أحيا الفنان العربي صباح فخري أمسية غنائية من أفضل ما قدمه في مسيرته الغنائية من مواويل وقدود حلبية وموشحات وذلك ضمن فعاليات مهرجان "أنغام من الشرق" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مساء الأربعاء الماضي بحضورحشد كبير من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الإمارات وجمهور كبير من محبي الفنان وصوته المتألق غصت به قاعة مسرح قصر الإمارات وحشد من الصحفيين والمهتمين. وقدّم الفنان صباح فخري مجموعة من أغانيه الطربية الأصيلة التي ألهبت جمهور هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وأعطت لمتذوقي الموسيقى الشرقية والغناء الشرقي، مساحة من الحنين للماضي الفني المشرق. وأعاد هذا الفنان الكبير الجمهور إلى مرحلة من أروع مراحل الغناء العربي بتقديمه باقة من الموشحات والأدوار القديمة التي تحمل نكهة فنية دائمة لا يزيدها الزمن إلا جمالاً وتوهجاً، وقدم القدود الحلبية من الفنون الموسيقية السورية المنشأ ، وقد تأثر بهذا الفن الذي اندمج أيضاً مع الموشحات والموال.ومفاجأة المهرجان والأمسية جمهور الحضور الذي لم يتوقف عن التصفيق والتفاعل مع الفنان بما يؤكد على أن القدم الموسيقي لا يموت بل يزداد توهجاً مع الزمن، خاصة من فنان قدير بحجم صباح فخري الذي لقب"بحارس التراث" الموسيقي الأصيل في وصف دقيق لمسيرته الغنائية، صباح فخري صاحب حنجرة ماسيّة ومنجم موسيقيّ آسر حتى ارتبط اسم مدينة حلب مدينة القدود الحلبية والموشّحات بقلعتها التاريخية الشهيرة وصباح فخري. لقد نقل صباح فخري التراث الحلبي الغنائي في رحلته ليس فقط من خلال صوته الأخاذ بل من خلال حضوره القوي على المسرح، الذي يكشف عن أصالة صوته وعمق معرفته الموسيقية وقدرته الاستثنائية على جذب المستمع إلى صوته ساعات طويلة في عصر سرعة الاغنية التي لا تتجاوز الدقائق.