مثل هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استهدف مستوطنين يهودا في الضفة الغربية تحديا للسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب تماما مثلما هو بالنسبة لاسرائيل وقد يؤدي لتعميق الانقسام الفلسطيني. وألقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بالتحديات في طريق الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء حين قتلت أربعة مستوطنين اسرائيليين بالرصاص قرب الخليل في الأراضي المحتلة حيث تعمل قواته الأمنية التي أعيد تدريبها بدعم من الولاياتالمتحدة لمنع مثل تلك الهجمات. كما أعلن الجناح العسكري لحماس مسؤوليته عن إطلاق نار بالقرب من رام الله بالضفة فجر اليوم الخميس أدى إلى إصابة اثنين من المستوطنين اليهود. وتدل مثل هذه الهجمات على أن حماس أفلتت مما تصفه بجهود عباس لاقتلاعها من الضفة الغربية. وأدى هجوم الثلاثاء إلى تفاقم التوترات بين عباس وبين الحركة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة الذي انسحبت منه القوات الاسرائيلية قبل خمس سنوات. وعشية محادثات السلام التي تعقد في واشنطن ألقت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية القبض على نشطاء حماس في الضفة الغربية. ووصفت حماس هذه الخطوة بأنها "أفعال خيانية". وقال هاني المصري المعلق الفلسطيني الذي قام بدور في جهود مصالحة الحركتين رغم اختلافاتهما الجذرية حول مستقبل الفلسطينيين مع اسرائيل وحلفاء كل منهما في الخارج "العملية سوف تعمق الانقسام." وتوعدت كتائب عز الدين القسام بشن المزيد من الهجمات كما تعهد مسؤول أمني رفيع في السلطة الفلسطينية بمزيد من الاعتقالات. وقالت كتائب القسام في بيان بعد هجوم فجر اليوم انها "تفي بعهدها وتنفذ عملية بطولية شرق رام الله بعد ساعات على عملية الخليل." وأضاف البيان "عملية اليوم هي أبلغ رد على الأبواق التي قالت بالأمس إن عملية الخليل لن تتكرر وعهدنا لكم يا أهلنا في القدس والضفة والقطاع ولأسرانا البواسل وأهلنا في المنافي والشتات ألا تكون هذه العملية الأخيرة بإذن الله." وقالت حماس إن نحو 250 شخصا مرتبطين بالحركة الاسلامية في الضفة الغربية اعتقلوا أمس الأول .وكان إطلاق النار قرب الخليل هو الهجوم الذي سقط به أكبر عدد من القتلى الاسرائيليين في الضفة الغربية منذ أربع سنوات. وهز الحادث وضعا أمنيا قال مستوطنون يهود إنه كان الأفضل. وتقول السلطة الفلسطينية إن الاستقرار في مصلحة الفلسطينيين. وقال مسؤول رفيع من حماس في الضفة الغربية لرويترز "الهدف من وراء هذه العملية بعث رسالة لاسرائيل وأبو مازن (عباس) وآخرين مفادها أن حماس فعلا موجودة وتستطيع ان تشوش على خططكم." وأضاف "الرسالة الأخرى هي أن أبو مازن لا يستطيع حماية أمن الاسرائيليين والمستوطنين بالرغم من الاعتقالات." واتضح الانقسام الشديد بين الحركتين الفلسطينيتين في خطابهما. إذ تصف كتائب عز الدين القسام العملية الأولى بأنها "سيل النار" وقالت "هذه العملية في إطار استكمال مشروع الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني حتى تحرير الأرض وتطهير المقدسات." ومن المقرر أن يبدأ عباس محادثات السلام اليوم الخميس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة للتوصل إلى اتفاق ينهي صراعا مستمرا منذ نحو 60 عاما من خلال إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربيةوغزة تعيش في سلام الى جوار اسرائيل. وتعارض حماس عملية التفاوض وتقول إنها تؤيد قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 لكنها لن توافق إلا على هدنة طويلة المدى لا سلام دائم. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن هجوم الخليل "ندين هذه العملية التي تتعارض مع المصالح الفلسطينية." ومضى فياض يقول إن نبذ العنف "هو طريق الخلاص وليس الاستمرار في استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في خدمة أجندات فئوية وإقليمية تتعارض مع المصالح العليا لشعبنا وتحت شعارات فارغة المضمون".