ناقش الكونغرس الاميركي في جلسة مغلقة أمس معلومات أجهزة الاستخبارات حول وجود اسلحة الدمار الشامل التي كانت المبرر الرئيسي لإدارة الرئيس جورج بوش لشن الحرب على العراق. وتواصل لجنتا الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ جلسات الاستماع التي بدأت الاربعاء حول هذه المسألة فيما اعتبر عدد من النواب الديموقراطيين ان البيت الابيض "كذب" أو "بالغ" في هذه المعلومات. وفي لندن مثل أمس أندرو ويلكي، أحد كبار موظفي جهاز الاستخبارات الاسترالي سابقاً أمام لجنة تحقيق مماثلة في البرلمان البريطاني. وقال عقب ادلائه بشهادته ان النواب الذين استجوبوه كانوا "عدائيين تجاهه، هدفهم توجيه التحقيق نحو نتائج تدعم قرار الحكومة بشن الحرب". وأضاف: "لاحظت أن جميع أعضاء اللجنة البريطانية من مؤيدي الحرب". واتخذ مجلسا النواب والشيوخ مواقف مختلفة جداً من هذه المسألة التي فجرت جدلاً وأضعفت رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحليف الاساسي لادارة بوش في الحرب على العراق. في مجلس النواب، قرر رئيس لجنة الاستخبارات الجمهوري بورتر غوس بالتعاون مع المسؤول الديموقراطي جين هارمن استدعاء كبار المسؤولين في الاستخبارات الاميركية للادلاء بشهاداتهم. وطرح بورتر غوس المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي امكان تنظيم جلسات استماع علنية في ختام الجلسات المغلقة الحالية. وتعتزم لجنته الاجتماع مع كبار مسؤولي ادارة بوش ونشر تقرير في نهاية التحقيق. وفي مجلس الشيوخ، رفض رئيس اللجنة بات روبرتس تأييد دعوة الديموقراطيين اجراء تحقيق رسمي قد يؤدي الى "تسييس العملية". وقال في بيان ان "الدعوات الموجهة الى اجراء تحقيق رسمي سابقة لأوانها. وتعرف اللجنة ان البحث عن اسلحة الدمار الشامل سيتواصل في مستقبل قريب. ومن الضروري عدم وضع العراقيل امام هذا العمل". وقال رئيس اللجنة وهو جمهوري ان لا أحد من محللي الاستخبارات ابلغ اللجنة بأن الادارة ضغطت عليه. وزاد: "اذا كان هناك شخص في الاستخبارات يعتقد بأن المعلومات نجمت عن تلاعب أو قهر أو تخويف فأرجو ان يتقدم للابلاغ عن ذلك وسنبقي الامر سراً". وتمسك محللون للمعلومات بتقويمهم الأساسي الذي توصلوا اليه قبل الحرب خلال جلسة استماع سرية عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ امس. وقال السناتور الديموقراطي ايفان بايه الذي حضر الجلسة أن التحقيق "لم يغير شيئاً في القواعد الأساسية" لتقويم ما قبل الحرب بأن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل وقدرة على صنع "كميات ضخمة" منها. واعتقلت القوات الاميركية عدداً من كبار علماء الاسلحة العراقيين، ولكنهم لم يقدموا معلومات عن موقع الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية. وقال بايه "اعتقلنا بعضاً من كبار المسؤولين عن برامج أسلحة الدمار الشامل ولم يتكلموا بعد". وزاد: "يمكن بسهولة اخفاء كميات قاتلة من الاسلحة البيولوجية او الكيماوية". وتابع: "على سبيل المثال يمكن ان تملأ مئات الآلاف من الغالونات من الجمرة الخبيثة السائلة التي يحتمل ان تسبب اضراراً بالغة في الفناء الخلفي لمنزل أي شخص، ويمكن اخفاء كمية مدمرة من الجدري في أي شيء في حجم الجرة".