أكد السيد مقتدى الصدر، إحدى الشخصيات الشيعية البارزة في العراق، أن "جيش الإمام المهدي" الذي دعا إلى تشكيله الأسبوع الماضي، هو "جيش العراق"، مطالباً بخروج القوات الأميركية من النجف وحل مجلس الحكم الانتقالي في العراق. وفيما جرح جنديان أميركيان ومدني عراقي بانفجار عبوة لدى مرور قافلة للجيش الأميركي وسط بغداد والقبض على 16 عراقياً في عمليات دهم على مشارفها، أعلن ناطق أميركي اعتقال أفراد من الحرس الخاص للرئيس السابق صدام حسين قرب تكريت. وأوضح الجنرال راي اودييرنو، قائد فرقة المشاة الرابعة، أن القوات الأميركية قامت بعملية دهم جنوب تكريت، بناء على معلومات من مخبر. وقال إن القوات الأميركية اعتقلت عدداً من الرجال يعتقد بأنهم من الحرس الشخصي لصدام. وأضاف: "اعتقد بأننا سنحصل على معلومات متزايدة عن مكان الوجود المحتمل لصدام". وكان ناطق أميركي أفاد أن عبوة ناسفة انفجرت بعد ظهر أمس لدى مرور قافلة أميركية في حي الكرادة وسط بغداد. واوضح ان جنديين اصيبا في الانفجار ونقلا إلى المستشفى. كما اشار الى جرح مدني عراقي في الحادث. وذكر شهود ان الانفجار وقع حوالى الثانية بالتوقيت المحلي، بعد خروج المصلين من مسجد الخضيري القريب. وادى الانفجار الى تضرر عدد من واجهات المحلات والمقاهي الموجودة في المكان. من جهة اخرى، اعتقل الجنود الاميركيون 16 عراقياً في حملة دهم نفذوها قبل فجر أمس على مشارف بغداد، بينهم اثنان يعتقد بتورطهما في مكمن قتل فيه جندي اميركي ومترجم عراقي في العاصمة العراقية. وقتل الجندي الاميركي والمترجم العراقي نتيجة ارتطام عربتهما بقنبلة بدائية الصنع وتعرضهما للنيران على طريق سريع في بغداد الاثنين الماضي. وشارك اكثر من مئة جندي في الحملة وطوقوا مجموعة من المنازل كان الرجال واسرهم يقضون فيها الليل. واسروا الرجال وهم يحاولون الفرار واجبروهم على الانبطاح أرضاً أو الجلوس على الارض وقيدت ايديهم خلف ظهورهم، ثم نقلوهم في شاحنة. وفي النجف، طالب مقتدى الصدر، في خطبة الجمعة التي حضرها نحو 10 آلاف شخص، بانسحاب "قوات الاحتلال" من النجف. وقال، في إشارة إلى المصلين، إن "هذه التجمعات الهائلة العدد" دليل على "ان التيار الأكبر تابع لحوزته لا لمجلس الحكم الذي أسسته اميركا. يتعين بعد ذلك حل المجلس وانهاء الاحتلال والهيمنة الاميركية". وأضاف، متوجهاً إلى المصلين: "بعد ان قامت قوات الاحتلال بحصار النجف، وجب على الجميع الحضور الى النجف يوم الجمعة، وانكم بذلك اثبتتم اخلاصكم"، مؤكداً أن العراقي لا يرضى "بالخضوع والذل والتبعية والاحتلال". وأكد الصدر في خطبته ان "جيش الإمام المهدي" هو "جيش العراق"، منتقداً الجيش الذي يتم تشكيله باشراف القوات الاميركية. وكان الصدر أعلن في خطبته الجمعة الماضي انشاء "جيش المهدي" لاستدعائه عند الضرورة على حد قوله. وبدأ على الاثر تجنيد المتطوعين في الجيش المذكور في عدد من المناطق العراقية. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان المتجمعين في النجف، والذين ارتدوا جلابيات بيضاء، انتشروا داخل المسجد الرئيسي وفي محيطه. وتوجهت مئات الشاحنات من بغداد و18 محافظة عراقية اخرى لنقل المصلين الى النجف. وقد كانوا يحملون رايات خضراء واعلاماً عراقية. كما حملوا لافتات كتب عليها "جنود المهدي". وأكدت الحشود أنها ستقوم بحماية منزل الصدر إذا تم تطويقه، بعدما تردد، الأسبوع الماضي، ان القوات الأميركية طوقته. وفي بغداد، وزعت في مسجد ابو حنيفة في الاعظمية منشورات جديدة موقعة من "حزب التحرير الإسلامي" دعت الى "عدم التعاون مع مجلس الحكم الانتقالي الخائن". واعتبر النص ان هذا المجلس "لا يفعل شيئاً إلا بأمر من الاميركيين"، وان الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر هو رئيسه. وأكد النص أنه تم تشكيل المجلس من أجل "تقسيم العراق"، مشيراً إلى ان المهم اليوم هو "التخلص من الاحتلال والدعوة الى الجهاد". وكانت وزعت الاسبوع الماضي بعد صلاة الجمعة في مسجد أم القرى غرب بغداد بيانات موقعة من "حزب التحرير الاسلامي" فرع العراق طالبت ب"نصرة الشعب العراقي وعدم تركه لوحده في مواجهة قوات الاحتلال الاميركية - البريطانية".