لم يقتصر أمر العقوبات التي تود الولاياتالمتحدة الأميركية فرضها على معارضي حربها على العراق، على السياسة، بل انتقل في شكل مفاجئ الى الفن بعد نشر موقع على الإنترنت لائحة سوداء لمشاهير من هوليوود في مختلف المهن الفنية والتقنية اعربوا علناً عن معارضتهم للحرب. كأن حمّى الانتصار التي اصابت العقل الأميركي عموماً، جعلت بعض المحافظين يتجهون الى حيث لم ينتظر أحد: الى الفن، في محاولة لطمس اي رأي آخر مغاير للرأي السائد الممجّد للقوة والسيطرة في داخل الولاياتالمتحدة قبل اي مكان آخر في العالم خارجها. بل كأنما مطلوب من عشرات الفنانين في هوليوود الذين رفعوا رايات السلام وانتقدوا منطق الحرب والعنف لأنه سيزهق اروحاً بريئة، ان يتراجعوا عن افكارهم ويؤيدوا الحرب التي خيضت "للموافقة على نمط حياتنا" كما قال موقع الإنترنت الذي لم يكشف اصحابه عن هويتهم. منذ سنوات قال سيناتور أميركي كبير: "ان السياسة الأميركية تُصنع في هوليوود لا في واشنطن". اللائحة السوداء الجديدة تريد القول ان الفن يُصنع في واشنطن لا في هوليوود. ومع ان بعض الفنانين والفنانات عدلوا عن تقديم اعمال كانوا حضّروها عن الحرب على العراق التي كانت متوقعة طويلة الأمد ونتائجها كارثية على العالم ككل فجاءت قصيرة وخاطفة ولو بنتائج كارثية على العراق وحده مثل مادونا... مع ذلك فإن موقع الإنترنت المجهول ذكرهم اسماً اسماً قائلاً: "نحتج بفخر على مشاهير هوليوود الليبراليين الذين لم يكن لديهم افضل من انتقاد رجالنا ونسائنا". فهل لائحة الأسماء هي مقدمة لإجراءات انتاجية قد تصدر بحق الشخصيات الواردة فيها؟ والسينما الأميركية التي كانت تطرح نماذج اسطورية عن المقاتل الأميركي في العالم عندما كان العالم محكوماً بجبارين، هل تذهب ومعها الفن الأميركي عموماً الى طرح الثقة بكل من يشكك بتلك الأسطورية في زمن حكم العالم بجبار واحد؟! الجواب عند الأربعة وأربعين فناناً اميركياً الذين يمكن ان يُطلبوا... للعدالة!