قال مسؤولون في الجيش الليبيري امس، ان القوات الموالية للرئيس تشارلز تيلور طردت المتمردين من منطقة ميناء العاصمة مونروفيا ودفعتهم الى مسافة عشرة كيلومترات من وسط المدينة. وصرح المسؤولون بأن المتمردين تراجعوا الى منطقة محيطة بجسر نهر سانت بول على مشارف المدينة. وذكر سكان في مونروفيا ان دوي التراشق بالأسلحة هدأ، بعد معارك طاحنة ليل اول من امس اسفرت عن مقتل العشرات. وقال احد مسؤولي الجيش: "تمكن رجالنا من دفعهم من الموقع الذي احتلوه خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، الى منطقة دوالا وما بعدها، ولكن ما زلنا نعتزم ابعادهم اكثر". وتقع دوالا وهي منطقة تجارية قرب جسر نهر سانت بول الذي يعتبر المدخل الرئيسي الى العاصمة. وأكد عمال اغاثة ان المتمردين انسحبوا من ميناء فريبورت بعدما توغلوا فيه اول من امس، وأطلقوا قذائف مورتر وصواريخ اثناء زحفهم. وبذلك بلغت المواجهة بين تيلور ومتمردي اتحاد الليبيريين للمصالحة والديموقراطية اوجها، في ظل حرب مستمرة منذ ثلاث سنوات. وأحبطت المواجهة آمالاً في التفاوض لانهاء الحرب، بعد اقل من اسبوع من توقيع الطرفين هدنة أدت الى احياء هذه الآمال. وكان وزير الدفاع دانيال تشيا ذكر ان المعركة تصاعدت في جزيرة باشرود والتي يصل اليها مدى نيران الاسلحة الصغيرة. وقال ان المتمردين "انتقلوا الى البلدة لاحداث دمار وايذاء المدنيين". وسقط من بين القتلى ثلاثة ليبيريين عندما ضربت قذائف مجمعاً اميركياً يستخدم كمنطقة للتخزين، على بعد اقل من كيلومتر واحد من السفارة الاميركية التي أصدرت بياناً شديد اللهجة يدين هجوم المتمردين على مونروفيا. التدخل الاميركي وذكر المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة السير جيريمي غرينستوك ان اعضاء في مجلس الامن الدولي يأملون في تدخل الولاياتالمتحدة من خلال توليها قيادة قوة متعددة الجنسيات للاشراف على اي اتفاق للهدنة. وأضاف ان الولاياتالمتحدة "هي البلد التي يعتقد الجميع انها ستكون المرشح البديهي" للمهمة. ولكن مسؤولاً اميركياً طلب عدم نشر اسمه، قال: "في هذه المرحلة، ليست لدى الولاياتالمتحدة خطط لنشر اي قوات لحفظ السلام، لكنها ماضية في مساندة جهود دول غرب افريقيا". ووصل غرينستوك على رأس بعثة لمجلس الامن الى غينيا بيساو امس. وقال ان المجموعة يمكنها ان تلتقي مع ليبيريين في غانا اذا كان القتال يحول دون التوجه الى ليبيريا. ويزيد الوضع تعقيداً موقف تيلور الذي تقول الولاياتالمتحدة انها لا تؤيده ووجهت اليه محكمة دولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في سيراليون. وهو تعهد بمواصلة القتال لرغبته المستميتة في البقاء في السلطة، في حين ان المتمردين قالوا انهم لن يتوقفوا حتى يسيطروا على مونروفيا. وأسفرت الحرب الاهلية عن سقوط 200 ألف قتيل في التسعينات، قبل ظهور تيلور كأبرز قائد بين المتحاربين. وفاز في الانتخابات التي اجريت عام 1997. وتريد جماعتان للمتمردين تسيطران على نحو 60 في المئة من البلاد، اطاحته في اسرع وقت ممكن. ويقول تيلور انه لن ينسحب قبل نهاية فترة ولايته في كانون الثاني يناير المقبل.