شكل مجلس الحكم الانتقالي في العراق لجنة تضم أربعة من أعضائه تدرس صوغ اتفاق لانتخاب الهيئة التشريعية الموقتة. وطغت انباء المواجهة الواسعة التي خاضتها القوات الاميركية في بلدة سامراء، بين بغداد وتكريت، ظهر أول من أمس. وتضاربت الأنباء والروايات عن عدد القتلى والأطراف المشاركة في هذه المعركة، الأكبر منذ سقوط بغداد في ايدي القوات الاميركية في نيسان ابريل الماضي. راجع ص2 و3 واعلنت القوات الاميركية انها قتلت 54 عراقياً، قالت ان بعضهم يرتدي زي "فدائيي صدام" في المعركة التي اندلعت اثر هجوم "منسق على قافلة اميركية كانت تنقل كمية كبيرة من العملة العراقية الجديدة"، بحسب ناطق اميركي. وقال الناطق ان خمسة جنود اميركيين ومدنياً كان معهم اصيبوا في المواجهة، فيما أعلن ان جندياً آخر توفي متأثراً بجروح خلال هجوم على قافلة قرب بغداد. لكن مصادر محلية اكدت ان ثمانية مدنيين عراقيين قتلوا وان نحو 60 آخرين جرحوا خلال المعركة التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة من رشاشات وقذائف صاروخية. وأوضح العميد اسماعيل محمود محمد مدير شرطة سامراء ان ا"لمقاتلين هاجموا الجنود الاميركيين ثم انسحبوا بعد اشتباك استمر نصف ساعة". وقال: "اثر ذلك باشرت القوات الاميركية بقصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة وفي كل الاتجاهات من دون تمييز"، ما أدى الى إلحاق أضرار بمنازل ومسجد ومدارس ومتاجر في محيط موقع المعركة. ووصف الشيخ عباس النقشبندي السامرائي، وهو أحد اكبر مراجع السنة في العراق، ما حدث في المدينة بأنه "مجزرة"، لافتاً الى انه تم تحذير الأميركيين اكثر من مرة من مغبة تخطي حدودهم، وقال: "ليرحلوا من المدينة". رواية شاهد وروى الشيخ أحمد مهدي الضايع، امام جامع الرسالة المحمدية وخطيبه في سامراء، الذي شاهد ما حدث من على عتبة المسجد: "لاحظنا حركة غير طبيعية لعناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي، كما دخلت الى المدينة قوات من البشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني تقدر بنحو فوج. وزاد الاميركيون تعزيزاتهم العسكرية من دبابات وقناصة ونشروها على سطح مصرف الرشيد المقابل للمسجد". واضاف انه "بينما كان المصلون في الجامع يستعدون للمغادرة بعد الانتهاء من صلاة الظهر، اندلعت طلقات الرصاص وأصوات الانفجارات، واتسعت الرمايات في كل اتجاه، بينما داست احدى الدبابات على السيارات المتوقفة وداست على سيارتين كانتا تقلان ركاباً". واكد الشيخ ساجد السامرائي ل"الحياة" ان "القتال اندلع من الثانية عشرة وعشر دقائق بعد الظهر الى ما بعد صلاة العصر بساعة. وامتد من جامع الرسالة المحمدية في اتجاه مرقد الإمامين علي الهادي وحسن العسكري، حيث حاولت قوات "التحالف" التقدم، إلا ان الأهالي قاموا بردها". وذكر ان المرقد اصيب برصاص مباشر وقتل داخله زائر ايراني. كما قتل طفل في التاسعة من عمره. الى ذلك، اعلنت مجموعة اطلقت على نفسها "المجاهدين" ان لديها أربعة أسرى من الاميركيين ستعلن عنهم في الساعات المقبلة وانها تنوي في الأيام المقبلة شن هجمات اخرى ضد الاميركيين. على الصعيد السياسي، كلف مجلس الحكم لجنة تضم أربعة من اعضائه التوصل الى اتفاق على صيغة لانتخاب هيئة تشريعية موقتة طالبت بها المرجعية الشيعية وأبرز الاحزاب السياسية الشيعية. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن عادل عبدالمهدي ممثل "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" ان مهمة اللجنة "الإتفاق على مقاييس نقل السلطة بشكل يزيل الغموض وتحفظات" بعض الأطراف. وأضاف ان المناقشات داخل المجلس المنقسم في شأن هذه المسألة بين داع للانتخاب ومناصر لتعيين الهيئة التشريعية تمثل "تبادلاً لوجهات النظر وليس من المستحيل التوصل الى اتفاق"، مشيراً الى احتمال التوصل الى "صيغة مقبولة تشمل شكلاً من الانتخاب من دون ان يعني انتخابات عامة". وأوضح بيان تلقته "الحياة" من مكتب اية الله علي السيستاني في لندن، ان المرجع الشيعي يشدد على مبدأ الانتخاب لاختيار الهيئة الموقتة التي "تمثل الشعب العراقي بصورة عادلة بمنأى عن أي طعن، لكنه يترك اسلوب اجرائه للفنيين وأهل الاختصاص".