قالت مصادر ديبلوماسية إن إسرائيل هددت بأنها لن تستقبل وزير الخارجية التركي عبدالله غُل الذي يعتزم زيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتل أبيب في الخريف إذا أصر على لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأكدت المصادر أن إسرائيل بعثت رسالة إلى الخارجية التركية اشترطت فيها للقاء غُل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أن لا يلتقي عرفات، في إطار جولته في المنطقة. ومن المعروف أن إسرائيل تواصل سياسة عزل الرئيس عرفات وتمارس ضغوطاً على المسؤولين الأجانب كي لا يجتمعوا معه. ويتوقع أن يقوم الرئيس الإسرائيلي موشي كتساف بزيارة إلى أنقرة في تموز يوليو المقبل. وينتظر أن يقوم وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أيضاً بزيارة إلى تركيا قبل الرئيس الإسرائيلي. ومن المقرر أن يقوم غُل بزيارة إلى المنطقة بعد زيارتي شعث وكتساف إلى أنقرة. وتزايدت في الآونة الأخيرة ضغوط على الحكومة التركية من اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة وفي تركيا بشأن تحقيق قيام مسؤول تركي بزيارة إلى إسرائيل. ويطالب اللوبي اليهودي الحكومة بأن تجري هذه الزيارة في مستوى رئيس الوزراء وليس وزير الخارجية. ولا يعرف الآن كيف ترد أنقرة على هذا الطلب الإسرائيلي الذي يعتبر انتهاكاً للقواعد الديبلوماسية المتعارف عليها بين الدول، وهو مطلب من المؤكد أنه سيحرج غُل، خصوصاً أن ثمة تعاطفاً وعلاقات قديمة بين عرفات ومسؤولي حزب "العدالة والتنمية". وهذا التطور يعتبر أول اختبار للحكومة التركية من جانب إسرائيل والولاياتالمتحدة بعدما أصبح محمود عباس أبو مازن رئيساً للوزراء. وتشهد العلاقات التركية - الإسرائيلية فتوراً، خصوصاً بعد رفض البرلمان التركي انتشار القوات الأميركية في الأراضي التركية، وترجيح أنقرة التنسيق والتعاون مع طهران ودمشق خلال الحرب على العراق وقبلها، بدل التنسيق مع واشنطن وتل أبيب.