اعتبرت إسرائيل أمس أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً ل"الاستقرار في العالم كله"، فيما أكدت طهران أنها تسعى إلى تحقيق "الردع" من خلال برامجها التسلحية، وشددت على أنها لن تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية على رغم استمرار رفضها عمليات التفتيش المفاجئة لمنشآتها النووية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إثر لقائه نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسيل في معرض رده على سؤال عن الصاروخ الإيراني الجديد "شهاب-3" الذي يصل مداه إلى 1300 كلم والقادر على بلوغ الدولة العبرية: "قلت للوزراء إن إيران تهدد الاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل وفي العالم أجمع". وأضاف أن "إيران تبذل قصارى جهدها في الوقت الراهن لاقتناء سلاح نووي وذلك من شأنه أن يسيء ويهدد ليس الشرق الأوسط فحسب، بل يمكن أيضاً أن يهدد أوروبا والجزء الجنوبي لروسيا". ودعا الاتحاد الأوروبي إلى لعب "دور أساسي في الجهود الأخيرة لمنع" طهران من امتلاك "هذه القدرة". وفي طهران، نقلت "وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية" عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي "أن الأسلحة الإيرانية هي لأغراض دفاعية وللردع". وقال إن تسليم صواريخ "شهاب-3" لقوات الحرس الثوري "ليست مسألة جديدة" مشدداً على أن البرنامج الدفاعي لإيران لا يمثل تهديداً ضد دول أخرى، وأظهرت الجمهورية الإسلامية ذلك خلال 25 عاماً". ووصف "التصريحات عن تهديد إيران للآخرين" بأنها "دعاية يطلقها النظام الصهيوني ... الذي ليس من حقه ذلك ... في وقت يمتلك مئات الرؤوس النووية الحربية". وأكد أن "الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية غير مطروح، وإيران ما زالت ملتزمة التعاون مع الوكالة الدولية. لكن مسألة توقيع بروتوكول إضافي غير مطروحة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن لإيران "موقفاً إيجابياً" في شأن البروتوكول الذي تدعو الوكالة الدولية والدول الغربية إيران إلى التوقيع عليه بما يسمح للوكالة القيام بعمليات المراقبة المستمرة أو بعمليات تفتيش مفاجئة. تحقيق "جاد وشفاف" من جهة أخرى، أكدت طهران ان التحقيق الحكومي في مقتل الصحافية الكندية زهرة هاشمي يتسم بالجدية والشفافية على رغم عدم تمكنها من تحديد كيفية حدوث الحادثة او من المسؤول عنها. وأفاد التقرير الذي نشر أول من امس ان كاظمي توفيت اثر ضربة قوية على رأسها ادت الى اصابتها بكسور في الجمجمة ونزيف في المخ. لكن التحقيق الذي استغرق نحو اسبوع وامر خاتمي باجرائه لم يصل الى حد القول ان الضربة كانت متعمدة. كما اوصى باجراء مزيد من التحريات لاستجواب الذين كانوا يتصلون بها قبل وفاتها. وقال آصفي ان على المحكمة ان تقرر ما اذا كانت جثة كاظمي ستعاد الى كندا ام لا. الى ذلك، وجه عشرات الطلاب الايرانيين رسالة مفتوحة الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي للتنديد بمواصلة اعتقال عباس عبدي، احد قادة الحركة الاصلاحية، والطلب اليه العمل من اجل المصالحة الوطنية.