في وقت تبنى تنظيم غير معروف اطلق على نفسه اسم "الصاعقة" الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء الشهر الماضي، قال رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو إن "المغرب ليس ضعيفاً، بل دولة ذات سيادة منذ 14 قرناً". وأوضح جطو عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الايطالية فرانكو براتيني أول من أمس في الرباط، قبل أن يتوجه إلى اسبانيا، ان المغرب "سيعرف كيف يصمد أمام أفعال الإرهاب التي لن تزعزع استقراره". وأضاف: "سنرفع وتيرة الإصلاحات ولن نستسلم للإرهاب". وأعلن وزير الشؤون الإسلامية المغربي أحمد توفيق أن كل مساجد البلاد تقع تحت رقابة وزارته قانونياً. وسُئل أمام مجلس النواب عن دور أئمة المساجد وموقفهم من الهجمات الإرهابية في الدار البيضاء في السادس عشر من أيار مايو الماضي، فأجاب: "لا بد أن نظل على ثقة في دور المساجد لجهة الرقابة والمسؤولية الملقاة على عاتق الأئمة والوعاظ". وشدد على ضرورة "حماية أئمة المساجد من الدخيل ومعالجة الحالات القليلة التي قد يحيد فيها بعضهم عن الجادة"، في إشارة إلى تحويل بعض المساجد إلى منابر سياسية. لكن وزير الإسكان محمد اليازغي حمّل وزير الشؤون الإسلامية السابق الدكتور عبدالكبير العلوي المدغري مسؤولية استخدام المساجد لأهداف سياسية. إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة أن السلطات بصدد رصد الظاهرة الإسلامية على خلفية الهجمات الإرهابية، وفتحت تحقيقاً حول عدد الأجانب المقيمين في البلاد بطرق غير شرعية. وربطت بين هذه الاجراءات وظروف إقامة الفرنسي المعتقل روبير ريشار في طنجة، من دون حيازة إقامة شرعية، على رغم أن معلومات كانت أفادت أنه على علاقة بتنظيمات إرهابية وسبق له أن زار أفغانستان والتقى زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وأنه يتحدر من منطقة ليون الفرنسية وزار مدينتي فاسوالدار البيضاء قبل الهجمات الأخيرة. وكان قبل اعتقاله يختفي وشركاء مغاربة في إحدى الغابات المجاورة لطنجة شمال البلاد. ومن المقرر تقديم ريشار إلى قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء في وقت لاحق، في حين تجري اتصالات بين الاستخبارات المغربية والفرنسية والأميركية لتبادل المعلومات المتوافرة عن هذا الشخص الفرنسي الذي أشهر إسلامه وصار يُلقب ب"الحاج عبدالرحمن". ومن المقرر أن يبدأ رئيس مكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي اي" روبرت مولر زيارة للمغرب قبل نهاية الأسبوع الجاري ويجتمع مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في أكادير على الساحل الأطلسي جنوباً. وسيكون حادث التفجيرات الإرهابية في محور محادثاته مع نظرائه المغاربة. ولا تزال السلطات تواصل حملات تمشيط واسعة النطاق في مدن فاسوالدار البيضاء والناضور وطنجة وآسفي ضد المشتبه بضلوعهم في الهجمات. وكان لافتاً أن جماعة أطلقت على نفسها "الصاعقة" تبنت الهجمات. ونشرت "الأسبوع" أمس رسالة قالت إنها حصلت عليها من تنظيم منشق عن "الصراط المستقيم" يتبنى تلك الهجمات التي "لم تكن تستهدف قتل الأبرياء"، وإنما أحد القضاة ومسؤولين مغاربة وأميركيين. لكن لم يتسن التأكد من صحة الرسالة.