جدّد كبير مفاوضي الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو تأكيده توقيع اتفاق سلام نهائي في السودان في آب اغسطس المقبل، فيما اعربت واشنطن عن رغبة الرئيس جورج بوش حضور مراسم التوقيع على هذا الاتفاق خلال جولته الافريقية. وأنهى سيمبويو زيارة الى الخرطوم استمرت اربعة ايام اجرى خلالها محادثات مع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه ومستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين والوفد الحكومي المفاوض كما التقى قيادات جنوبية متحالفة مع الحكومة واخرى معارضة لها. وتلقى خمس مذكرات من جهات مساندة لنظام الحكم ابرزها الهيئة الشعبية للدفاع عن العقيدة والوطن ترفض فيها علمانية العاصمة، كما زار مناطق جنوب النيل الازرق وجبال النوبة ولقاوة. وأكد الوسيط الكيني ان آب المقبل سيشهد توقيع اتفاق سلام نهائي في السودان، وانه سيطرح مشروع اتفاق توفيقي على الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الشهر المقبل بعد عقد لقاءات مع قادة الحركة في رمبيك في جنوب البلاد. وعن الجدل بين طرفي النزاع في شأن وضع العاصمة قال سيمبويو: "بروتوكول مشاكوس لم يتناول أمر العاصمة ولم يكتب عنه شيء"، لكنه أقرّ بأن "السودان متعدد الأعراق والديانات"، ولفت الى ان "السودانيين جميعاً دفعوا ثمن الحرب وعليهم التمسك بخيار السلام". واضاف: "السلام اعمق بكثير مما نراه على السطح حيث يطالب ابناء الجنوب بتقرير مصيرهم عبر استفتاء شعبي فيما يرى الشماليون ان حياتهم ارتبطت بالدين بطريقة لا يمكن فصله عن حياتهم العادية". واعلن المستشار الرئاسي للسلام ان حكومته تطالب باجراء استفتاء على اتفاق السلام النهائي المتوقع توقيعه مع "الحركة الشعبية" لضمان الالتزام به ولايجاد دعم شعبي تلتزم به كل الاطراف، كما دعا الى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في فترة لا تتجاوز عاماً من بداية الفترة الانتقالية، ووعد بقبول حكومته بنتيجتها حتى لو كانت إبعادها عن السلطة. وتوقع ان يطرح الوسطاء على طرفي النزاع وثيقة اتفاق نهائية الشهر المقبل لدراستها، وقال انه التمس من سيمبويو عدم "الاستغراق في المسائل التي لا تشكل موضوعات اساسية للتفاوض"، وزاد: "قناعتنا ان السلام لن يدوم بعد التوقيع عليه من دون انتخابات واستفتاء". وأبدت واشنطن رغبة في حضور الرئيس جورج بوش مراسم توقيع اتفاق السلام السوادني في نيروبي خلال جولته الافريقية التي تشمل السنغالوجنوب افريقيا ونيجيريا المقرر لها منتصف تموز يوليو المقبل. وذكرت صفحة البيت الابيض في الشبكة العالمية للمعلومات انترنت ان "هناك رغبة لدى الرئيس بوش في ان يتوقف في شرق افريقيا لحضور مراسم توقيع اتفاق السلام في السودان" خلال جولته في المنطقة التي تستمر ثمانية ايام. الى ذلك، وقّع قائد "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الفصيل المتحد الدكتور لام اكول الذي انشق عن الحكومة وأسس مع آخرين "حزب العدالة" المعارض، اتفاقاً مع قائد قوات دفاع جنوب السودان اللواء فاوليتو مايتب المتحالف مع الحكومة.