سعى الرئيس جورج بوش مجدداً الى تبرير فشل القوات الأميركية في العراق، في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي اعتبرتها واشنطن مبرراً للحرب. وأثار احتمال ان تكون مواقع الأسلحة نهبت في الأيام الأخيرة من حكم صدام حسين، كما أقر بوجود "جيوب خطرة" تتصدى للقوات الاميركية في العراق. في الوقت ذاته، أعلن التوصل الى توافق في مجلس الشيوخ على درس "استقلالية" المعلومات الاستخباراتية الاميركية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، في اطار ما بات يعرف ب"عراق غيت"، اثر الجدل حول تضخيم خطر هذه الأسلحة. وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية: "لأكثر من عشر سنين قطع صدام أشواطاً طويلة في اخفاء أسلحته عن العالم، وفي الأيام الأخيرة لنظامه نهبت وثائق ومواقع أسلحة مشتبه فيها وأحرقت". وذكر مسؤول اميركي ان هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها بوش الى عملية نهب، لتفسير عدم قدرات القوات الاميركية على كشف اسلحة كيماوية أو بيولوجية في العراق. وكان بوش أعلن في السابق ان الأسلحة ربما دمرت قبل الحرب، ووجهت انتقادات الى القوات الاميركية لفشلها في منع نهب في منشأة التويثة النووية، وكذلك الى بوش لتضليل الرأي العام بتأكيده ان لدى صدام مخزونات من الأسلحة غير التقليدية تمثل خطراً على العالم. وكانت هذه المزاعم المبرر الرئيسي لغزو العراق. وتابع الرئيس الاميركي في كلمته الاذاعية: "اجهزة الاستخبارات في دول توصلت الى ان لدى صدام اسلحة محظورة ورفض النظام السابق تقديم أدلة على انه دمرها. نحن مصممون على اكتشاف المدى الحقيقي الذي وصلت اليه برامج صدام مهما استغرق ذلك من وقت". وأشار الى ان "المسؤولين العسكريين مع المسؤولين في اجهزة الاستخبارات يستجوبون الآن علماء على اطلاع على برامج صدام للتسلح، ويدرسون مئات الآلاف من الوثائق". واستدرك: "كل الذين يعرفون تاريخ الديكتاتور يتفقون على انه امتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية، واستخدم اسلحة كيماوية". وأقر بأن القوات الاميركية في العراق ستواجه "أخطاراً وستقدم تضحيات"، مشدداً على ان "جيوباً خطرة من العناصر المرتبطة بالنظام السابق مع حلفاء لها من الارهابيين، تقف وراء الهجمات الدامية الهادفة الى ارهاب قوات التحالف والعراقيين الأبرياء وقتلهم". تجميد التحقيق الرسمي وفي سياق ما بات يعرف ب"عراق غيت" في اطار تداعيات فضيحة تضخيم خطر الأسلحة العراقية، توصل مجلس الشيوخ الاميركي الى اتفاق يتعلق بدرس مدى "استقلالية" معلومات الاستخبارات الاميركية عن اسلحة الدمار الشامل في العراق. جاء ذلك في بيان أصدره مجلس الشيوخ، واكد فيه ان عمل لجنة الاستخبارات في المجلس الذي بدأ الأربعاء عبر عقد جلسات استماع، سيكون اكثر من معاودة نظر بسيطة في الوثائق التي اصدرتها وكالات الاستخبارات الاميركية، خصوصاً وكالة الاستخبارات المركزية سي اي اي والتي اقترحها بداية رئيس اللجنة السناتور الجمهوري بات روبرتس. وبموجب الاتفاق الذي توصل اليه الشيوخ، ستدرس اللجنة خصوصاً "كمية ونوع" المعلومات الاميركية حول اسلحة الدمار الشامل العراقية، بالإضافة الى "الموضوعية والطابع المنطقي ومدى استقلالية ودقة" النتائج التي خلصت اليها وكالات الاستخبارات. وسيلقى الضوء على "تأثير" محتمل ربما مورس على محرري هذه النتائج "بهدف توجيه تحليلاتهم نحو الأهداف السياسية"، كما جاء في البيان. لكن بات روبرتس الذي يفضل كلمة "درس" على "تحقيق"، نجح في تجميد اجراء التحقيق الرسمي الذي طالب به الديموقراطيون حول السبب الرئيسي لشن الحرب على العراق. وعقدت اللجنتان المكلفتان شؤون الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين منذ الاربعاء، جلسات استماع حول هذه المسألة المثيرة للجدل، بينما اعتبر عدد كبير من النواب الديموقراطيين ان البيت الأبيض كذب أو بالغ في هذه المعلومات. وفي مجلس النواب، اختار رئيس لجنة الاستخبارات الجمهوري بورتر غوس، خلافاً لنظيره في مجلس الشيوخ، مقاربة جماعية اذ قرر التعاون مع المسؤولة الديموقراطية جين هارمان حول جلسات الاستماع، ودعوة مسؤولين بارزين في الاستخبارات الاميركية للادلاء بشهاداتهم أمام اللجنة. مانديلا يهاجم بوش في غالواي ارلندا قال نيلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب افريقيا ليل الجمعة ان الولاياتالمتحدة تشكل خطراً على العالم، بسبب تهميشها الأممالمتحدة لاعلان الحرب على العراق. ومانديلا الحائز على جائزة نوبل للسلام، وصل الى ارلندا لافتتاح دورة الألعاب الأولمبية الخاصة، وهو انتقد بشدة الرئيس بوش بسبب "مراوغته الأممالمتحدة من أجل اطاحة" صدام. وقال مانديلا في غالواي التي تلقى فيها دكتوراه فخرية قبل يوم من افتتاح الألعاب ان "أي دولة أو حكومة تقرر الآن تهميش الأممالمتحدة، تشكل وزعيمها خطراً على العالم ... لا يمكن أن نسمح للعالم بالعودة الى وراء، بحيث يصبح مكاناً تسيطر فيه ارادة القوة على كل الاعتبارات". واستطرد: "سيثبت بالتأكيد ان هذا وصفة لزيادة الفوضى في الشؤون العالمية".