دخلت التحضيرات لبدء الحملة الانتخابية الرئاسية في الشيشان مرحلتها الاخيرة وسط توقعات بمعركة ساخنة يشارك فيها اربعة مرشحين اساسيين. وفيما يرجح المراقبون اقبالاً شعبياً كبيراً على صناديق الاقتراع، جاءت نتائج استطلاعات الرأي الأولية مخالفة لهوى الكرملين الذي يأمل في نجاح احمد قادروف رئيس الادارة الموقتة المعينة روسياً. وعلى رغم اجواء التوتر التي فرضها تصعيد نشاط المقاومة الشيشانية في الاسابيع الاخيرة، تبدو موسكو مصممة على المضي في خطة التسوية التي بدأتها في الشيشان مع اعلان العفو العام قبل نحو شهرين. ويرى مراقبون ان الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع تشرين الاول اكتوبر المقبل ستكون نقطة تحول اساسية في علاقات الشيشان مع المركز الفيديرالي، وتساهم في اسدال الستار على الصراع الدامي الذي شهدته الجمهورية منذ عام 1994. وتجري موسكو استعدادات مكثفة لمنع محاولات المقاومة الشيشانية عرقلة الانتخابات، واتخذت اجهزة الشرطة والأمن تدابير واسعة لضمان الأمن في الجمهورية في الاسابيع المقبلة. وتدل الترتيبات الجارية الى ان مخاوف موسكو الاساسية تتركز في مواجهة رد فعل المقاتلين، في حين يستبعد المركز الفيديرالي احتمال مقاطعة الانتخابات من جانب الناخبين الشيشان. اذ تشير استطلاعات الرأي الى ان نحو 76 في المئة من الشيشانيين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع فيما لم يقرر نحو 10 في المئة منهم فقط موقفه من الانتخابات المقبلة. وعلى رغم ان كثيرين في المركز الفيديرالي لا يخفون مراهنتهم على رئيس الادارة الموقتة احمد قادروف، جاءت نتائج استطلاع موسع أجراه مركز دراسات الرأي العام المعروف برصانته مخيبة لآمال كثيرين. اذ أظهرت ان قادروف يشغل المركز الاخير بين اربعة مرشحين اساسيين لرئاسة الشيشان، ويتقدم عليه كل من عضو البرلمان الروسي عن الشيشان اصلان بيك اصلاخانوف ورجل الاعمال الشيشاني مالك سعيدولايف، اضافة الى رئيس البرلمان الروسي السابق رسلان حزبولاتوف. وتشير استطلاعات الرأي الى ان فرص اصلاخانوف تبدو الاكثر واقعية للفوز بثقة الشارع الشيشاني، خصوصاً اذا انسحب المرشحان الآخران لمصلحته، في حين وضع الشيشانيون قادروف الى جانب زعيم المقاومة الشيشانية اصلان مسخادوف على رأس قائمة السياسيين الذين لا يحظون بتأييد داخل الجمهورية الشيشانية. وقال اكثر من 60 في المئة من المشاركين في الاستطلاع انهم لن يصوتوا في اي حال من الاحوال لمصلحة مسخادوف او قادروف، وهو ما دفع رئيس الادارة الموقتة الى محاولة تعديل الكفة لمصلحته عبر اطلاق سلسلة تصريحات شدد فيها على سعيه الى الحصول على حكم ذاتي واسع الصلاحيات للشيشان يشتمل على "شبه استقلال" سياسي واقتصادي عبر انتهاج سياسة اقتصادية منفصلة عن موسكو وفرض السيطرة على موارد الجمهورية النفطية وتعيين ممثلين او مكاتب قنصلية لدى الدول الاجنبية، وهو ما لا تحظى به اي جمهورية ذاتية الحكم في الاتحاد الروسي. كما سعى قادروف الى الضرب على وتر حساس بالنسبة الى الشعب الشيشاني من خلال دعوته الى توظيف المقاتلين السابقين الذين استجابوا لدعوة القاء السلاح في هياكل الدولة الشيشانية وأجهزة الأمن والشرطة، وهي الدعوة التي اثارت جدلاً واسعاً في موسكو. ويعتقد مراقبون ان قادروف لجأ الى "رمي جميع اوراقه" من اجل الفوز في معركة قد تكون الاخيرة بالنسبة اليه، معتمداً على تأييد الكرملين. لكن كثيرين يعتقدون انه قد يكون اول من يضطر الى دفع فاتورة معارضته الشديدة لاجراء اي حوار مع المقاومة الشيشانية.