سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السعودية لن ترسل جنوداً الى العراق ... وانان يطالب بجدول زمني لانهاء الاحتلال . القوات الأميركية تسعى الى اعتقال مقتدى الصدر ورامسفيلد يقر خطة لتعزيز دور الامم المتحدة
تدفق أمس حوالى مئة ألف شيعي على شوارع بغداد في تظاهرة احتجاج على تطويق القوات الأميركية منزل مقتدى الصدر، غداة خطبة أعلن خلالها تشكيل "جيش المهدي"، وبعدما بدأ المتطوعون يؤمون المساجد تلبية لندائه. وفيما أقرت وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون دراسة توصي بالتزام الولاياتالمتحدة أكثر في العراق تعزيز الأمن وتعزيز دور الأممالمتحدة في اطار "تحالف أوسع"، طالب الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي انان الذي سيقدم تقريراً الى مجلس الأمن الثلثاء المقبل بتحديد جدول زمني لإعادة السيادة الى العراقيين و"انهاء الاحتلال". وعلى رغم التغيير الواضح في الموقف الأميركي من الأممالمتحدة لكن ليس متوقعاً عرض أي قرار على مجلس الأمن قريباً. على رغم اعلان واشنطن أنها منفتحة على تفويض جديد من المنظمة الدولية، فالمفاوضات مع الدول الأعضاء ما زالت في مراحلها الأولى. وجدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس ترحيب السعودية بمجلس الحكم الانتقالي لكنه أكد ان الرياض لن ترسل قوات الى العراق إلا بطلب من حكومة شرعية ولن تستقبل مكتباً تمثيلياً للمجلس. وأعلن مصطفى يعقوبي، الناطق باسم مقتدى الصدر، احدى الشخصيات الشيعية النافذة في العراق، ان ثلاث آليات اميركية طوقت قبل أمس منزل الصدر في النجف، غداة خطبة ألقاها وشن خلالها هجوماً عنيفاً على الاحتلال الاميركي للعراق. واكد يعقوبي ان هذا الحادث اثار غضب عدد من الموالين للصدر الذين تظاهروا بكثافة في مدينة النجف الشيعية 130 كم جنوببغداد احتجاجا على التدخل الاميركي. وكان الصدر اعلن تشكيل جيش من المتطوعين باسم "جيش المهدي". وبدأ أمس تجنيد عناصر في هذا الجيش في المناطق ذات الكثافة الشيعية. وفي بغداد تظاهر حوالى مئة ألف تأييداً للصدر واحتجاجاً على تطويق منزله في النجف. وأقرت وزارة الدفاع الاميركية مساء الجمعة الخطوط العريضة لدراسة مستقلة توصي بالتزام الولاياتالمتحدة تعزيز امن العراق وضمان اعادة اعماره في اسرع وقت ممكن. ومن اجل انقاذ السلام، اوصت الدراسة بمشاركة اوسع للعراقيين وتعزيز دور الاممالمتحدة في اطار "تحالف اوسع" وضخ مزيد من الاموال في العراق المدمر. وأُعدت الدراسة التي نشرت الخميس بطلب من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والحاكم المدني للعراق بول بريمر في ادارة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وقال معد الدراسة الرئيسي فريديريك بارتون في مؤتمر صحافي في البنتاغون الجمعة ان "تقدماً كبيراً تحقق في الاشهر الاخيرة بالتأكيد" لكن "همنا الاول هو تقدير الحجم الهائل للمهمة". واكد ان "الاشهر ال12 المقبلة ستكون حاسمة. نشعر بقلق بالغ للاشهر الثلاثة المقبلة" لان برنامج "النفط للغذاء" سينتهي ومؤتمرا للدول المانحة سيعقد بينما ما زال صدام حسين يمارس تأثيرا سيئا. وعبر الرجل الثالث في وزارة الدفاع الاميركية دوغلاس فيث عن ارتياحه الى التقرير "المهني والقاطع حول الاوضاع في العراق"، وقال لصحافيين: "بالتأكيد لا يؤيد الجميع في الادارة كل النتائج التي توصلت اليها الدراسة لكن توصياتها تلقى ترحيباً". وتابع ان "التحالف" الذي يحتل العراق يجب "توسيعه ليشمل دولاً اخرى ومؤسسات لم تكن تشارك فيه لأن الحاجة الى الموارد المالية والبشرية لا يمكن ان يغطيها التحالف البريطاني الاميركي بمفرده". واضاف: "نحن سعداء بالتوجه الى الاممالمتحدة للتعاون مع المنظمة الدولية بطريقة تعود بالفائدة على الجهود في العراق". وأوصى انان في اول تقرير له حول العراق بعد الحرب بنقل السيادة بسرعة الى العراقيين وذكر التحالف الاميركي البريطاني بضرورة احترام الحق الانساني الدولي. ولا يوصي التقرير بارسال قوات دولية تحت راية الاممالمتحدة الى العراق وهذا ما تأمل به الادارة الاميركية التي تواجه صعوبات عسكرية ومالية في هذا البلد. وقال انان في تقريره ان "عدداً من الحكومات اتصل" بالاممالمتحدة "لسبر امكان نشر شرطة دولية" في العراق برعاية الاممالمتحدة.لكنه اكد ان "مسؤولية فرض احترام القانون تقع على التحالف الاميركي البريطاني وحده". في الرياض، أعلن سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده أمس في جدة ان بلاده لن ترسل قوات الى العراق، الا اذا طلبت منها ذلك "حكومة شرعية عراقية". وجدد ترحيب السعودية بمجلس الحكم الانتقالي في العراق. وقال ان "المملكة تعتبر انشاء المجلس خطوة ايجابية في اتجاه احياء مؤسسات النظام المدني والتمهيد لاعادة الحياة الطبيعية الى ربوع هذا القطر الشقيق". وذكر ان السعودية ستجري اتصالات مع الدول العربية ل"عقد اجتماع حول العراق ومناقشة مستقبله ومستقبل المجموعة العربية بعدما حدث في العراق".