صرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس بأن اسرائيل والفلسطينيين يحرزون تقدما باتجاه التوصل الى اتفاق لنقل السيطرة الامنية على قطاع غزة وذلك بعد محادثات مكثفة بين الطرفين خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وتضارب تصريحه هذا في مؤتمر صحافي عقده في الشونة على البحر الميت مع تصريحات أدلى بها لصحيفة "معاريف" الاسرائيلية قال فيها ان "أمامنا اسبوعين لإنقاذ خريطة الطريق من الانهيار". وقال باول امس في الشونة: "لقد شهد الاسبوعان والنصف الماضيان تقدماً، شهدنا مناقشات مكثفة بين الجانبين". واضاف ان "السفير جون وولف موجود في المنطقة والسفير وليام بيرنز موجود في المنطقة وسيظل في المنطقة لعدة ايام اخرى". وتابع: "لقد تم عقد اجتماعات مكثفة جداً ... خلال عطلة نهاية الاسبوع وستجري اجتماعات بعد ظهر اليوم" امس الاثنين. واوضح باول: "نحن نحرز تقدماً في شأن الاتفاقات الامنية. ان السلطة الفلسطينية تعمل جاهدة في محاولة لوقف العنف من جانب المنظمات الفلسطينية المسلحة تلك". واكد باول ان واشنطن تولي اهتماماً خاصاً لاعادة التعاون بين الاجهزة الامنية الاسرائيلية والفلسطينية، وقال: "نحن نعمل جاهدين لتحسين التنسيق بين قوات وعناصر الامن الاسرائيلية وقوات وعناصر الامن في السلطة الفلسطينية فيما نتقدم الى الامام ونحاول تحقيق نقل المسؤوليات على غزة". واضاف: "نأمل في ان يتعاون الجانبان في تحديد الارهابيين الذين ربما يخططون للتسبب بالأذى في كلا الاتجاهين، وتبادل المعلومات والاستخبارات". واوضح باول: "لقد رأينا ذلك يحدث في الماضي ونأمل في اعادة إحياء مثل هذه الآليات ومثل هذه المنظمات حتى يؤمن الطرفان ان عليهما مسؤولية مشتركة لإنهاء الارهاب والعنف. ان ذلك اساسي لآمال الجانبين ورغباتهما". وأقر وزير الخارجية الاميركي بأن عملية السلام لا تزال معرضة للخطر من جانب الجماعات المسلحة من الجانبين الا انه اكد ان تلك الجماعات صغيرة العدد ويجب ان لا يُسمح لها ان ترتهن مستقبل المنطقة. وقال: "يوجد اشخاص في حماس وكتائب الاقصى ومنظمات مشابهة لا يرغبون في رؤية التقدم نحو السلام وسوف يواصلون محاولتهم من خلال الاعمال الارهابية لإحباط هذه الجهود ونسف خارطة الطريق". واوضح: "ما علينا فعله هو الاستمرار في العمل مع الاطراف كافة للدفع من اجل ضمان ان لا يحدث ذلك". واضاف: "لا نستطيع ان ندع بعض الافراد - ومن يقوم بمثل هذه الافعال هم فعلاً بعض الافراد - يمنعوننا عن التقدم". وعقد باول مؤتمره الصحافي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بالاشتراك مع ممثل التجارة الاميركي روبرت زوليك ووزير الخارجية الاردني مروان المعشر ووزير التجارة والصناعة الاردني صلاح البشير. وكان باول قال لصحيفة "معاريف" العبرية انه خائب الامل من وتيرة تطبيق "خريطة الطريق" مضيفاً "ان امامنا اسبوعين لانقاذ الخريطة من الانهيار" معتبراً الايام الوشيكة "مصيرية للغاية". الى ذلك، أفادت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان السفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر سارع اول من امس، بعيد إعراب باول عن اسفه لاغتيال الناشط الفلسطيني عبدالله القواسمي، الى طمأنة رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الى ان تصريحات باول لم تتضمن اي إدانة لاسرائيل، إنما اعرب فيها عن اسفه "للأوضاع المعقّدة التي حدت بإسرائيل الى القيام بعملية عسكرية في الخليل". ورأت الاذاعة في اتصال السفير اعتذاراً فعلياً من اسرائيل على "الانطباع الذي تركه حديث باول في الاعلام وكأنه تنديد بها". ونقلت عن اوساط سياسية قولها ان الاتصال يؤكد مستوى التنسيق بين واشنطن وتل ابيب وانه عملياً دعم اميركي لا لبس فيه لعمليات الجيش التي تستهدف المطلوبين الفلسطينيين من امثال القواسمي. وختمت الاذاعة بالاشارة الى ان تل ابيب لا تقيم اي اعتبار للموقف الاوروبي وتنديد الاتحاد بعملية الاغتيال وافادت ان وزارة الخارجية قررت ان يستقبل "موظفون صغار" ممثلي الاتحاد الذين يزورون المنطقة احتجاجاً على موقف الاتحاد المصرّ على مواصلة التقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.