بعد تدشين قمة العقبة والصدى الذي لاقته بين مختلف الأطراف الفلسطينية والاسرائيلية من حقنا أن نتساءل حول جدية شارون في تنفيذ التزاماته تجاه خارطة الطريق؟ من يتتبع أداء شارون حين استلم رئاسة حكومة اسرائيل حتى الآن يعرف انه شخصية سياسية لا تحظى بثقة من قبل الجانب الفلسطيني فالسجل الشخصي له مليء بالخداع والعنف والارهاب فهو الذي أعاد احتلال الضفة الغربية وهو الذي قتل الكادر السياسي والعسكري لقادة الانتفاضة وهو الذي عزل الشعب الفلسطيني عن بقية العالم وهو الذي اتاح للمتعصبين من اليهود بناء الكثير من المستوطنات إلى آخر ذلك السجل السيىء ويمكن اعتبار قمة العقبة وخارطة الطريق الامتحان الأصعب لشارون فلم يعد هناك مجال للاستفراد بالشعب الفلسطيني بعد هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها من أجل الحصول على حقوقه العادلة والمشروعة فرئيس الوزراء الفلسطيني أوضح الالتزامات المطلوبة من قبل الفلسطينيين وأهمها انهاء عسكرة الانتفاضة وهو الالتزام الأصعب الذي وجد فيه الفلسطينيون ورقتهم للخروج من الحصار الدولي أو لنقل بشكل أوضح الحصار الامريكي ، هذا الالتزام تعهد أبو مازن بتحقيقه ضمن التوافق الداخلي بين الفلسطينيين لكن شارون لا أحد يستطيع أن يثق في التزاماته فالماضي والحاضر يثبتان عكس ذلك.. هذه الحقيقة هي التي أحدثت رد فعل بعض المتشككين من قبل الفصائل الفلسطينية فلا أحد في العالم العربي يثق في شارون الذي مازال يتذكر أوسمته ونياشينه التي اكتسبها على حساب دماء الشعب الفلسطيني، ان المرارة واليأس من انحياز السياسة الأمريكية طوال تاريخها إلى جانب اسرائيل علمت الفلسطينيين الحذر وعدم تصديق الأقوال إلا حين تتحول إلى أفعال. نحن ندرك رغبة بوش في احلال السلام لكن مالا نثق فيه هو شارون الذي سفك من الدماء أكثر من أي سياسي اسرائيلي آخر وكل ما نأمله أن يعي الرئيس بوش والرأي العام الاسرائيلي والعالمي ان الفلسطينيين هم الأكثر تفهما لمعنى السلام والأمن والاستقرار بسبب تاريخهم الطويل في الحروب والتصفيات لذلك كل ما على أمريكا عمله هو أن تضغط على شارون بقوة وجدية وأن تفي بوعودها والتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني الناشد للسلام العادل.