كتب نجدة فتحي صفوت دروس "الحياة" في 17/6/2003 مقالاً عنوانه أو فكرته "أتكون الملكية الدستورية هي النظام الأمثل للعراق؟". وقد سبق لي أن أجبتكم عن هذا الموضوع الذي طرح على وجه الصفحة 8، في 15 شباط فبراير 1993، وصدرجوابي عن مكتب الشريف علي بن الحسين، راعي الملكية الدستورية في العراق، ويؤسفني ان الصحيفة لم تنشر اجابتي في حينه. فأقول للأخ نجدة فتحي صفوت ان الفكرة في شكلها العام هو ما قلته عام 1993، فيمكن للنظام الملكي الدستوري أن يحقق لأبناء العراق كل ما نتمناه من دون شك. وبهذه المناسبة أضم صوتي الى صوتكم، وصوت من ذاق الأمرين في السنين العجاف التي حلت بالعراق وشعبه والمنطقة، منذ عام 1963 الى اليوم. وعلى هذا الأساس ذكرت هذا العام الذي جلب للعراق الشر والمعاناة والمصائب. وأود هنا أن أذكر قليلاً من طموحاتي منذ الطفولة. فأحببت الملك فيصل الثاني وكنت أطمح الى الدخول للكلية العسكرية لأكون مرافقاً له، ولأبعد الشرّ عنه. ولكن لسوء حظي، وحظ جلالته، دخلت الكلية العسكرية عام 1958، أي بعد استشهاده، رحمه الله. وسبق لي أن ذكرت في إجابتي السابقة، ما خبره العراقيون من الأمن والاستقرار والعدالة والمساواة في العهد الملكي. فلم تكن هناك الفروقات الطائفية والقومية والدينية كما هو عليه الآن، وبالنسبة الى الأكراد، فكانوا يحتلون أرفع المناصب. وأقول هذا لأنني كردي، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أدت الى اضطرار البارزاني الى اللجوء الى الاتحاد السوفياتي السابق. فالعهد الملكي كان العدو اللدود للأفكار الشيوعية من دون غيرها في الأفكار. فهذه التصرفات خلقت في نفس شعبنا الكردي حسرة لا يمكن نسيانها أو تناسيها. فالأسرة البارزانية لها تاريخ عريق وطاهر ونزيه لدى الكرد عموماً. وكنا نحلم باليوم الذي يعود هذا البطل الى وطنه وأسرته. وهنا يدفعني الى الحديث مع الأخ نجدة فتحي صفوت بالنسبة الى الثورة التي وقعت في 14 تموز يوليو 1958، فأقول بأنها ثورة حقيقية وأصيلة، وحققت للشعب العراقي انفراجاً وتفتحاً لم يكن يحلم به، ولم يتوقع حدوثه بهذا الشكل. فلولا العسكر لما حدثت الثورة. وعن سريتها فالثورات يجب أن تكون سرية. وحالها حال الانقلابات بدءاً من 8 شباط 1963 و17 تموز 1968، فلم يعلم بحدوثها سوى المعنيين. وأريد الرد على شكواكم على يد عبد الكريم قاسم. فقد كان، رحمه الله، شخصية عراقية أصيلة. فكان شجاعاً وصادقاً ونزيهاً ووطنياً بمعنى الكلمة، ولكن أطماع العرب والأجانب والحسد أدت الى ما حدث. ولو كان يعلم بما سيحدث له وللعراق، بسبب ثورة تموز، لما قام بها إطلاقاً. وأرجو للعراق التقدم والازدهار والوحدة الوطنية في ظل الأمن والاستقرار والديموقراطية والدستور والفيديرالية. النمسا - اسماعيل سبتو ضابط عراقي