كشفت زوجة المخرج العالمي انغمار برغمان السابقة ليف اولمان انه انتهى من تصوير آخر فيلم له في حياته وهو الفيلم المتلفز "ساراباند" الذي سيبث على شاشة التلفزيون السويدي مطلع الخريف المقبل. وقالت اولمان: "في آخر أيام تصوير الفيلم وقفت على الباب اودعه فشعرت بأنه ليس فقط تصوير الفيلم انتهى. فهو قال وداعاً بطريقة جعلتني اشعر انه يقول معها انه الفيلم الاخير الذي يخرجه". وفيلم "ساراباند" هو تكملة لفيلم "مشاهد من حياة زوجية" احد اهم افلام برغمان، وتشترك فيه الشخصيات نفسها التي اشتركت في "مشاهد من حياة زوجية" ومن بينها ليف اولمان وارلاند جوسفسون. ويحكي الفيلم عن علاقة قديمة بين رجل وامرأة انفصلا منذ زمن بعيد ولكنهما يعودان ويلتقيان فجأة وكل واحد منهما عنده عائلته ومشكلاته التي يناقشها مع الشخص الآخر. يذكر ان ليف اولمان 63 سنة عاشت مع انغمار برغمان 84 سنة نحو خمس سنوات وأنجبا ابنتهما الكاتبة لين اولمان قبل ان ينفصلا، ولكن هذا لم يمنعمها من الاشتراك في اعمال سينمائية ومسرحية مشتركة. يشاع عن برغمان انه ديكتاتوري في عمله وناشف الوجه، لكن اولمان تحاول إبعاد تلك الصورة عنه وتقول: "ان كل الافلام التي اشتركت بها مع انغمار برغمان كانت مملوءة بأوقات مرحة، فنحن نتشارك على المزاح التطبيقي، الضحك والنميمة" وتسترجع اولمان في حديث الى قناة "بي بي سي" البريطانية ذكرياتها مع برغمان في جزيرة فوراو السويدية وتعلق على ما قاله برغمان من ان افلامه هي انعكاس لمشاعره السوداوية. وتقول: "عندما كنا نتناول الفطور كل صباح وكان يحدثني عن كوابيس الليل التي كان يحلم بها فكنت على الفور افكر بأنه سيكون لي دور اكيد في فيلمه المقبل". ويشارك في فيلم "ساراباند" الممثل السويدي القدير ايرلاند جوسفسون، وهو رفيق درب انغمار برغمان الذي تحدثت اليه "الحياة" وقال: "ان برغمان لا يمكن ان يؤخذ بكلامه، فهو كل مرة يقول انه لن يعود الى الانتاج ومن ثم يعود". ولكن جوسفسون لا يخفي خوفه من ان لا يعود برغمان، ليس بسبب عدم رغبته الاخيرة بل بسبب العمر. ويشرح "للعمر حق على الانسان، فهو قد لا يظهر على روح الانسان ولكنه ينهك الجسد. انا على سبيل المثال لا استطيع القيام بالادوار نفسها التي كنت اقوم بها من قبل اذ ان يدي شبه مشلولة ونصف اطرش وعندي اوجاع في الظهر ولا استطيع العمل اكثر من 4 ساعات في اليوم. كل هذه الاشياء تؤثر، وبما ان انغمار من جيلي فنحن نواجه المتاعب نفسها". ويشرح جوسفسون ان "فيلم ساراباند يحكي عن ماريان ليف اولمان وجوهان جوسفسون اللذين كانا متزوجين لكنهما انفصلا قبل 30 سنة. في يوم خريفي تشعر ماريان بأنها بحاجة لأن تتكلم مع طليقها فتزوره في دارته حيث يكون ممدداً على كرسي خشبي هزاز فتوقظه بقبلة خفيفة. ويقيم مع جوهان ابنه هنريك وابنة هنريك كارين وجميعهم مصابون بالحزن بسبب موت زوجة هنريك والاجواء مكهربة بين الرجلين، الا انهما يبديان الحب والخوف نفسيهما على كارين. ماريان تفهم على الفور ان الاجواء ليست على ما يرام وتبدأ النقاشات الحامية التي لا تنتهي". لا يرغب جوسفسون بالحديث كثيراً عن "ساراباند" ولكنه يعلق على شخصية برغمان، قائلاً: "انا اعرفه منذ زمن طويل ونحن رفيقا درب فني واحد لذا يمكنني ان اقول ان برغمان يصبح احياناً ديكتاتورياً خلال تنفيذ اعماله ولكنه مدرسة عالمية في الاخراج". يتمنى جوسفسون ألا يخرج برغمان من عالم الاخراج والفيلم كي لا يشعر بأنه اصبح وحيداً خصوصاً "انني قررت ان استمر في العطاء الفني حتى آخر لحظة من حياتي. لا توجد حدود للعطاء اذ ان الفنان لا يتقاعد وأنا سأستمر حتى اصل الى مرحلة لا اتمكن من الوقوق او الحراك، فقط وقتذاك اتقاعد". واختار برغمان المعروف بحبه للوجوه الجميلة الممثلة الأخاذة جوليا دوفنيوس 27 سنة لتعلب دور ابنة هنريك التي يخاف عليها الجميع. ودوفنيوس تشبه الى حد كبير ليف اولمان عندما كانت في عمرها وقت تصوير فيلم "مشاهد من حياة زوجية". ومعظم النقاد يجمعون على مشاعر برغمان النوستالجية التي يرغب في العودة اليها بين الحين والآخر. ولكن من المعتقد ان برغمان الذي اعلن مراراً اعتزاله ولكنه عاد مجدداً الى الشاشة البيضاء بأفلام محترفة يريد هذه المرة ان يختتم حياته كما يختتم افلامه. فهو معروف عنه انه ينهي افلامه عبر العودة الى نقطة الانطلاق وبهذا يصبح الفيلم حلقة متكاملة.