أبلغت الادارة الأميركية الحكومة السودانية أنها تعتزم ارسال مبعوثين وخبراء الى نيروبي والمنطقة لتقديم المشورة والتجارب والنصائح لمعالجة القضايا الخلافية بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" المتعلقة بقسمة السلطة والثروة والترتيبات الأمنية. وأجرى المبعوث الرئاسي الأميركي الى السودان جون دانفورث اتصالاً هاتفياً مع مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين عقب لقائه زعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق والوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو في نيروبي. وأبلغ دانفورث صلاح الدين ان الادارة الاميركية قررت بعد جولته في المنطقة ولقاءاته مع طرفي النزاع والوسطاء المساهمة بفاعلية في حل الأزمة الراهنة بعد تعثر جولة المحادثات الأخيرة إثر رفض الخرطوم اقتراحات الوسطاء ورأت إرسال خبراء ومبعوثين الى المنطقة لتقديم المشورة الى جميع الأطراف من أجل دفع عملية السلام. ورحب صلاح الدين بأي جهود للوصول الى حلول للقضايا المعلقة، مؤكداً ان حكومته ستتعامل معها بايجابية. وأوضح انه يتفق مع دانفورث بأن عملية السلام أمامها أسابيع وليس شهوراً حتى تحقق النجاح ووصف المرحلة المقبلة بأنها مصيرية. وسينقل صلاح الدين غداً رسالة من الرئيس عمر البشير الى نظيره الكيني مواي كيباكي تتعلق بتعثر عملية السلام ومستقبلها والتشاور في شأن جولة المحادثات الجديدة التي قرر الوسطاء انعقادها الاربعاء المقبل ولم يتأكد بعد أنها ستبدأ في موعدها المقرر بعدما راجت معلومات عن استياء الجنرال سيمبويو من اتهام الخرطوم له بالانحياز وعدم الحياد. الى ذلك، اتهم مسؤول حكومي "الحركة الشعبية" بتسريب وثيقة ناكورو التي طرحها الوسطاء في جولة المحادثات الأخيرة لمعالجة قضايا قسمة السلطة والثروة والترتيبات الأمنية واعتبر الخطوة نقضاً للاتفاق مع الوسطاء. وعلى صعيد متصل أعلن السفير المصري في الخرطوم محمد عاصم ابراهيم أمس ان وزير خارجية بلاده احمد ماهر أبلغ المبعوث الاميركي الى السلام في السودان خلال زيارته القاهرة أخيراً تحفظات حكومته على "وثيقة ناكورو" واعتبرها "لا تصلح أساساً للمحادثات، وتشكل عقبة ويجب إعادة صوغها بالكامل". على صعيد آخر، شدد الأمين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" والقيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" فاغان اموم على "ضرورة تجاوز حال اللاحرب واللاسلم خلال أسابيع". ودعا الى "تغيير الحكومة الحالية". وكشف اموم "ان سيمبويو أبدى غضبه وخيبته من موقف الحكومة لرفضها اقتراحات الوسطاء" خلال لقاء مع دانفورث. وأشار سيمبويو انه "فوجئ تماماً بموقف الخرطوم بعدما وضع مسودة الاتفاق بالتشاور مع الطرفين". وأوضح اموم ان دانفورث "طالب الحركة الشعبية بالمرونة والهدوء وتفادي الاستفزازات الحكومية بعدما لمس تصلباً في مواقف الخرطوم".