توقع سورية يوم السبت المقبل مع شركتين اميركيتين عقداً لاكتشاف وتطوير انتاج النفط والغاز في المجمع 26 في الشمال الشرقي من سورية يستمر 15 سنة، في أول عقد من نوعه توقعه سورية مع شركات أميركية منذ فترة طويلة. قالت مصادر نفطية ل"الحياة" ان وزارة النفط السورية ستوقع بعد غد عقداً لاكتشاف وتطوير النفط والغاز في شمال شرقي البلاد مع شركتي "ديفون" للطاقة و"غلفساندز" للبترول المحدودة الاميركيتين يستمر 15 سنة. وقال عاملون في صناعة النفط ان هذا العقد، وهو الاول من نوعه الذي توقعه سورية مع شركات اميركية لمدة طويلة، يكتسب اهمية خاصة في الظروف الراهنة، اذ يدل على وجود رغبة اميركية في استمرار التعاون مع سورية لفترات طويلة ويأتي بعد فترة جمود في العلاقات والتهديدات الاميركية الاخيرة لسورية. وسيوقع وزير النفط السوري الدكتور ابراهيم حداد وممثلو شركتي "ديفون" للطاقة و"غلفساندز" على عقد اكتشاف وتطوير الانتاج في المجمع 26 في الشمال الشرقي من سورية. يشار الى ان "الشركة السورية للنفط" قامت بتشغيل المجمع 26 لمدة تزيد على ثلاثة عقود تم خلالها اكتشاف وتطوير سلسلة من حقول النفط الكبيرة التي تنتج حالياً 120 الف برميل من النفط يومياً. ويغطي المجمع 26 مساحة اجمالية قدرها 11 الف كيلومتر مربع تحتوي على بنية تحتية للانتاج والمعالجة والتخزين والنقل تستخدمها حالياً "الشركة السورية للنفط" لتصدير النفط من سورية عبر موانئ البحر الابيض المتوسط في بانياس وطرطوس. ويتضمن العقد التزام شركتي "ديفون" و"غالفساندز" خلال السنوات الاربع للعقد اتمام دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية اقليمية واعادة معالجة معلومات زلزالية. وحصلت الشركتان على 500 كيلومتر مربع من المناطق الزلزالية 2د واكتشفت وحفرت اربع آبار، اثنتان منهما لفحص المخزون القديم. وتتوقع المصادر النفطية ان تقوم الشركتان بتطوير واكتشاف آبار جديدة في المجمع 26 وانتاجها بواسطة منشآت "الشركة السورية للنفط" الحالية لاختصار فترة التطوير وزيادة الفعالية الاقتصادية للعملية. واكدت ان الشركتين وافقتا على العمل مع "الشركة السورية للنفط" في مجالات التدريب الفني في سورية. وتعتبر "ديفون" اكبر شركة للطاقة في العالم ولديها عمليات في اميركا الشمالية وغرب افريقيا وروسيا والشرقين الاقصى والاوسط. اما مقر شركة "غالفساندز" للنفط المحدودة فهو في هيوستن ولاية تكساس وتقوم بالتنقيب عن النفط والغاز في الولاياتالمتحدة وكولومبيا وسورية. وتنتج سورية نحو 600 الف برميل من النفط الخام يومياً. وتعرضت صناعة النفط السورية الى هزة قوية عندما اوقفت القوات الاميركية امدادات النفط العراقي الى سورية خلال الحرب على العراق، الامر الذي دعا سورية الى خفض صادراتها بنسبة 10 في المئة. وتردد ان بغداد امدت سورية عبر انبوب النفط بين البلدين خلال العامين الماضيين بنحو 200 الف برميل يومياً من خام البصرة الخفيف. وقالت مصادر ان سورية اعتمدت على تكرير النفط العراقي للاستهلاك المحلي، ما سمح لها بزيادة صادراتها من انتاجها النفطي الى اوروبا. وكانت تقارير صدرت عن صناعة النفط العالمية قالت ان احتياطات النفط المؤكدة في سورية تكفي للانتاج لمدة عشر سنوات فقط، لكن المسؤولين في وزارة النفط السورية أكدوا في تصريحات سابقة ان الوزارة لديها دراسات تشير الى ان انتاج النفط في سورية سيستمر حتى سنة 2040. وتسعى الحكومة السورية الى التوسع في التنقيب عن النفط والغاز لتعويض تراجع الاحتياطات. كما عززت الحكومة جهودها في التحول من استخدام النفط الى استخدام الغاز في توليد الطاقة الكهربائية. وتملك سورية مصفاتي نفط في بانياس وحمص وتبلغ طاقة التكرير الاجمالية نحو 240 الف برميل يومياً، منها 132 الف برميل في مصفاة بانياس و 108 آلاف برميل يومياً في مصفاة حمص. وتخطط سورية لبناء مصفاة ثالثة في دير الزور بطاقة تكرير أولية تصل الى 60 الف برميل يومياً وترتفع الى 120 الف برميل في مرحلة لاحقة.