بعث الرئيس التنفيذي للجنة الرصد والتحقق والتفتيش في العراق انموفيك الدكتور هانز بليكس آخر تقاريره إلى مجلس الأمن أمس قبيل الإحاطة الشفوية المتوقعة الخميس المقبل. وجاء في التقرير ان لجنة "انموفيك" "لم تعثر خلال فترة عملها في العراق على أدلة على استمرار أو استئناف برامج أسلحة الدمار الشامل أو على كميات ذات أهمية من المواد المحظورة قبل تبني القرار 687 1991". ووصف التقرير ما حصلت عليه "انموفيك" من "معلومات ضخمة" تتطلب الدراسة المعمقة، بأنه "تجربة فريدة". ولفت إلى أن قوات الائتلاف "لم تطلب أية معلومات أو مساعدة" من "انموفيك" منذ بدء الحرب على العراق. وأقر التقرير أنه على رغم الجهود المكثفة و"تعاون" الطرف العراقي في العملية "ولكن ليس بالقدر ذاته من حيث الجوهر"، لم تتمكن "انموفيك" من احراز التقدم الكبير في حل مسائل مهمة مثل التدمير الانفرادي لمادة الانثراكس و"في. اكس" والصواريخ البعيدة المدى التي زعم العراق أنه دمرها عام 1991. وكمثال، مضى التقرير يقول، إن عمليات الحفر الضخمة التي قام بها العراق وشهد عليها المفتشون كشفت أن "عدداً كبيراً من قنابل آر 400 اعلن بأنها تضمنت المواد البيولوجية ودمرت انفرادياً عام 1991، ثم في الواقع تدميرها". وتابع التقرير: "وفيما هذا قيّم لجهة صدقية بعض المعلومات التي تم توفيرها سابقاً، لم تتمكن العملية من التحقق من أن كامل كميات المواد البيولوجية أو كامل الكميات التي تم انتاجها دمر". وفي ما يتعلق بمادة الانثراكس، لفت التقرير إلى قيام الطرف العراقي بتحليل عينات من التربة التي دُفنت فيها مواد الانثراكس عام 1991، وجاء فيه: "فيما جاءت نتيجة التحاليل متماشية مع الإعلانات العراقية بأن الانثراكس دُفن في ذلك الموقع، لم تتمكن الدراسة من توفير الأدلة لجهة الكميات المدمرة". وتابع التقرير أن القائمة باسماء الأفراد الذين انخرطوا في تدمير مادة الانثراكس عام 1991 التي قدمتها بغداد جاءت قبيل تعليق أعمال "انموفيك" مما لم يوفر الفرصة لإجراء المقابلات المهمة. أما في ما يخص المعلومات الاستخبارية التي قدمتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا حول عربات متحركة لإنتاج الأسلحة البيولوجية، والتي نفى الطرف العراقي وجودها، فجاء في التقرير أن الطرف العراقي "وفّر للجنة صوراً لعربات شرعية، اقترح انها قد تكون ادت الى تلك المعلومات". وتابع: "ولم تشبه اي من الصور الشاحنات التي وصفتها اخيراً وحدات الائتلاف ذات الصلة". وسيخفض عدد العاملين في "انموفيك" سيما وان برنامج "النفط للغذاء" غطى تكاليف اللجنة وموظفيها، وهذا البرنامج سيزول تدريجاً خلال الاشهر القليلة المقبلة. وكانت تقتطع نسبة 0.8 في المئة من العائدات النفطية العراقية لتغطية نفقات "انموفيك" وقبلها "اونسكوم"، مما ادى الى مدخول تراوح بين 15 مليون دولار كل ستة اشهر وبين 60 مليون دولار.