كشفت صحيفة بريطانية امس النقاب عن هوية عقيد سابق في الجيش العراقي مؤكدة انه كان مصدر التقرير الذي حصلت عليه الاستخبارات البريطانية، وفيه ان النظام العراقي السابق كان بوسعه شن هجوم بأسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقة. واكد العقيد السابق في حديث الى صحيفة "ذي صنداي تلغراف" انه كان يقود وحدة في الخطوط الأمامية تم تشرها قبيل غزو العراق في آذار مارس الماضي. وقال الضابط الذي قالت الصحيفة انه العقيد "الدباغ" 40 عاماً انه تمكن من تمرير معلومات بالغة السرية الى جهاز الاستخبارات البريطانية حذر فيها من ان الرئيس العراقي المخلوع نشر أسلحة دمار شامل يمكن استخدامها في ميدان القتال ضد قوات "التحالف" في أقل من 45 دقيقة. وذكرت الصحيفة في تقريرها ان الضابط كان يرأس وحدة من قوات الدفاع الجوي في الصحراء غرب العراق. ونشرت صورته وأخفت معظم ملامحه عدا جزء من رأسه. وقال الدباغ ان صناديق تحتوي على رؤوس أسلحة دمار شامل تم تسليمها الى وحدات انتشرت في الخطوط الأمامية، بما فيها وحدته. وأوضح ان هذه الأسلحة كانت ستستخدمها قوات فدائيي صدام ووحدات من الحرس الجمهوري. وقال ان "هذه الصناديق التي جاءت من مصانع على مشارف بغداد تم تسليمها الى الجيش العراقي عن طريق وحدات الفدائيين، وتم نشرها في الخطوط الأمامية تحت جنح الظلام". وزاد انه كان مصدر المزاعم المثيرة للجدل التي ساقتها الحكومة البريطانية في الملف الذي أصدرته في ايلول سبتمبر العام الماضي عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، وفيه ان صدام يستطيع شن هجوم بأسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقة فقط. ويعمل هذا الضابط حالياً مستشاراً لمجلس الحكم العراقي الانتقالي. وأصر على ان المعلومات الواردة في ذلك الملف صحيحة، وقال: "انها معلومات دقيقة بنسبة مئة في المئة". وأضاف ان الضباط العراقيين كانوا يطلقون على هذه الأسلحة اسم "السلاح السري"، وتم تصميمها ليمكن اطلاقها بواسطة قنابل صاروخية محمولة بالأيدي. ويرى الدباغ انه كان من الممكن اطلاق هذه الصواريخ بأسرع من ال45 دقيقة التي يشير اليها ملف الحكومة البريطانية، وتم ابلاغ القادة المحليين بأنه ليس في وسعهم استخدام هذه الأسلحة إلا بناء على أوامر شخصية من صدام. وعن سبب عدم استخدامها قال ان "ذلك يرجع الى ان الجيش العراقي لم يكن يريد القتال من أجل صدام، وينبغي على الغرب ان يتقدم بالشكر لله لأن الجيش قرر عدم القتال". ويعتقد الدباغ ان أسلحة الدمار الشامل كانت مخبأة في مواقع سرية عن طريق الفدائيين وهي لا تزال داخل العراق. وقال: "ان الناس لن تتحدث عن هذه الأسلحة إلا بعد إلقاء القبض على صدام". وكشفت صحيفة "ذي صنداي تلغراف" سراً مفاده ان العقيد الدباغ قام بالتجسس لصالح حركة "الوفاق الوطني" العراقية التي كانت تتخذ لندن مقراً لها. وقدم تقارير الى الاستخبارات البريطانية عن خطط صدام لنشر أسلحة الدمار الشامل منذ أوائل عام 2002. كما قدم معلومات تفصيلية للاستخبارات البريطانية عن تحركات القوات العراقية وقوات الدفاع الجوي قبيل نشوب الحرب.