عبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ونظيره الاسرائيلي ارييل شارون امس عن تفاؤلهما بالتوصل الى سلام بين شعبيهما. وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان شارون ابلغ عباس، خلال اجتماعهما مع عدد من وزرائهما في القدس، عن استعداده للسماح للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتوجه الى غزة ولكن من دون ان يعيد اليه حرية التحرك. وقال مسؤول اسرائيلي طالباً عدم ذكر اسمه: "لا جديد في ذلك. لقد سبق ان ابدينا استعدادنا للسماح لعرفات بالاقامة في غزة ولكن ليس بالتنقل بين غزة والضفة الغربية". راجع ص5 و6. وخاطب كل من عباس وشارون الآخر بكلمتين اختارا مفرداتهما بعناية للاعراب عن نية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين بعد نحو ثلاث سنوات من الصراع الدموي والخسائر في الارواح في صفوف الجانبين. واعتبر البيت الابيض ان اللقاء الذي عقد امس بين رئيسي الوزراء الاسرائيلي والفلسطيني يدعو "للتفاؤل". وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر في لقاء مع الصحافيين ان "الرئيس بوش سعيد برؤية العملية تمضي قدماً، ورؤية رئيسي الوزراء شارون وعباس يعملان بجد كما يفعلان… وفي ذهنيهما الرغبة في التقدم والتوصل الى احلال السلام". وتوجه عباس الى نظيره الاسرائيلي قائلاً: "صراعنا معكم هو صراع سياسي سننهيه بالسبل السياسية … ولا عداوة لنا مع شعب اسرائيل". ورأى ان "لا سبيل للتقدم إلا بالحوار والمفاوضات"، وقال: "ان مستقبلنا تبنيه الشراكة ونأمل بأن نخرج اليوم باتفاق على لجان تؤسس لهذه الشراكة". واضاف المسؤول الفلسطيني: "ان السلام العادل كان ولا يزال الهدف الاساسي الذي ينشده الشعب الفلسطيني، والذي سنبذل من اجله كل الجهود هو السلام الدائم، سلام ترضى عنه كل الاجيال ويحل قضايا الوضع الدائم كافة". وزاد: "ان كل يوم يمر من دون اتفاق هو فرصة ضائعة، وكل نفس تزهق هي مأساة انسانية وموت وألم". وقال شارون موجهاً حديثه الى عباس: "نحن نقف امام فرصة جديدة لمستقبل افضل مفعم بالتفاؤل والأمل للشعبين"، وكرر ما قاله عن نيته بذل "كل جهد ممكن من إجل التوصل الى تسوية سياسية تؤدي الى تهدئة وإن شاء الله الى سلام". وقال انه مستعد للقبول بحلول وسط حتى وان كان ذلك "بثمن باهظ". وقال موجهاً حديثه للفلسطينيين: "لسنا في حرب ضدكم ولا نريد ان نسيطر عليكم ولا ان نملي عليكم مصيركم". غير انه شدد في المقابل على ان "لا تسوية مع الارهاب" وان اسرائيل "ستواصل محاربته حتى الهزيمة المطلقة. لن يكون هناك سلام مع الارهاب". وجاء اللقاء بعدما عقد لقاء أمني اسرائيلي - فلسطيني جديد في مدينة بيت لحم للتمهيد لإعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في المدينة اليوم. وكان عباس أشار في بيان صباح امس امام المجلس التشريعي الفلسطيني، الى ان اللقاء مع شارون هو "للتأسيس على الاتفاق الامني" بين الجانبين، بانشاء "عدد من اللجان المتخصصة في المجالات الأمنية والاقتصادية والقانونية والمالية وملف الاسرى وغيرها". واتهم الحكومة الاسرائيلية بالعمل على افشال مهمة الحكومة الفلسطينية من خلال تصعيدها عمليات التوغل والقتل وغيرها من الاجراءات الاحتلالية. وتوقع عباس ان ينسحب الجيش الاسرائيلي الى حدود ما قبل ايلول سبتمبر عام 2000 خلال اربعة الى ستة اسابيع. لكن تفاؤل ابو مازن بقرب الانسحاب الاسرائيلي بدا متناقضاً مع تصريحات لرئيس الاستخبارات الاسرائيلية شاباك آفي ديختر قال فيها ان الجيش لن يواصل اعادة انتشاره الا اذا بدأت السلطة الفلسطينية في مواجهة مسلحة مع التنظيمات الفلسطينية وجمع اسلحتها. وقال خلال اجتماع في جامعة تل ابيب امس ان امام السلطة اسبوعين الى ثلاثة اسابيع لبدء نزع اسلحة الفصائل. الى ذلك استنكر قادة الحركات السياسية العربية في اسرائيل قيام جرافات وزارة الداخلية امس بهدم أسس مسجد خططت الحركة الاسلامية في مدينة الناصرة لتشييده قرب كنيسة البشارة، ثاني اهم موقع ديني لدى المسيحيين، بعد كنيسة المهد في بيت لحم، وذلك بزعم ان موقع المسجد ليس وقفياً على رغم وجود قبر "شهاب الدين" ابن اخ صلاح الدين الايوبي فيه. وحذّر القادة العرب اهالي المدينة، المسلمين والمسيحيين، من محاولات السلطات الاسرائيلية زرع الفتنة واثارة النعرات الطائفية، ودعوهم الى تفويت هذه المخططات. ومن جهتهم دعا قادة الحركة الاسلامية في الناصرة المواطنين الى اضراب عام اليوم احتجاجاً على "عملية الهدم البربرية".