سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل إمام شيعي وتفجير مركز ل"المجلس الأعلى"... ومجلس الأمن يؤكد أن لا أمل في العثور على الأسرى الكويتيين . تزايد الهجمات على المساجد ينذر بفتنة مذهبية ومقتدى الصدر سيشكل "محكمة" لمحاكمة صدام
ينذر تزايد الهجمات على المراكز الدينية في العراق بمواجهات طائفية دامية، حذر منها أئمة المساجد في خطبهم أمس. وقتل شخص واحد على الأقل في تفجير مقر ل"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" بزعامة عبدالعزيز الحكيم، فيما اغتيل إمام شيعي غرب بغداد. وطوقت القوات الأميركية مسجداً في مدينة المحمودية. وفيما اعتبر الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين يبشر ب"مرحلة سلام"، وأعلن أنه سيشكل محكمة لمحاكمته تضم رجال دين من الحوزة الشيعية في النجف وفي قم وكويتيين، سارت تظاهرات صاخبة، بعضها مسلح، في شوارع بغداد للمطالبة باطلاق صدام. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها لا تمانع في مشاركة قضاة غير عراقيين في المحكمة التي أعلنها المجلس الانتقالي. في غضون ذلك، أعلن مجلس الأمن رسمياً أن المفقودين الكويتيين منذ حرب الخليج الثانية قتلوا جميعاً. وأبلغ البيت الأبيض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن دعوته سلطة التحالف ومجلس الحكم إلى اجتماع في 16 الشهر المقبل "فكرة جيدة"، لكنه لم يحدد المسؤول الذي سيحضر اللقاء. على الصعيد الأمني، قتل شخص وجرح ثمانية آخرون على الاقل في انفجار استهدف أحد مراكز "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في بغداد صباح أمس، فيما اسفر تفجير عبوة ناسفة في شاحنة صهريج ترافقها قوات اميركية الى احتراق الشاحنة وجرح سائقها. كما اصيب حارس عراقي أمام مقر المفوضية العليا للاجئين في هجوم على المقر في الموصل. واعلنت الشرطة العراقية ان عنصرين مسلحين اصيبا برصاص شرطيين خلال محاولتهما زرع عبوتين ناسفتين في طريق يستخدمها الجيش الاميركي قرب كركوك. وأفاد تقرير اعلامي أن القوات الاميركية طوقت مسجد المصطفى في مدينة المحمودية جنوببغداد. وفي موازاة ذلك، اعلنت واشنطن انها سترسل لواء اضافياً الى العراق مع تزايد الهجمات على العراقيين. وأكدت سلطة الاحتلال أمس انها تعيد النظر في اجور عناصر الجيش العراقي الجديد بعدما استقال نصفهم. وقتل مجهولون إمام أحد المساجد الشيعية الواقعة غرب بغداد، على ما أفاد مسؤول في "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية". وقال علي العطار إن "الشيخ أسامة الفوادي إمام مسجد في منطقة الغزالية غرب بغداد اغتاله مجهولون اطلقوا عليه الرصاص من داخل سيارة عندما كان خارجاً من منزله"، وأوضح أن وراء "هذه العملية أعوان النظام السابق الذين يعملون لخلق نعرات طائفية". ودعا إمام مسجد الحرية المجاور الشيخ حسين المؤيد في خطبة الجمعة مئات المصلين من الشيعة والسنة إلى مواجهة "النزعات الطائفية". وقال: "كلنا شيعة وسنة في سفينة واحدة إذا غرقت نغرق جميعاً، ولهذا ندعو إلى أن لا تتكرر أي ظاهرة سلبية تخل بالتعايش"، معتبراً أن "في العراق نموذجاً فريداً من التعايش بين الطوائف الإسلامية". وكان عشرات الشبان المسلحين يحرسون المسجد خلال خطبة الجمعة، فيما كان شبان آخرون يحرسون مسجد الفاروق السني الذي يقع على مقربة منه وهم يلفون وجوههم بالكوفية العربية. وكانت دبابة أميركية تقوم بحماية مدخل المسجد، ما دفع أحد الشيوخ والعديد من الشبان إلى رفض أداء الصلاة فيه. وفيما حذر إمام مسجد أبي حنيفة عبدالقادر الكيلاني من "فتنة بين الشيعة والسنة تزكيها القوات الأميركية"، اعتبر مقتدى الصدر أن وقوع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في قبضة الأميركيين يبشر ب"مرحلة سلام". وأضاف أمام الآلاف من مناصريه "ان الشعب العراقي المظلوم والمجاهد سيعرف سلاماً حقيقياً باعتقال الطاغية، سلاماً حرمنا منه طوال سنين". وأكد أنه سيشكل محكمة لمحاكمة صدام من "بعض رموز الحوزة العلمية في العراق والحوزة العلمية الإيرانية في مدينة قم وأطراف كويتية". ولم يحدد الصدر أسماء أعضاء هذه المحكمة أو كيفية ممارسة عملها المنتظر. ودعا إلى دمج "جيش المهدي" التابع له ب"منظمة بدر" التابعة ل"المجلس الأعلى" تحت راية واحدة. في نيويورك، أكد مجلس الأمن أن 605 أشخاص تؤكد الكويت انهم مفقودون منذ الغزو العراقي لأراضيها في 1990، قتلوا. وقال رئيس المجلس السفير البلغاري ستيفان تافروف إن المجلس "يشاطر الأمين العام كوفي أنان وجهة نظره ويعبر عن تعازيه لأسر الرعايا الكويتيين وغيرهم". وأضاف ان مجلس الأمن "يأمل في محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم الرهيبة". وكان مجلس الأمن عقد الخميس جلسة علنية أدلى خلالها رئيسه ببيان نيابة عن المجلس عن مصير الأسرى الكويتيين، ووصف ممثل الأمين العام جرائم العراق ضد الأسرى بأنها "جرائم حرب". ودان المجلس في بيان بشدة عمليات قتل الكويتيين وغيرهم من الأسرى من جنسيات أخرى، واتهم "النظام السابق بانتهاك القانون الدولي". وشدد البيان الرئاسي على ضرورة تقديم المسؤولين عن الجرائم الى العدالة. ووصف الناطق باسم انان فريد ايكهارت ردود الفعل الأميركية على دعوة الأمين العام لعقد اجتماع ثلاثي بأنها "ايجابية" فيما وصف الرد العراقي بأنه "متجاوب" مع الدعوة. وقال: "لم نتسلم تأكيداً أميركياً لحضور الاجتماع ولسنا جاهزين للاعلان عمن سيأتي ومتى". إلى ذلك، أكد مسؤول كردي أمس أن المجموعة الكردية في مجلس الحكم الانتقالي المكونة من خمسة أعضاء تقدمت إلى المجلس بقانون الكونفيديرالية. وقال بختيار أمين، نائب عضو مجلس الحكم محمود عثمان، إن "المجموعة الكردية في مجلس الحكم المكونة من خمسة أعضاء هم: رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ورئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ومحمود عثمان ودارا نورالدين وصلاح الدين بهاء الدين تقدموا قبل عشرة أيام إلى مجلس الحكم بمشروع باسم قانون الدولة كان تقرر في البرلمان الكردي قبل عام واتفق عليه نحو 37 حزباً كردياً". وأضاف ان "هذا القانون جاء بسبب عدم وجود تفاصيل حول الكونفيديرالية".