كشف النقاب أمس عن انشاء منظمة استيطانية جديدة مهمتها التخطيط وتقديم الدعم لإقامة مواقع استيطانية جديدة على اراضي الضفة الغربية بتمويل من متبرعين يهود اميركيين، وبقيادة زعماء من اليمين الاسرائيلي. وجاء هذا الكشف عشية زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى كل من اسرائيل والاراضي الفلسطينية حيث يتوقع ان يطالب الحكومة الاسرائيلية بوقف توسعها الاستيطاني على حساب الأراضي الفلسطينية، والشروع فوراً بتطبيق خطة "خريطة الطريق". ذكرت صحيفة "كول هزمان" الاسرائيلية ان المنظمة الاستيطانية الجديدة "متسودات يهودا" التي فتحت مكاتب لها وسط مدينة القدس الغربية الاسبوع الجاري، تشكل تمرداً على قيادة المستوطنين الرسمية وعلى سلطة الدولة ويجمع ما بين أعضائها "الكراهية للعرب". واوضحت ان المستوطن بن يوسف الذي قتل ابنه عن طريق الخطأ برصاص جنود الجيش الاسرائيلي، يقود هذه المنظمة التي يشارك في عضويتها ايضاً اعضاء في منظمة "كاخ" العنصرية وزعماء من اليمين اليهودي، بالاضافة الى حاخامات من مجلس المستوطنات الحالي، في حين يسعى القائمون عليها الى انشاء قيادة بديلة للمجلس. خطة للسيطرة على تلال الضفة وأشارت الصحيفة الى ان هذه المنظمة تسعى الى تقديم الدعم المالي والقانوني واللوجستي للسيطرة على التلال والجبال الفلسطينية، موضحة انه "ما على المستوطنين سوى تحديد اسم المنطقة التي يريدون احتلالها ومكانها حتى يقوم هؤلاء باحتلالها وارسال عناصر ميدانية لتثبيت هذا الاحتلال". وستعمل المنظمة الاستيطانية الجديدة التي قالت الصحيفة انها "تحظى بدعم مالي بالملايين وغير مسبوق، من متبرعين يهود في الولاياتالمتحدة"، على غرار منظمة "غوش ايمونيم" الاستيطانية التي قادت حركة التوسع الاستيطاني في الضفة في السبعينات. ومن بين أهداف هذه المنظمة نسف "خريطة الطريق" كونها تدعو الى تفكيك المستوطنات تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع. وكشفت المصادر الاسرائيلية ان المنظمة ستبدأ بتطبيق خططها للسيطرة على تلال الضفة عبر مخطط يعتمد على سياسة "المراحل" التي تبدأ بارسال عدد من المستوطنين الى المواقع المحددة التي يجري اختيارها بحسب اهميتها الاستراتيجية وقربها من مستوطنات كبيرة، وتوفر المساندة والدعم الاقتصادي لها في بداية الامر من خلال "نشاطات" احياء ذكرى اقامة الدولة العبرية والاحتفالات التي ترافقها ابتداء من الاسبوع الماضي. وتقضي "الخطة" بأن تبدأ عمليات الاحتلال بارسال مجموعات تضم نحو 20 مستوطنا الى هذه المناطق بحجة اقامة الاحتفالات على ان يثبت المستوطنون اقدامهم فيها بارسال بيوت متحركة سرعان ما يستبدل قاطنوها بمستوطنين آخرين. المخطط الاستيطاني يستقبل باول ويأتي كشف المخطط عشية زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول للمنطقة مساء السبت حيث سيلتقي نظيره الاسرائيلي سلفان شالوم، وما يتبع ذلك من لقاءات مع كل من رئيس الوزراء آرييل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز قبل ان ينتقل في ساعات ما بعد ظهر الاحد الى رام الله للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، ومن ثم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع في فندق في المدينة. ومن المنتظر فلسطينياً ان يمهد باول الطريق لوضع جداول زمنية محددة لتطبيق خطة "خريطة الطريق" على ان يستكمل مهمته طاقم اميركي برئاسة ديفيد ساترفيلد الذي يبقى في المنطقة اسبوعين كاملين يصل بعدها مسوؤل اميركي آخر يرأس لجنة الرقابة على التنفيذ التي تشرف عليها اللجنة الرباعية. وسبق ان رفضت اسرائيل تقديم ما تسميه "تسهيلات" للفلسطينيين في المرحلة الحالية قبل حصول اسرائيل على "ضمانات" بمحاربة الحكومة الفلسطينيية "للارهاب". ويواجه عباس وحكومته الجديدة تحديات صعبة في مواجهة التصعيد العسكري الاسرائيلي من جهة، وتجاهل اسرائيل لالتزاماتها الواردة في الخطة، في الوقت الذي قطع فيه الفلسطينيون اشواطاً بعيدة في تنفيذ التزاماتهم من دون أي مقابل من الجانب الاسرائيلي. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان عباس سيطالب باول بأن تبدأ اسرائيل فورا بتنفيذ التزاماتها خصوصاً أن الجانب الفلسطيني نفذ معظم استحقاقاته رغم الضغوط الشعبية عليه بسبب التعنت الاسرائيلي. وفي المقابل، ذكرت صحيفة "معاريف" ان باول سيقول الاسرائيليين الذين سيلتقيهم ان "الولاياتالمتحدة لا تتوقع من اسرائيل الاعلان على الملأ موافقتها على الخطة، لكنها تريد من اسرائيل ان تبدأ بتطبيق هذه الخطة في اقرب وقت ممكن". واشارت الى ان واشنطن تختلف مع تل ابيب في شأن طلب الأولى الانتظار حتى "تحارب حكومة عباس الارهاب" وان الادارة الاميركية تكتفي بوقف اطلاق النار كبداية للانطلاق على الطريق وبدء اسرائيل بتجميد الاستيطان واخلاء البؤر الاستيطانية "غير القانونية" التي اقيمت منذ الانتفاضة.