بعدما أغنى مسرح الدراما الملكي بمسرحيات مثل "سوناتا الاشباح" و"ماكبث" و"الطيف"، أعلن المخرج المسرحي والسينمائي السويدي الكبير انغمار برغمان 84 سنة عزمه على اخلاء مكتبه في "مسرح الدراما الملكي" في العاصمة السويدية استوكهولم لينسحب الى منزله في جزيرة فوراو السويدية وينكب على الكتابة ويغلق الستار نهائياً على الاخراج المسرحي. وأكد برغمان ذلك في مقابلة اجراها معه الصحافي السينمائي ستيغ بيركمان للمجلة السينمائية البريطانية "سايت اند ساوند". وأضاف برغمان انه يعمل حالياً على اخراج فيلم تلفزيوني جديد يحمل اسم "ساراباند" وسينتهي من تصويره نهاية شهر كانون الاول ديسمبر المقبل ثم سيترك بعد ذلك مكتبه في "مسرح الدراما الملكي" نهائياً. وقال برغمان: "سأترك الغرفة التي شغلتها منذ سنة 1963 حتى الآن وأودع ذلك المكان فور انتهائي من تصوير فيلم "ساراباند" للسكن نهائياً في بيتي في جزيرة فوراو حيث سأتفرغ للكتابة ومشاهدة الافلام". وما يجدر ذكره ان برغمان أعرب مراراً عن عشقه لمسكنه في الجزيرة السويدية النائية حيث بنى قاعة عرض افلام خاصة به يزورها خمس مرات في الاسبوع، وردد في مناسبات كثيرة انه لو استطاع نقل مسرح الدراما الى الجزيرة لفعل متجنباً المجيء الى استوكهولم. وأشار في المقابلة "انني استحق الآن ان اقدم على خطوة الانتقال". أما عن فيلمه الجديد "ساراباند" الذي سيبث على التلفزيون السويدي فقال انه تكملة منفصلة عن فيلم "مشاهد من علاقة زوجية" الذي اخرجه برغمان سنة 1973. وسيشاهد الجمهور من جديد شخصيات تشبه الزوجين جوهان وماريان، إضافة الى ولديهما هنريك وآنا. ويعلق برغمان على صحة الممثلين في الفيلم والذين تعاون معهم طوال فترة عمله في مجال السينما "ان ارلاند مصاب بمرض باركينسون منذ ثلاث سنوات كما انه تعرض لجلطتين في الدماغ. اما ليف زوجته السابقة فتعاني مشكلات في القلب، وأنا الذي اكبرهم جميعاً، إضافة الى أصغر ممثلة بيننا وهي جوليا وحدنا لا نعاني اي عوارض صحية". لم يكن قرار برغمان في ترك مبنى الدراما الملكي، مفاجأة لمدير المسرح ستافان فالدمار اذ علق على ذلك بالقول: "قال برغمان ذلك لي شخصياً مرات كثيرة وأكد لي انه يريد ان يصبح عجوز جزيرة فوراو. انا احترم قراره هذا ولكنني حاولت ان اقنعه للعدول عن ذلك وسأحاول من جديد".