سعود بن طلال يطلق عددا من الكائنات الفطرية في متنزه الأحساء الوطني    أمانة الشرقية تستثمر في الائتمان الكربوني دعما لسلامة المناخ    رينارد يتحدث عن موقف الثنائي من لقاء اندونيسيا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1%    أمير الشرقية يطلق هوية مشروع برج المياه بالخبر    وزير الدفاع يستعرض مع حاكم ولاية إنديانا الأمريكية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين    مستشفيات دله تحصد جائزة تقديم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في السعودية 2024    قسطرة قلبية نادرة تنقذ طفلًا يمنيًا بمركز الأمير سلطان بالقصيم    مستشفى الأسياح ينقذ حياة رضيعة عمرها 27 يوماً    «التعليم»: إلغاء ربط العلاوة بالرخصة المهنية    القبض على باكستاني لترويجه 6.6 كلجم من الشبو بمنطقة الرياض    9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    مهرجان وادي السلف يختتم فعالياته بأكثر من 150 ألف زائر    الملتقى البحري السعودي الدولي الثالث ينطلق غدًا    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    قمة مجموعة العشرين تنطلق نحو تدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع    القيادة تهنئ ملك المغرب بذكرى استقلال بلاده    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    لغز البيتكوين!    الله عليه أخضر عنيد    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"نفحة إيمان" مذكرات الملكة نور الحسين عن الأردن في 20 عاماً . اسمي أثمن هدية قدمها الحسين إلي وكنت أقف أمامه كي أحميه 7
نشر في الحياة يوم 05 - 05 - 2003

تواصل الملكة نور الحديث عن تفاصيل الايام الاولى لعقد قرانها على الملك الحسين وتعرفها على افراد عائلته، وتسرد معلومات عن محاولات اغتياله الفاشلة. وتتحدث الملكة نور عن مراحل اشهارها الاسلام ونطقها بالشهادتين، وعن المفاجأة باعلان العاهل الراحل اعطائها لقب ملكة.
علمت لاحقاً، أنه مع وصولنا الى مقاعدنا قرب الملك في وسط الصف الأمامي، نظر أحد الحاضرين الى معاون الملك بتعجب مشيراً إليّ. أجاب المعاون بالنظر الى الحضور خلفه محيياً. وأخبرني بعض الأصدقاء لاحقاً أنهم رأوا طريقة نظرة الملك إليّ حين وصلت كما لو أن "أشعة الشمس تنبعث من عينيه". وكان رأي الجميع أنني كنت واثقة من أنني سأصبح زوجة الملك حسين.
"سيتزوجان حتماً"، قالت ليلى شرف لصديقتها الحميمة نور شاكر وهما تغادران الحفل.
بدأ الحسين يطالبني بجواب قائلاً انه لا يمكنني البقاء هكذا. حاولت اطلاعه على تفاصيل حياتي كامرأة عاملة قبل مجيئي الى الأردن ومناقشة المشكلات التي قد تنتج من زواجنا. "لا أريد أن أعرف شيئاً"، كان رده. كان واثقاً من أننا سنكون معاً حتى ان ثقته أصابتني بالعدوى. بدأ ايمانه يؤثر فيّ.
كان احترامي له طاغياً واعجابي بمعتقداته وأهدافه كبيراً. بغض النظر عن الإشاعات والأقاويل، كنت أعرف حقيقته: رجل ذو شخصية قوية وقناعة ولياقة. كنت شديدة الاعجاب به، لكنني علمت ان زواجنا لن يكون عادياً.
كانت لدي صورة غير مكتملة عن المستقبل، لكنني علمت انه مهما حصل، يبقى لي عملي والانجازات التي ستراني الأمة من خلالها. أعلمني الملك بطرق عدة أنه سيقدّم إليّ العون. هذه الحقيقة ساعدتني أيضاً على اتخاذ قراري. كان عندي واجب أقوم به تجاه بلد أحببته والى جانب رجل عظيم. معاً نحدث تغييراً. "هل أتصل بوالدك؟" سألني مجدداً في الثالث عشر من أيار، بعد مضي 18 يوماً على طلب يدي. كنّا في الهاشمية. بعد ظهر ذلك اليوم، وقد وضعنا الأولاد في الفراش للقيلولة. نظرت اليه ورأيت الإخلاص في عينيه وسمعت الثقة في صوته. كانت أمي محقة في شأن تلك العينين. فأجبت بالإيجاب.
"أصبت بالدهشة الخفيفة".
هكذا علّق والدي وهو يصف كيف التقط سماعة الهاتف في مطبخ منزله في نيوجيرسي ليسمع صوت الملك حسين العميق يقول: "لي الشرف بأن أطلب يد ابنتك للزواج".
كان آخر لقاء علم به أبي في آذار مارس حين مدّد الملك حسين دعوته لي لأتمكن من زيارة الهاشمية. وقال: "ظننت أنه مجرد غداء". وصعقت أمي كذلك حين اتصلنا بها لاحقاً عبر خط غير مراقب من غرفة الراديو الخاصة بالملك في الهاشمية. أخبرتها انني واقعة في الحب وسأتزوج الرجل ذا العينين الجميلتين. سكتت قليلاً لتلتقط انفاسها وقالت انها سعيدة لأجلي. نصحني كلاهما بالتروي ودراسة قراري بعمق من غير أن يعلما الحديث المطوّل الذي جرى بداخلي. وقد عنى لي كثيراً اهتمامهما الحنون، فعوضاً عن التفكير بالنفوذ والمصالح التي قد يربحاها ركّزا على سعادتي أنا. كلاهما يحب الملك حسين لكنهما خشيا التحديات التي ستواجهني كزوجة له.
