عززت قوات الأمن الاسرائيلية حال التأهب في صفوفها امس اثر تهديدات الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس بالانتقام لاغتيال احد قياداته السياسية الدكتور ابراهيم المقادمة، كما شنت حملة اعتقالات في الضفة الغربية ودمرت اربعة منازل لناشطين فلسطينيين. وتوعدت "حماس" مجددا بالانتقام واستمرار المقاومة، بعدما أعلن جناحها العسكري انه قصف بصواريخ "قسام 2" بلدة سديروت في اسرائيل وبالهاون مستوطنة في قطاع غزة. أفادت الاذاعة الاسرائيلية ان الشرطة عززت انتشارها خصوصاً في كوهاف يائير شرق تل ابيب القريبة من الخط الفاصل مع الضفة الغربية، وحيث يقيم عدد كبير من الشخصيات الاسرائيلية وبينهم وزير الدفاع شاؤول موفاز. وبين الشخصيات الاسرائيلية ورجال السياسة المقيمين في هذه المدينة ايضاً الوزير بلا حقيبة جدعون عزرا، والرئيس السابق لجهاز "موساد" الاستخبارات الاسرائيلية النائب العمالي داني ياتوم، ورئيس الوزراء العمالي السابق ايهود باراك. كذلك شنت الشرطة الاسرائيلية حملات تمشيط لبلدات عربية في الداخل تحسباً لوجود مهاجمين محتملين. من جهة اخرى، اعلن ناطق عسكري ان الجيش رفع امس الاغلاق الكامل عن الضفة الذي فرض مساء الخميس غداة عملية انتحارية في حيفا، لكنه ابقى على القيود المشددة المفروضة على فلسطينيي الضفة وقطاع غزة لدى دخول اسرائيل، في حين ما زال الجيش يمنع سكان منطقة الخليل جنوب الضفة من التوجه الى اسرائيل. وتحسباً لوقوع هجمات، شن الجيش حملة اعتقالات طاولت اكثر من 15 ناشطاً في الضفة، في حين دمر اربعة منازل لناشطين. واعلن ناطق عسكري اسرائيلي ان ثمانية من المعتقلين اعتقلوا في الخليل جنوب الضفة، وخمسة في نابلس شمال، واثنين في منطقة رام الله، كما دمر الجيش ثلاثة منازل، بينها منزلان لمهاجميْن فلسطينيين قتلا مساء الجمعة في الهجوم على مستوطنتين في المنطقة، وهما لحازم القواسمي وسفيان حرز. كما نسف الجيش في قباطية شمال الضفة منزل محمود حمدان سليم القواسمي، الانتحاري العضو في "حماس" الذي نفذ هجوم حيفا. وأكد الجيش الاسرائيلي في بيان تدمير هذه المنازل الثلاثة في الخليل، موضحاً أن سفيان حرز وحازم القواسمي قتلا، الاول في الهجوم على مستوطنة "كريات اربع" والثاني في الهجوم على مستوطنة "نيغوهوت" في الخليل. واضاف ان الجيش دمر ايضا منزل نصري محمد ابو الرب القائد المحلي لحركة "الجهاد الاسلامي" في قباطية، متهماً ابو الرب بالتورط في التخطيط لهجمات على اسرائيليين، لكنه لم يوضح ما اذا كان الناشط اعتقل. وفي اعقاب الهجوم على المقادمة، اعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان امس مسؤوليتها عن اطلاق صواريخ "القسام 2" على مدينة سديروت جنوب اسرائيل. واوضحت: "في رد عاجل وسريع على جريمة الاغتيال الجبانة التي نفذتها قوات الاحتلال بحق القائد ابراهيم المقادمة واخوانه" نفذت الحركة "سلسلة من عمليات القصف المتواصل والمستمر على المغتصبات الصهيونية المستوطنات". واكدت انها "قصفت صباح اليوم بصواريخ القسام 2 معبر صوفا شرق رفح جنوب قطاع غزة، كما قصفت بقذائف الهاون ليل السبت - الاحد مستوطنة "رفح يام" وموقعاً عسكرياً اسرائيليا على الحدود المصرية - الفلسطينيةجنوب القطاع"، وهي معلومات اكدتها مصادر عسكرية اسرائيلية ايضاً. من جانبها، اكدت "حماس" مجدداً أمس انها ستواصل المقاومة و"ستدك العدو" في كل مكان، موضحة انها "لن تستسلم" امام التصعيد العسكري الاسرائيلي. وقال اسماعيل هنية القيادي في الحركة في كلمة خلال مهرجان تأبيني للمقادمة نظمته الكتلة الاسلامية الجناح الطلابي للحركة في مقر الجامعة الاسلامية في مدينة غزة ان "ما ترونه من تصعيد عدواني هو مخطط ومؤامرة اميركية صهيونية وعربية تهدف الى قتل المقاومة والجهاد في فلسطين". وشدد على ان اغتيال المقادمة "لن يؤدي الا الى مزيد من المقاومة". وتابع ان المقاومة "ستدك العدو الصهيوني في كل مكان". في غضون ذلك، اعلن مصدر امني فلسطيني ان الراعي ربحي عبيد 50 عاماً من قرية قريبة من طولكرم قتل لدى تعثره بعبوة في حقل. ولم يتضح ما اذا كانت الشحنة قذيفة اسرائيلية لم تنفجر او عبوة خلفها فلسطينيون.