يحل صباح فخري ضيفاً استثنائياً على مهرجان "المحبة" في اللاذقية، بين 2 و12 آب أغسطس المقبل، في وصلة غنائية مختارة، اذ اعتاد هذا الفنان الحلبي الكبير، أن يهدي جمهوره مجموعة من القدود والموشحات والأدوار، في حلة متجددة. أما الجديد في إطلالته هذه، فهو إطلاق مجموعة من الأغاني التراثية القديمة بتوزيع موسيقي جديد، يتماشى مع رؤيته المعاصرة لهذه الأغاني التي كاد يطويها النسيان، معتبراً أن "تراثنا ذهب عتيق ولكن ينبغي علينا أن نعرف كيف نصوغه ونقدمه في شكل معاصر، تتقبله كل الأذواق". هكذا أعاد صباح فخري تسجيلات قديمة من أعمال داود حسني ومحمد عثمان وسيد درويش، وبدت كأنها تسجيلات حديثة من دون الإساءة الى التراث. ويقول: "يعتقد بعض مطربي اليوم ومطرباته، بأن بهاء الطلعة وجمال الشكل يغطيان على رداءة الصوت والأداء. لا بد للمطرب من أن يمتلك مخزوناً ثقافياً وفنياً كبيراً، كي يبدع ويطوّر في التراث... أنا عندما أعدت تطوير التراث، كانت لدي خبرة نصف قرن من الغناء". ويرفض صباح فخري الغناء إلا على خشبة المسرح، منذ بداياته الأولى في مدينة حلب، في أواخر الأربعينات من القرن العشرين: "فالفنان هنا يثبت مقدرته الفنية بوجود الجمهور، والسميعة، فهؤلاء هم من يحرضني أكثر على الغناء الجميل". يبلغ صباح فخري اليوم السبعين من عمره، لكنه لم يتوقف عن المشاركة في إحياء الحفلات الغنائية والمهرجانات. ولعل أبرز محطة في حياة "ملك القدود الحلبية"، كانت على خشبة مسرح "كاراكاس" في فنزويلا عام 1968، إذ وقف يومها على خشبة المسرح مدة عشر ساعات متواصلة، ودخل موسوعة غينيس. يعتبر صباح فخري انه الحارس الأمين للتراث العربي الأصيل، إذ سبق وسجل نحو 160 مقطوعة غنائية، تراوح بين الدور والقدّ والموشح والموال، وتشتمل في قسم منها على قصائد للمتنبي وأبي فراس الحمداني وابن زيدون وابن الفارض وابن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب. وقد جمع أعماله المسجلة في 5 اسطوانات و20 شريط كاسيت، عدا الطبعات المقرصنة من أعماله. ويؤكد صباح فخري الذي يستعد لإنشاء معهد موسيقي في دمشق: "سأعتزل الغناء وأنا في القمة".