قال كريستيان وسترمان الخبير في وزارة الخارجية الاميركية في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، انه تعرض لضغوط كي يجعل تحليله لمعلومات حول العراق وبلدان اخرى متسقاً مع وجهة نظر إدارة الرئيس جورج بوش. ووسترمان أول أميركي يتحدث عن ضغوط الادارة علناً، بعدما تناقلت وسائل الاعلام الأمور بعدما تناقلت وسائل الإعلام شكاوى خبراء ومحللين استراتيجيين من دون ان تسميهم، من ضغط مسؤولين في الادارة عليهم. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن مسؤولين في الكونغرس لم تكشف اسماءهم، ان وسترمان تحدث الاسبوع الماضي امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب وأبلغ محققي الكونغرس انه تعرض لضغوط من جون بولتون، نائب وزير الخارجية لشؤون التسلح والأمن الدولي، كي يغير تحليله لمعلومات حول أسلحة العراق وبلدان اخرى ويصيغها مجدداً لتتسق مع مواقف الإدارة. واكدت المصادر للصحيفة ان هذا المحلل في مكتب الاستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية قال خلال الجلسة انه لم يمتثل للضغوط، ولم يغير كلمة واحدة في تقاريره. واشتكى من انه تعرض لضغوط، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا المرتبطة بكوبا. وبدأت لجنتا الاستخبارات في الكونغرس الاسبوع الماضي الاستماع الى شهادات تتعلق بهذه المسألة المثيرة للجدل بينما اعتبر عدد من البرلمانيين من الحزب الديموقراطي ان البيت الابيض كذب او بالغ في المعلومات. ولكن رئيس اللجنة في مجلس النواب وهو جمهوري وممثل ولاية فلوريدا بورتر غوس أعرب الثلثاء عن ثقته بعمل اجهزة الاستخبارات وقال "فلنتحل بالصبر ولندرك ان لدينا اشخاصا يعملون كثيراً"، في قضية اسلحة الدمار الشامل. من جهته عبّر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الليلة قبل الماضية عن اعتقاده بأنه "آجلاً او عاجلاً" سيتم العثور على دليل اسلحة دمار شامل في العراق، وان البحث لا يزال في مراحله الاولى. وقال في مؤتمر صحافي عقد في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون "لدي مبرر لأن اعتقد بأن المعلومات الاستخباراتية التي استندنا اليها كانت صحيحة وسنجد اسلحة او أدلة حاسمة على الاسلحة والبرامج". وقال: "مر الآن اقل من ثمانية اسابيع على نهاية المعركة الرئيسية في العراق وأعتقد بأن الصبر فضيلة". وأضاف ان احدا لم يجادل بأن العراق لديه اسلحة نووية، إلا ان بغداد اعترفت في التسعينات بأن لديها مواد كيماوية وبيولوجية للاستخدام الحربي وانها لم توضح ماذا حدث لهذه المواد. ويقول بعض الاعضاء الديموقراطيين في الكونغرس ان الادارة تتبع سياسة الضربات الوقائية ضد من يشكل خطراً لكن من الضروري ان يكون الدليل حاسماً. ويطالب هؤلاء الاعضاء الديمقراطيون بتحقيق شامل في ما اذا كان خطر اسلحة العراق المحظورة تمت المبالغة فيه لحشد التأييد للحرب. وقال السناتور روبرت بيرد العضو الديموقراطي عن ولاية وست فرجينيا: "اذا أردنا ان نتحرك استناداً الى الاخطار، فمن الافضل ان تكون المفاهيم دقيقة". واضاف: "اذا حُرّفت معلومات الاستخبارات او ضُخّمت لجعل العراق يشكل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة فمن الواضح ان خطاب الادارة لعب على خوف الجماهير الاميركية الراسخ من العمليات الارهابية". وحض بورتر غوس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب وهو نائب جمهوري عن ولاية فلوريدا، على التحلي بالصبر وقال ان اخفاء الاسلحة البيولوجية والكيماوية أمر سهل نسبياً.