بعد ساعات على استبعاد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد تحول العراق إلى فيتنام ثانية. سُجِل أمس أعلى معدل للهجمات على الأميركيين منذ نهاية الحرب، إثر انفجار ضخم في مسجد في الفلوجة التي تعتبر أبرز معاقل المقاومة، أسفر عن مقتل ستة أو ثمانية من طلاب الشريعة، واصيب 15، بينهم إمام المسجد الذي بترت ساقه. وتعالت صيحات الانتقام من الأميركيين في مدينة الفلوجة اثر انفجارات غامضة نسبها أهالي المدينة إلى القوات الأميركية استهدف أحدها مسجد الحسن في حي العسكري، وهتف أحدهم: "المقاومة ستنطلق من هذا المسجد". وبعد ساعات قليلة تعرضت قاعدة أميركية في المدينة لهجوم بالقذائف المضادة للدبابات راجع ص3 و4. وتضاربت المعلومات حول الخسائر في صفوف الأميركيين، ففي حين أفادت وكالات أنباء عن سقوط أربعة جنود قتلى وجرح اثنين في هجوم بقذائف "آر بي جي" على عربتهم المدرعة في حي المستنصرية وسط بغداد، أكد البنتاغون أن الخسائر اقتصرت على جرح ستة جنود. واندلعت النار في حافلة كانت تسير إلى جانب العربة الأميركية واصيب سائقها، فيما قال ناطق عسكري أميركي إن ثلاثة جنود اصيبوا في الحادث عندما انفجرت قنبلة قرب العربة التي كانوا يستقلونها وفقد المترجم العراقي الذي كان معهم. وأضاف ان جنديين في قافلة اصيبا بقذيفة صاروخية قرب مطار بغداد، في حين أسفر هجوم آخر في بلدة سامراء عن اصابة جندي، ليصل عدد الجنود الجرحى إلى ستة. ورفض الجيش الأميركي تأكيد روايات شهود عن جرح جنديين آخرين في اليوسفية. وبثت قناة "الجزيرة" أمس ان القوات الأميركية اعتقلت ليل الاثنين ابنة نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان وأولادها الستة في بغداد، بحجة ايوائها صدام حسين ووالدها في منزلها. وتحدث شهود عن جرح بعض أفراد أسرة ابنة رمضان لدى دهم الأميركيين المنزل. وأعلن "التحالف" ان المجلس البلدي الموقت لمدينة بغداد سيعقد الاسبوع المقبل اجتماعه الأول منذ سقوط نظام صدام. ووصف الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر منفذي الهجمات على قوات "التحالف" بأنهم "قلة ممن رفضوا الاندماج في العراق الجديد، وأصبحوا أكثر يأساً". مؤكداً أن هؤلاء من أعضاء الميليشيا القديمة التي أنشأها الرئيس المخلوع صدام حسين. وكان رامسفيلد رفض مقولة ان القوات الأميركية والبريطانية في العراق تواجه حرب عصابات، أو حوصرت في مستنقع. ورأى أن بعض العاملين في وسائل الإعلام يأمل بأن يتحول هذا البلد إلى فيتنام أخرى، لكن هذا "لن يحدث لأن الزمن مختلف والمكان مختلف". لكنه أضاف ان "فلول" الموالين لحكومة صدام تحولوا إلى "شبكة إرهابية". وأكد عدد من أعضاء الكونغرس عادوا من العراق أن الهجمات على القوات الأميركية ستستغرق وقتاً قبل أن تستطيع الولاياتالمتحدة إعلان انتهاء الحرب، لكنهم رأوا ان عدد القوات كافٍ. ورأى السيناتور جون ورنر ان "الحرب مستمرة والأخطار موجودة والاصابات ممكنة"، فيما طالب ورنر الدول التي وعدت بارسال قوات لمساعدة "التحالف" في العراق، بتنفيذ تعهداتها. واعتبر السيناتور كارل ليفين ان الولاياتالمتحدة تستطيع إعادة عدد من جنودها "حين تنفذ الدول الحليفة وعودها" لاستبدالهم. وفي ضوء ازدياد الهجمات على قوات "التحالف"، انخفضت نسبة الاميركيين الذين يثقون بما قاله الرئيس جورج بوش بعد سقوط بغداد، من ان الأمور تسير لمصلحة الولاياتالمتحدة في العراق. اذ كشف استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "غالوب" لشبكة "سي ان ان" وصحيفة "يو اس ايه توداي" ان نسبة الذين يوافقون بوش على هذا الرأي تراجعت من 86 في المئة بعد اسبوعين على سقوط صدام الى 70 في المئة قبل نحو شهر ثم الى 56 في المئة، فيما ارتفعت نسبة الذين يعتقدون بأن بوش ضخم خطر الأسلحة العراقية من 31 في المئة الى 37 في المئة الشهر الماضي.