بعد يوم واحد على قمة العقبة، أبدى فلسطينيون تفاؤلاً حذراً ازاء امكان انتهاء "معاناتهم" في ضوء نتائج القمة، فيما عبر آخرون عن تخوف من "اقتتال داخلي"، خصوصاً مع تعهد رئيس الحكومة محمود عباس ابو مازن بالعمل على انهاء "عسكرة" الانتفاضة. وتباينت اراء الفلسطينيين في شأن المستقبل على ضوء نتائج هذه القمة، فأبدى بعضهم تخوفا من ان تشهد المرحلة المقبلة اقتتالا داخليا اذا ما حاولت السلطة الفلسطينية "بالقوة" جمع سلاح الفصائل ومنع العمليات ضد الاسرائيليين، فيما استبعد اخرون هذه النتيجة. وتابع الفلسطينيون كلمات الزعماء الاربعة في قمة العقبة خصوصا كلمتي ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وعبر سمير عبدالله 47 عاماً، وهو من سكان غزة وعاطل عن العمل منذ بداية الانتفاضة، عن تشاؤم كبير ازاء نتائج القمة. ورأى ان شارون "لن يفعل اي شيء على الارض بل سيواصل القتل والتدمير والاغتيالات والاستيطان". واشار الى ان اسرائيل لن تلتزم شيئاً "حتى الفتات الذي تعهدت به من تسهيلات وازالة بعض المستوطنات العشوائية ومنح شبه دولة". ودان عيسى عيسى الذي يعمل في مكتب للانترنت في رفح "التنازلات المجانية التي قدمها ابو مازن لاسرائيل في حين لم يقدم شارون لنا اي شيء انه امر خطير". ويخشى عيسى كما كثير من الفلسطينيين ان يؤدي تنفيذ ابو مازن لتعهداته، خصوصاً في ما يتعلق بإنهاء "عسكرة الانتفاضة" الى اقتتال داخلي. واوضح انه "يتخوف جدا من الفتنة والاقتتال الداخلي فهذا يمزق صفوفنا، واعتقد ان فصائل المقاومة لن تسمح بتسليم السلاح بالقوة وان تنطمر تحت الارض". واستبعد ابراهيم احمد 33 عاماً موظف حكومي امكان ان يحدث هذا الاقتتال، وبدا متفائلاً كثيراً بإمكان احداث تغيير على الارض يخفف معاناة الفلسطينيين، وقال: "بالتأكيد سيتوقف العدوان والاستيطان الاسرائيلي وستقام الدولة ولكن بالتدريج". وعزا هذا التفاؤل الى "ضغوط جدية من بوش على شارون". وقال: "المهم ان يكون الاسرائيليون جديين وأن ينفذوا خارطة الطريق لإنهاء معاناة الناس". واستدرك: "لا يمكن ان ننسى تجاربنا مع الحكومات الاسرائيلية المستندة الى التهرب والمماطلة وافشال كل جهود لاعادة الوضع الى الهدوء". وتابع: "من حقنا التعلق بحبال الهواء، ويجب ان تعطي الفصائل ابو مازن فرصة ولو مرة واحدة".