ذكر تقرير إخباري أمس أن الزعيم الهارب لحركة "طالبان" الأفغانية الملا محمد عمر شكّل مجلساً قيادياً جديداً من عشرة أعضاء لتنظيم المقاومة ضد القوات الأجنبية في بلاده. فيما أعلن مسؤولون في إسلام آباد أن القوات الباكستانية سيطرت على كل المعابر في المنطقة القبلية الشمالية الغربية الحساسة على الحدود مع أفغانستان. ونقلت صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية عن ناطق باسم "طالبان" قوله إن الملا عمر أعلن تشكيل المجلس من خلال تسجيل صوتي له أرسل من مخبأه في أفغانستان. ولا يزال مكان الزعيم الروحي ل"طالبان" وأسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" غير معروف على رغم مرور أكثر من عام ونصف عام على بدء العمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان والتي أدت إلى سقوط حكومة طالبان وتشكيل حكومة جديدة في كابول. ونقلت الصحيفة الباكستانية عن الناطق باسم "طالبان" محمد مختار مجاهد أن الملا عمر دعا أعضاء "طالبان" إلى "التضحية بالنفس" لطرد القوات الأميركية والقوات الأجنبية الأخرى من أفغانستان والإطاحة بحكومة الرئيس الأفغاني حامد كارزاي "العميلة" التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن غالبية مجلس القيادة الجديد الذي يعرف باسم "مجلس الشورى" هم من القادة العسكريين ل"طالبان" وأن معظمهم من جنوب غربي أفغانستان. وأوضحت أن من بينهم وزير الدفاع الافغاني السابق الملا عبيد الله وقادة عسكريون من أمثال جاد الله وهو بساق واحدة وأختار محمد عثماني. ونقلت وكالة رويترز عن الملا عبد الرؤوف، وهو حاكم إقليمي في حكومة "طالبان" السابقة، أن المجلس الجديد تشكل بعد خمسة أيام من المحادثات التي اختتمت أول من أمس بين كبار مسؤولي الحركة في موقع لم يكشف عنه في جنوبأفغانستان. وأضاف: "تشكل مجلس الشورى لتسريع خطى الجهاد ضد قوات الاحتلال وتقوية حركة طالبان". ومن جهته، أكد الملا عبد الصمد، وهو مسؤول في استخبارات "طالبان"، أن المجلس بدأ العمل فعلاً، وأن "الجهاد سيوجه الآن ضد الولاياتالمتحدة وقوات التحالف في إطار استراتيجية عسكرية جديدة". وشنت القوات الأميركية السبت الماضي حملة قصف جوي في جنوب غربي البلاد تمهيداً لنشر قوات على الحدود الأفغانية - الباكستانية المشتركة لمنع مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" من عبور الحدود. وأكد مسؤولون حكوميون وعسكريون في إسلام آباد أن القوات الباكستانية سيطرت على كل المعابر في المنطقة القبلية الشمالية الغربية الحساسة على الحدود مع أفغانستان، حيث قتل جندي باكستاني وجرح آخر في تبادل لإطلاق النار مع بعض رجال القبائل أول من أمس أثناء نشر القوات في منطقة مهمند القبلية في عملية منسقة مع القوات الأميركية والأفغانية العاملة على الجانب الأفغاني. وحُشد نحو 2000 من القوات الباكستانية وقوات الاستطلاع الحدودية والميليشيات القبلية إلى منطقة مهمند الحدودية فيما يقف نحو 500 جندي أفغاني وأميركي على الجانب الأفغاني من الحدود لإغلاق المعابر الحدودية التي تستخدم لشن الهجمات. وقال وزير الداخلية الباكستاني تنسيم نوراني: "سيطرنا على سبعة من الممرات الثمانية في منطقة مهمند وهناك بعض المقاومة عند أحد المعابر". وأضاف أن المفاوضات تجرى عبر مجلس القبائل لويا جيرغا مع الذين يبدون مقاومة.