بعد نجاح باهر وأعمال لافتة جعلتها النجمة العالمية ومغنية البوب الاكثر شهرة، اطفأت مادونا أخيراً شمعة سنتها العشرين في عمرها الفني المتميز واشعلت ناراً متأججة من الانتقادات والجدال حول عملها الاخير "حياة أميركية". وسحب شريط الفيديو الذي يصور الاغنية "حياة اميركية" وينتقد سياسة الولاياتالمتحدة ولجوءها إلى الحرب ضد العراق. وأوضحت مادونا انها محظوظة لكونها اميركية تستطيع ان تعبر عن نفسها بحرية. وقالت دفاعاً عن كليب الاغنية: "لست ضد الرئيس بوش ولست مع العراق انما مع السلام. قدمت اغنيتي لأعبر فيها عن نظرتي تجاه ثقافتنا وقيمنا وعن الوهم الذي يعيشه شعبنا أي ما يُسمى "الحلم الاميركي". وشرحت مادونا انها انتقدت من خلال اغانيها طغيان العنصر المادي على حياة الاميركيين لتخبر الناس ان السعادة ليست كل شيء: "صحيح انني املك ثروة الا انني لست سعيدة، اعرف ان ما اقوله سيثير جدلاً ولا اتوقع ان يوافقني احد الرأي". وحققت مادونا مرادها في ما يختص بالضجة الاعلامية التي ترافق اصدار اعمالها. وحصد "حياة اميركية" دعاية وتغطية اعلامية جعلته يحتل المراكز الاولى في الصحف والمجلات والاذاعات والتلفزيونات الاميركية ومواقع الانترنت. غير ان الدعاية هذه المرة جاءت في معظها سلبية وانهالت الاقلام تنتقد العمل بحدة وسخرية لاذعة. فها هي مجلة "تايم" تنشر مقالاً يصدر نهار الاحد المقبل، ينتقد كاتبه عمل مادونا الأخير ويعتبره "اسوأ ما قدمته الفنانة على الاطلاق في مشوارها المتميز لما يشكو من نواقص، ولأنه يتضمن كلمات سطحية ولحنه ايقاعي خفيف". وانتقد برفاز غريبس في "سياتل بوست انتليجنس" غريبس "استهزاء مادونا من طغيان العنصر المادي والسطحية على حياة المجتمع الاميركي في حين تعيش هي في رفاهية ورخاء"، ويقول: "فلتنتقد نفسها قبل الآخرين". وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" ان اعمال مادونا الاخيرة تعطي دليلاً مهماً على "اهتزاز مكانتها الفنية". واشارت الصحيفة الى خفوض مبيعات ألبومات مادونا في الولاياتالمتحدة منذ انطلاقتها مع عشرة ملايين شريط لعام 1984 إلى ما يقل عن 3 ملايين ألبوم عام 2000. ولفتت الصحيفة الى ان شركات الانتاج باتت تتوجه اليوم نحو فنانات اكثر تألقاً وشباباً في عالم البوب". في المقابل، قال عدد كبير من النقاد والصحافيين والمنتجين أن مادونا "اقوى من الاشاعات". تجدر الاشارة الى ان تاريخ مادونا الفني مميز جداً، ولاقت اعمالها رواجاً وشهرة قلّ نظيرهما، وشكلت ظاهرة في عالم الفن وحازت القاباً وجوائز كثيرة. وأثارت اعمالها الغنائية والسينمائية والمسرحية وكتبها جدالات عدة وحفيظة المحافظين. وتصدر مادونا في ايلول سبتمبر المقبل كتاب "انغليش روزز" ورود انكليزية فهل يترافق كتابها الجديد بضجة اعلامية جديدة؟