دخلت المواجهة بين القوات الأميركية وعناصر الجيش العراقي المنحل مرحلة جديدة أمس، إذ اطلقت تلك القوات النار على عسكريين احتشدوا أمام القصر الرئاسي في بغداد للمطالبة برواتبهم، فأوقعت قتيلاً وجريحاً، في وقت حققت تقدماً كبيراً في تعقب المسؤولين السابقين والشخصيات الواردة اسماؤها على لائحة ال55. وأعلن ناطق باسم الجيش الأميركي اعتقال سكرتير الرئيس العراقي المخلوع، والذي يعد كاتم أسراره، عبدالحميد محمود التكريتي، الرابع على لائحة المطلوبين، والمعروف باسم عبد حمود. وقتل جندي أميركي وجرح آخر وسط بغداد، فيما أكد جنرال أميركي ضبط ملايين من الدولارات والعملات الأوروبية والدنانير في حملة دهم طاولت منزلين قرب تكريت، وأسفرت عن اعتقال خمسين من عناصر الحرس الجمهوري الخاص وقوات الأمن تفاصيل أخرى في الصفحتين 2 و3. وعلمت "الحياة" أن هجمات صاروخية يومية في بغداد تستهدف مراكز القوى والأحزاب المعارضة للنظام السابق، وآخرها طاول مركز "حركة الوفاق" ليل الثلثاء. واستقالت أمس رئيسة وزراء فنلندا انالي حايتينماكي بعد اتهامها باستخدام وثائق سرية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية مسربة من أميركا، كي تضمن الفوز في انتخابات. التوتر في بغداد وشهدت بغداد توتراً أمس اثر المواجهة مع جنود وضباط عراقيين سابقين، وضاعفت القوات الأميركية دورياتها استباقاً لرد فعل من زملاء العسكري الذي قتل برصاصها. وتشهد قضية حل الجيش العراقي تفاعلات سريعة، وستكون على رأس جدول أعمال اجتماع يعقده بول بريمر الحاكم الأميركي مع الفصائل العراقية السبعة. وهناك خلافات بين هذه الفصائل، وبينها وبين الأميركيين على هذه المسألة، إذ يرى بعض الأطراف، ومنها "حركة الوفاق"، ضرورة الحفاظ على نواة من الجيش تضم إليها الألوية التي تقاتل في الحرب، في حين تعارض هذا الطرح غالبية القوى العراقية الأخرى، التي ترى ضرورة تشكيل جيش عراقي جديد لا أثر فيه للنظام السابق. على صعيد آخر، أكدت مصادر عراقية موثوق بها ل"الحياة" أن الهجمات التي ينفذها أنصار النظام السابق لا تقتصر على القوات الأميركية، بل تشمل أيضاً مراكز الأحزاب والقوى المعارضة للنظام السابق والتي انتقلت إلى بغداد بعد سقوطها. وقالت المصادر إن الهجوم على مركز "حركة الوفاق" سبقه آخر استهدف مركز "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة أحمد الجلبي، وأدى إلى سقوط اثنين من المهاجمين، واعتقال ثالث، ثبت أنه من عناصر "فدائيي صدام". كما تعرضت مراكز الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لهجمات مماثلة. على صعيد آخر، شهد ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية أمس سقوط أول ضحية سياسية للاستخدام غير المقبول للتقارير الاستخباراتية المتعلقة بالعراق في الدول الغربية. إذ قدمت رئيسة الوزراء الفنلندية أنالي جايتينماكي استقالتها بعد اتهامها باستخدام وثائق سرية مسربة تابعة للدولة حول الأزمة العراقية، مصدرها الولاياتالمتحدة، بهدف الفوز في الانتخابات النيابية التي أجريت في آذار مارس الماضي، وفقاً لمصدر حكومي. وفي لندن كشفت صحيفة "ذي تايمز" ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير طلب من الرئيس جورج بوش اطلاق عدد من كبار القادة العراقيين الذين تعتقلهم القوات الأميركية في العراق، لتشجيعهم على التعاون من أجل كشف مخبأ صدام حسين ومخابئ أسلحة الدمار الشامل. وكان مقرراً أمس أن تبدأ لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأميركي الاستماع إلى الشهود في التحقيق الذي تجريه في شأن تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية عن تلك الأسلحة قبل الحرب على العراق، وهل تعرضت لتلاعب لتبرير قرار الحرب.