أبوظبي - أ ف ب - أجبر الجمهور المطرب السوري صباح فخري في حفلة ليل الأربعاء في اطار مهرجان انغام من الشرق، على العودة للغناء ثلاث مرات. وتجاوز فخري الوقت المقرر له بأكثر من 40 دقيقة. وكان الجمهور ملأ القاعة وممراتها قبل صعوده إلى خشبة المسرح في قصر الإمارات الذي يتسع ل 1200 شخص وأضيف حوالى مئتي مقعد آخر في ممرات القاعة. وقدم فخري عدداً كبيراً من الأغاني التراثية من قدود وموشحات وأغان وأدوار اشتهر بها. وقد بلغ انسجام الجمهور معه ذروته عندما انشد «يا مال الشام» و «قدك المياس يا عمري» الى جانب «على الروزنا» و «فوق النخل» و «ليش الزعل يا خالة». وكان وهو ينهي الأمسية كأنه يبتدئ الغناء بينما تمايل الجمهور طرباً عندما انشد «البلبل نادى غصن الفل» و «أنت سلطان البلاد» و «قتيل حبك» و «جودي عليه» و «عيونك سود يا محلاهم» و «ياشادي الألحان» و «مالك يا حلوة مالك» و «ياطيرة طيري يا حمامة». وكان من المقرر ان تستغرق الحفلة ساعتين. لكن الجمهور خرج عن سيطرة الفنان الكبير، ووقف مئات الشباب في خلفية المسرح يرقصون بين المقاعد بينما اكتفت النساء وبعض الكهول بالتمايل على مقاعدهم في حالة من الطرب والانسجام. وبدوره، أخذ فخري يحدد متى يصفق الجمهور الذي نجح في دفعه الى العودة الى المسرح للغناء ثلاث مرات. وفخري المعروف بقدرته على شد الجمهور عبر الرقصة التي تعبر عن الطرب والانسجام في لحظات وجدانية، صاحب الرقم القياسي في الغناء في العالم، اذ غنى عشر ساعات متواصلة في كراكاس في 1968. والأمسية هي الوحيدة التي بيعت تذاكرها كاملة في المهرجان. وفخري من مواليد حلب عام 1933، خريج معهد الموسيقى العربية في دمشق عام 1948، لحن وغنى عشرات القصائد. وهو معروف بأدائه لأغاني التراث العربي والمحلي لمدينة حلب بطريقته المميزة ويلقبه كثيرون ب «ملك القدود الحلبية والموشحات». وكان مهرجان انغام من الشرق في دورته الثالثة بدأ الخميس الماضي وقدم حفلات عدة ابرزها امسية احياها الفنان مدحت صالح كتحية للموسيقي والمغني الراحل محمد عبد الوهاب. كما قدمت امسيات مميزة للمطرب التونسي لطفي بشناق والإماراتي سعيد السالم والفنان اللبناني احمد قعبور الى جانب امسيات لفرق شبابية عملت على مزج الموسيقى الشرقية.