اغتالت قوات الاحتلال خلال عملية عسكرية واسعة بمدينة الخليل فجر أمس الشابين مروان القواسمي وعامر ابو عيشة اللذين تتهمهما بتنفيذ عملية اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين شمال المدينة في 12 حزيران/ يونيو الماضي. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوة كبيرة من جيش الاحتلال ومخابراته ووحداته الخاصة حاصرت مبنى سكنيا في حي الجامعة في الجزء الشمالي من مدينة الخليل، وقصفته بنيران الرشاشات الثقيلة وقذائف صاروخية قبل ان تشرع بهدمه بالجرافات. واكدت المصادر سماع اطلاق كثيف للنيران في المنطقة، فيما ادعت سلطات الاحتلال ان قواتها تعرضت لاطلاق نار من داخل المنزل خلال محاولة اعتقال ابو عيشة والقواسمي، من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، حيث دار اشتباك أسفر عن مقتل "المطلوبين". وقد نعت "حماس" أمس الشهيدين وحملت السلطة الفلسطينية المسؤولية عن قتلهما بسبب تنسيقها الأمني مع الاحتلال. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه وفي أعقاب "نشاط استخباري معقد تم العثور على مكان اختباء القواسمي وأبو عيشة، معتبرة قتلهما بمثابة "اغلاق للحساب" لعملية قتل المستوطنين الثلاثة قبل نحو ثلاثة شهور. واشارت المصادر الفلسطينية الى ان جنود الاحتلال دهموا خلال العملية العديد من المنازل والمتاجر بالمنطقة وفجروا ابوابها اضافة الى منزلي عائلتي ابو عيشة والقواسمي في حيي دائرة السير وابو كتيلة بالمدينة، وحيث جرى تفتيشهما والعبث بمحتوياتهما. واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة اشقاء من عائلة القواسمي وهم ثائر ومحمد وبشار عرفات القواسمي، بتهمة مساعدة المنفذين، علما ان والدهم عرفات القواسمي تم اعتقاله قبل نحو شهرين في الخليل بتهمة تقديم العون لمنفذي قتل المستوطنين. وشهدت المناطق المجاورة لمسرح الجريمة مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي رشقوها بالحجارة، فيما رد الجنود بالرصاص وقنابل الصوت والغاز واصابوا عددا من المواطنين بجروح وحالات اختناق. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت في وقت سابق متهما آخر هو حسام القواسمي، وادعت انه اعترف بمسؤوليته عن التخطيط وتدبير عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، التي نفذها مروان القواسمي وعامر ابو عيشة، وانه كان يحاول الفرار عبر جواز سفر مزور عندما جرى اعتقاله. بدورهم سارع قادة الاحتلال الى الاحتفال بجريمة اغتيال الشابين ابو عيشة والقواسمي، حيث اثنى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة حكومته أمس على أداء جهاز المخابرات (الشاباك) وعلى مقاتلي وحدة مكافحة الإرهاب الشرطية الخاصة الذين قاموا بتصفية المطلوبين. واعتبر قتل الشابين الفلسطينيين انه يمثل وفاء بالعهد لعائلات المستوطنين الثلاثة ولجميع أبناء الشعب الاسرائيلي متوعدا بأن إسرائيل "ستواصل ضرب الإرهاب". وقالت القناة السابعة الإسرائيلية إن نتنياهو اتصل مع أهالي المستوطنين الثلاثة بعد عملية الاغتيال، صباح أمس قائلاً "لا شيء يخفف ألمكم أو يعيد أبناءكم، لكن هناك حساب العدل، فنحن وعدناكم بالوصول الى القتلة، والآن نوفي الوعد ونحتفل". -على حد تعبير المتطرف نتنياهو-.