وقعت وزارة النفط السورية مع شركتين أميركيتين "ديفون" للطاقة و"غلفساندز" للبترول المحدودة عقد اكتشاف وتطوير انتاج النفط والغاز على مساحة 11 ألف كيلومتر مربع شمال شرقي البلاد ولمدة 25 عاماً وبكلفة أولية نحو 30 مليون دولار. وقع العقد عن الجانب السوري وزير النفط الدكتور إبراهيم حداد ومدير "الشركة السورية للنفط" أحمد معلا، وعن شركة "ديفون" جيمس هاكيت و"غلفساندز" جون دوريير، بحضور عضوي الكونغرس الأميركي داريل عيسى وروبرت ويكسر والسفير الأميركي في دمشق ثيودور قطوف. وارجعت مصادر نفطية أهمية العقد، الأول من نوعه الذي يوقع في سورية مع شركات أميركية ولمدة طويلة، إلى الجهود التي يبذلها النائب عيسى في عرض حوافز سياسية على سورية كبديل لقانون المحاسبة. وأشارت المصادر إلى أن توقيع العقد يشير إلى وجود رغبة أميركية باستمرار التعاون مع سورية على المدى الطويل، على رغم فترة الجمود التي تشوب العلاقات بعد التهديدات الأميركية الأخيرة لسورية. وحصلت الشركتان بموجب العقد الذي يشمل المنطقة 26 في شمال شرقي سورية، على الحق الحصري في التنقيب عن البترول وتنميته وانتاجه في المنطقة. وتلتزم الشركتان خلال السنوات الأربع الأولى من الاتفاق بإكمال دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية والحصول على معلومات سيزمية وحفر آبار استكشافية. ويتضمن العقد ثلاث مراحل ينفق خلالها نحو 30 مليون دولار أميركي وتمتلك الحكومة حصة نقدية أو عينية بنسبة 5.12 في المئة من كل البترول المنتج وتخصص نسبة 50 في المئة استرداد تكلفة من أصل 5.87 في المئة المحسومة بعد حسم حق الحكومة. وأكد الدكتور حداد أن "الموقع مأمول ومساحته واسعة والمنطقة المحيطة به تعد بانتاج نفطي جيد". وعبر عن أمله في أن يتم الانتاج في المرحلة الأولى من دون حاجة إلى المراحل الأخرى. وأشار إلى أنه مع بدء الانتاج التجاري سيتم توقيع عقد شركة جديدة مشتركة يتم الانتاج على أساسها. وأعلن ان هناك 12 موقعاً مهيئاً للاستكشاف حالياً وباستطاعة الشركات التقدم لغاية 15 حزيران يونيو. واعتبر هاكيت ان هذه الشراكة تعزز وجود شركة "ديفون" في الشرق الأوسط وتركز على الاستكشاف حول المناطق التي ثبت وجود نفط فيها والتي يمكن، بمرور الوقت، أن توسع أفق التعاون بين "ديفون" و"الشركة السورية للنفط" ضمن مشاريع تعزيز انتاج وتطوير إضافية في المنطقة. وأكد دوريير أن "منطقة الشرق الأوسط منطقة مهمة للشركة، وهذا الاتفاق يؤسس وبقوة نواة عملنا في سورية، ويوفر قاعدة صلبة لمشاريع تعاون مستقبلية مع الشركة السورية للنفط". وتعتبر "ديفون" أكبر شركة للطاقة في العالم، إذ تمتد عملياتها في أميركا الشمالية وغرب افريقيا وروسيا والشرقين الأقصى والأوسط. أما شركة "غلفساندر" للنفط المحدودة فموطنها الخاص في هيوستن - تكساس في الولاياتالمتحدة، وتقوم بالتنقيب عن النفط والغاز في الولاياتالمتحدة وكولومبيا وسورية. وتنتج سورية نحو 600 ألف برميل من النفط الخام يومياً. وتعرضت صناعة النفط السورية لهزة قوية عندما أوقفت القوات الأميركية إمدادات النفط العراقي خلال الحرب الاخيرة، ما دعا سورية إلى خفض صادراتها بنسبة 10 في المئة. وتردد أن بغداد أمدت سورية عبر أنبوب النفط بين البلدين خلال العامين الماضيين بنحو 200 ألف برميل يومياً من خام البصرة الخفيف.