سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"اجتياح" وزارات ونهب وإشاعات عن لجوء ولد الطايع الى السفارة الاميركية أو الفرنسية وباريس تنفي . نواكشوط : معارك بالطيران والدبابات بعد اقتحام انقلابيين قصر الرئاسة
امضت نواكشوط أمس يوماً من المعارك بين انصار الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع ومتمردين من الجيش نفذوا محاولة إنقلابية ضد حكمه. واندلعت معارك عنيفة طوال النهار، قرب القصر الرئاسي وفي وسط المدينة، وأفادت تقارير أن سبعة قتلوا وأن عشرات من الجرحى مدنيين وعسكريين نقلوا الى مستشفيات. وجاءت المحاولة الانقلابية في وقت تشهد موريتانيا احتقاناً سياسياً، بعد مرحلة اعتقالات في صفوف الاسلاميين ومؤيدي حكم حزب "البعث" السابق في العراق. وشهدت البلاد توترات عنيفة منذ اقامة حكومة ولد الطايع علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل في 1999. راجع ص7 وفيما انتقلت المعارك الى القصر الرئاسي ظهر أمس، بعد تواتر أنباء عن اندلاعها فجراً، أكد مسؤول حكومي موريتاني ان السلطات تسيطر على الوضع. وقال إن "مجموعات صغيرة تحارب في اجزاء من المدينة، والقضاء عليها مسألة وقت". لكن شهوداً امكن الاتصال بهم اكدوا ان اصوات القصف سمعت طوال النهار، خصوصا في وسط نواكشوط. وتصاعد عمود من الدخان فوق مقر الرئاسة، وهذا هو اخطر تهديد يواجهه الرئيس الموريتاني منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1984. وقال مقيمون قرب قصر الرئاسة ان قوات الانقلابيين دخلت مكتب الطايع بعد فرار حراسه. ولم يفصح الانقلابيون عن هويتهم، فيما توقعت مصادر ديبلوماسية غربية في الرباط أن يكون العقيد صالح ولد حنانة المعروف بميوله القومية احدى الشخصيات التي تقف وراء محاولة الانقلاب، خصوصا أن خلافات مع النظام أدت إلى إقالته من الجيش العام الماضي، إلى جانب عقيد بارز يدعى ولد الشيخ كان يشاركه الرأي في شأن "انحراف" المسار السياسي في البلاد. ونفى مصدر ديبلوماسي فرنسي أنباء عن لجوء الرئيس الموريتاني إلى السفارة الفرنسية في نواكشوط. وكانت أنباء أفادت أن الطايع لجأ إما إلى السفارة الفرنسية وإما الى السفارة الأميركية إثر دخول جنود متمردين مقر الرئاسة. وفرار القوات الموالية للرئيس. وقال احد المقيمين على بعد بضع مئات من الامتار من المقر: "الجنود الموالون قالوا لنا ان ليس بإمكانهم الصمود اكثر من ذلك". واقتحم مئات من المدنيين ظهراً مقرات الوزارات وسيطروا عليها، كما سيطر المتمردون على مقر الإذاعة والتلفزيون، فيما انتشرت أعمال السلب والنهب بعد انهيار الوضع الأمني. وتعرض مبنى الإذاعة ومقر وزارة التربية وإدارة الجمارك ومراكز الخدمات الأخرى للنهب. وقالت مصادر مقربة من الرئيس انه في مكان آمن مع عائلته، فيما فر مئات من المعتقلين في السجن المركزي بعدما اختفى حراسه أثناء الفوضى. واعلنت الاذاعة الرسمية في وقت سابق، ان ولد الطايع استعاد السيطرة بالكامل على الاوضاع، وناشد مواطنيه التزام الهدوء، لكن ارسال الاذاعة قطع بعد 45 دقيقة. وقالت مصادر حكومية ان منفذي المحاولة الانقلابية من صغار الضباط في وحدة مدرعات وفي القوات الجوية. فيما ذكر مواطنون انهم يعتقدون ان الانقلاب من تدبير ضباط اسلاميين.