداقية يجب ان يتمتع بصلاحيات فعلية. وتوقع ان يتم تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني وتثبيته في منصبه سريعا. واستحدثت السلطة الفلسطينية منصب رئيس الوزراء واقر المجلس التشريعي هذا المنصب واقترح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تعيين محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطيني في هذا المنصب. وكان متوقعا ان يصادق عرفات على القانون بهذا الشأن الخميس الماضي وقال بوش انه ما ان تنشر هذه الوثيقة نتوقع الحصول على ملاحظات من اسرائيل والفلسطينيين حول الوثيقة التي ستؤدي الى سلام حقيقي مشددا على ان واشنطن ستشجع الطرفين على مناقشة (خريطة الطريق) فيما بينهما. ورأى ان الوقت قد حان للخروج من المواقف المتقوقعة واتخاذ اجراءات ملموسة لتحقيق السلام. واكد بوش التزام الولاياتالمتحدة والتزامه الشخصي بتطبيق (خريطة الطريق) مشددا على ان هذه المرحلة توفر فرصة جديدة لتحقيق الاهداف المحددة 0 واضاف ان امام القادة الاسرائيليون والفلسطينيون والحكومات الاخرى في المنطقة فرصة للمضي قدما بعزم وبحسن نية. وكانت واشنطن علقت نشر هذه الوثيقة العام الماضي معتبرة ان اسرائيل تمر بمرحلة انتخابية. ونظمت انتخابات في اسرائيل نهاية كانون الثاني/يناير. وتنص الوثيقة على اقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005. واعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الجمعة اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش عزمه نشر خريطة الطريق ما ان يتولى رئيس وزراء فلسطيني يتمتع بصلاحيات فعلية غير كاف مشددا على ضرورة البدء بتنفيذ خريطة الطريق. وقال ابو ردينة لوكالة فرانس برس تعقيبا على خطاب بوش انها خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن ينبغي ان يتم تبني خريطة الطريق وتنفيذها بصورة سريعة. واضاف حتى اللحظة لم نسمع بكلمة تبني او تنفيذ لخريطة الطريق. وتلقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الجمعة اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اكد فيه الاخير العمل من اجل اعلان خريطة الطريق فيما طالبه عرفات بسرعة تنفيذ خريطة الطريق. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الرئيس عرفات تلقى امس الجمعة اتصالا هاتفيا من بلير الذي اكد له انه يعمل من اجل خريطة الطريق وانه يتابع عملية السلام وجهوده في هذا الاتجاه. واشار ابو ردينة الى ان بلير اعتبر الاجراءات الفلسطينية وتعيين رئيس وزراء خطوة في الطريق الصحيح. وقال ابو ردينة ان عرفات طالب بلير بسرعة البدء بتنفيذ خريطة الطريق من اجل ان تكون هناك نتائج مرجوة، مشددا على ضرورة ان يعمل بلير مع الولاياتالمتحدة لاجبار اسرائيل على الانسحاب الفوري من الاراضي الفلسطينية والعودة لطاولة المفاوضات. وفي لندن، قال بلير للصحافيين في مقر رئاسة الوزراء البريطانية (داوننغ ستريت) انه تحدث هاتفيا مع محمود عباس الذي اختير رئيسا للوزراء والرئيس الفلسطيني بعد وقت قصير من تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش بنشر خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط التي طال تأخرها بعد تثبيت رئيس الوزراء الفلسطيني في منصبه.