سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليمين الاسرائيلي متفائل بإجهاض خطة التسوية في ظل تنامي اعتراض الكونغرس عليها . حكومة شارون مطمئنة الى تفهم أميركا "حقها" في إبداء ملاحظاتها على "خريطة الطريق" بعد اعلانها
بدت اسرائيل مطمئنة الى جهة ان الولاياتالمتحدة ستأخذ في الاعتبار تحفظاتها على "خريطة الطريق" الدولية في شأن حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي حتى من دون ادخالها رسمياً على المسودة النهائية المتوقع الاعلان عنها بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. وأبدى مدير مكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاس ارتياحه لنتائج اجتماعاته في واشنطن مع مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الأميركي كولن باول ومسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية، وقال انه مقتنع بأن الولاياتالمتحدة تتفهم حق اسرائيل في ابداء ملاحظاتها على "الخريطة" بعد الاعلان عنها رسمياً. وتؤكد تصريحات فايسغلاس ما تناولته مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى نهاية الاسبوع الماضي عن "صفقة" اسرائيلية - أميركية تقضي بالتزام الولاياتالمتحدة، خطياً أو شفوياً أخذ الملاحظات الاسرائيلية المئة التي تم صوغها في 15 تحفظاً رئيسياً في الاعتبار. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان المسؤولين الأميركيين تمنوا على اسرائيل ان ترد على "الخطوات الفلسطينية الأخيرة ضد الارهاب" بتقديم تسهيلات انسانية للفلسطينيين تساهم في ترطيب الأجواء والتمهيد لاستئناف الاتصالات، مشيدين في الوقت نفسه بتصريحات شارون الأخيرة حول استعداده تقديم "تنازلات مؤلمة" مقابل التوصل الى سلام شامل. الى ذلك التقى وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم السفير الأميركي في تل ابيب دان كيرتزر مساء أمس للتباحث في آخر التطورات السياسية والاقليمية، خصوصاً في "خريطة الطريق"، بحسب الاذاعة العبرية بهدف ضمان أكبر قدر من التنسيق بين تل ابيب وواشنطن. وتزامن عقد الاجتماع مع ما نشرته صحيفة "معاريف" من أقوال نسبتها الى كيرتزر اعتبر فيها أن "خريطة الطريق ليست ذات صلة" ولا تتعدى كونها وسيلة لدفع عملية المفاوضات. واضافت ان السفير قصد من كلامه الذي قاله على مسامع عدد كبير من الوزراء ونواب من حزب العمل "تهدئة" وزراء اليمين الذين يرفضون الخطة الدولية بصيغتها الحالية. وقال كيرتزر انه لا ينبغي إيلاء اعلان "الخريطة" وطرحها على طرفي النزاع أهمية زائدة "لأن الهدف منها استئناف المفاوضات بينهما ثم تتواصل هذه المفاوضات من تلقاء نفسها من دون ان تكون مرتبطة بالضرورة بخريطة الطريق". وأفادت "معاريف" ان اليمين الاسرائيلي يستمد التفاؤل باجهاض "الخريطة" من تنامي المعارضة داخل مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين لهذه الخطة والضغوط التي يمارسها المعارضون على الإدارة الأميركية للحؤول دون دخولها على خط مواجهة مع رئيس الحكومة ارييل شارون على خلفية اصراره على تضمين تحفظات اسرائيل في المسودة النهائية. وكتبت الصحيفة انه علاوة على الرسالة التي وقع عليها 70 نائباً في مجلس الشيوخ والأخرى التي حملت 235 توقيعاً لنواب الكونغرس ورفعتا الى الادارة الأميركية بهذا الخصوص، تمارس تنظيمات يهودية عدة ضغوطاً على مستشارة الأمن القومي لعدم إرغام اسرائيل على قبول المسودة الحالية للخطة وان رايس كررت، في رسالتها الجوابية لهذه المنظمات التزام الولاياتالمتحدة رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش لحل النزاع كما وردت في خطابه الشهير في 24 حزيران يونيو من العام الماضي. وصرح رئيس الوزراء الاسرائيلي لصحيفة "معاريف" أمس بأن رؤية الرئيس الأميركي لحل النزاع تعتمد برنامجه السياسي والى أن مسألة قبول اسرائيل بمسودة "الخريطة" من دون تعديل ليست واردة في حساباته وانه واثق من أن "التنازلات المؤلمة" التي يكثر الحديث عنها ستحظى بتأييد غالبية وزراء حكومته ونواب الكنيست "على أن لا تشكل هذه التنازلات خطراً على أمن اسرائيل". غير أن صحيفة "هآرتس" قالت أمس في موقعها على الانترنت ضمن تقرير من مراسلها في واشنطن انه بينما تريد اسرائيل اتباع نهج "خطوة فخطوة" في عملية السلام فإن الادارة الاميركية تحض على مبادرات فورية يتخذها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي كلاهما. وأضافت ان الولاياتالمتحدة تعتقد بأنه إذا خففت اسرائيل القيود على حركة الفلسطينيين فإن العناصر الاصلاحية في السلطة الفلسطينية ستتمكن من أن تثبت انها تعمل على تحسين أحوال السكان وبذلك تعزز مكانة القيادة الفلسطينية الجديدة. وزادت ان الرئيس بوش يعتبر أن دفع عملية السلام أمر فائق الأهمية، ويرى أن واقعاً جديداً قد أوجد في الشرق الأوسط في أعقاب الحرب على العراق وان كل الأطراف يجب أن تتصرف وفقاً لهذا الواقع.