قتل أمس جندي أميركي في جنوببغداد وجرح ثلاثة آخرون في الموصل، في حين توقع الحاكم الاميركي بول بريمر ان تتكثف الهجمات على قوات التحالف، وتحدثت تركيا عن اشتباكات بين الاميركيين وعناصر "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق. وارتفع امس الى 35 شخصاً عدد المعتقلين ممن يشتبه الاميركيون في ان لهم صلة بالهجوم على فندق الرشيد الشهر الماضي، بالإضافة إلى اعتقال اكثر من مئة شخص في استمرار عمليات الدهم والبحث عن مخابئ الاسلحة. وبين الذين اعتقلوا "مسؤول بعثي مهم على علاقة بالمجلس البلدي في الفلوجة" والشيخ علي حسين الجوال المتهم بايواء نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري. وتوقع بريمر في حديث الى صحيفة "ذي تايمز" البريطانية ان يصعّد المسلحون هجماتهم في العراق خلال الأشهر المقبلة، وقال أن التحالف يفتقد شبكات الاستخبارات اللازمة لمواجهة ذلك. وحذر من انه "إذا لم يتحسن مستوى الاستخبارات الخاصة بالتحالف فسنواجه مشكلة". وذكر بريمر انه يبحث "اقتراحات مثيرة للجدل" قدمتها وزارة الداخلية العراقية، بتشكيل "قوات خاصة" يتم اختيارها من أعضاء في جماعات الميليشيات العراقية. وقال انه "ليس من المستحيل" الاستعانة بعدد قليل من الاعضاء السابقين في جهاز الاستخبارات العراقية المنحل. وكان اللواء الركن محان حافظ الفهد، أحد قادة الجيش العراقي السابق، الرجل الثاني في "حركة الضباط المدنيين" في بغداد، كشف ل "الحياة" إن حركته قدمت خطة أمنية إلى مكتب بريمر تقضي بتسليم ضباط كبار من القوات المسلحة السابقة مسؤولية الأمن في العاصمة العراقية كمرحلة أولى على ان تمتد لاحقاً لتشمل مدناً ومحافظات أخرى في مدن العراق. وفي انقرة، أعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غل ان اشتباكات وقعت الاحد بين متمردين من اكراد تركيا والقوات الاميركية في شمال العراق شارك فيها مقاتلون اكراد موالون للاميركيين في أول مواجهة مع عناصر "حزب العمال الكردستاني". وذكرت صحيفة "صباح" التركية ان مسلحي حزب العمال الكردستاني فتحوا النار على جنود اميركيين وعناصر من البشمركة موالين لزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني كانوا يقومون بدورية في منطقة امدين قرب الحدود التركية، فقتل مسلح كردي واصيب عشرة آخرون بجروح. وتأتي هذه الاشتباكات بعد ثلاثة أيام من اعلان تركيا عدولها عن فكرة ارسال قوات الى العراق بعدما اخفقت الادارة الاميركية في تخطي المعارضة التي ابدتها القيادة العراقية، خصوصا الاكراد، ازاء نشر قوات تركية. وفي الكويت قال السفير الاميركي ريتشارد جونز الذي سيعين مساعداً للحاكم الاميركي في العراق اعتباراً من 18 الشهر الحالي انه "ليس من الضروري زيادة اعداد الجنود الاجانب" في العراق. واضاف أمس للصحافيين اثر لقائه رئيس الوزراء البولندي ليزيك ميلر الذي يقوم بزيارة الى الكويت "اعتقد ان لدينا العدد الكافي من الجنود في العراق" والمسألة تكمن في معرفة "اذا كان لدينا النوع المناسب من القوات".