لم تعجب والدتي فكرة عيشي بعيداً وعبّرت عن قلقها في شأن اختلاف خلفيتنا الثقافية التي قد تحول دون تمكننا من فهم وجهات نظر احدنا الآخر. أخبرتها بأحاديثنا المطوّلة وكيف أنني لم ألقَ مثله شخصاً يسهل التحدّث اليه. أما مخاوف والدي فكانت أقرب الى السياسة. فتساءل ان كنت مستعدة لتحمل عادات العائلة المالكة والبلاط. وكان قلقاً على سلامتي نظراً للأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط. فقد كانت التهديدات حول حياة الملك تنشر عالمياً وخشي أنني قد أواجه المصير نفسه.
في الواقع، كانت المحاولات التي استهدفت الملك حسين شيئاً في عداد الأساطير. في احدى المرات في أواخر الخمسينات، كادت طائرته تُرغم على الارتطام بالأرض فوق سورية من قبل طائرات "ميغ"، واقتربت الطائرات المهاجمة من طائرته لدرجة كبيرة. وظهرت محاولات أخرى للاعتداء على حياته، خصوصاً خلال السنوات الأولى من تسلمه العرش، مستوحاة من القرون الوسطى. في احدى المرات، أقدم الخادم الخصوصي للحسين على ملء زجاجة قطرات الأنف التي يستخدمها الملك بمادة حمضية واكتشفت المادة القاتلة عندما انكسرت الزجاجة مصادفة بعدما وقعت في المغسلة وأدت محتوياتها الى تآكل الطلاء. وكان السم السلاح الذي اختاره شخص آخر كُلّف تنفيذ محاولة اغتيال، وهو مساعد طباخ في البلاط رشاه ابن عم له في الاستخبارات السورية. وكُشفت الخطة عندما بدأت قطط ميتة تظهر حول القصر في عمان، واتضح ان الطباخ، الذي لم يكن يعرف استخدام السم، لجأ الى تجريبه على قطط في المنطقة. وجرت محاولات اخرى متنوعة، من نوع تقليدي أكثر، لقتل الملك في الأردن، كانت احداها نصب كمين على الطريق من المطار. وأخرى على الطريق الى مزرعته في الحمر. وكان خاله الشريف ناصر لسوء حظه موجوداً في الحادثتين، بالإضافة الى هجوم طائرات "الميغ". في الواقعة الأولى، دفع الحسين خارج السيارة ورماه في خندق عندما بدأ اطلاق النار، ثم رمى بنفسه فوقه. وكان الملك حسين يضحك دائماً عندما يتذكر الحادثة، قائلاً ان الخطر على حياته من احتمال أن يخنق تحت وطأة خاله كان أكبر من الموت بطلقات الرصاص. وفي الواقعة الثانية، كان الشريف ناصر هو الذي كاد يموت. كان هو والملك يقودان سيارتين مكشوفتين من طراز "بويك" وأطلق المسلحون النار خطأ على سيارة الشريف الناصر، فتهشم الزجاج الأمامي للسيارة وثقب أحد اطاراتها، لكن الطلقات أخطأته بأعجوبة.
ونجا الملك من محاولات أخرى كثيرة كادت تودي بحياته على امتداد السنين، لكنها لم تكن تقلقه. فقد آمن بالقدر وبإرادة الله. ومثل كل المسلمين، كان يؤمن بأن الله وحده، سيقرر متى وكيف يموت. كان يحمل دائماً مسدساً، وهي عادة لازمته منذ أن كان مراهقاً بعد اغتيال جده الملك عبدالله. كما حرص أن تكون المفرزة المختارة لحراسته الأحسن تدريباً والأفضل تسليحاً في العالم. وفي الوقت الذي التزم الحذر، لم يسمح للمخاوف الأمنية أن تعيق نشاطه.
لم تكن قدرته على مغفرة أعدائه أقل شهرة من محاولات الاغتيال التي تعرض لها. كان ذلك شيئاً غير عادي، خصوصاً في منطقة لم يكن الخصوم السياسيون فيها يعاملون بتعاطف. ولم يُعف فحسب عن الجنرال في الجيش الأردني، علي أبو نوار، الذي حاول أن يطيح الملك حسين بل عيّنه لاحقاً سفيراً للأردن لدى فرنسا.
أبدت وسائل الإعلام اهتماماً أكثر مني بالمخاطر التي تحيط بالملك. وكانت معظم المقابلات التي أجريت معي في الأيام الأولى تبدأ بأسئلة عن التهديدات لحياته، وما اذا كان احتمال العنف جعلني اتردد في قبول عرضه الزواج. لكن حقيقة الأمر هي انني لم أُعر أي انتباه لسلامتي الشخصية. فلم أكن أستطيع أن أتخيل نفسي هدفاً سياسياً.
وعلى رغم الهواجس التي انتابت والديّ، فقد باركا الزواج. وخططت والدتي للقاء بي بهدوء في باريس كي أبحث عن فستان العرس وبعض الملابس المناسبة. كانت خزانة ثيابي كلها آنذاك تتألف من ثلاث تنانير وبضعة قمصان وسترتين وبنطلونات جينز زرقاء. وأدركت على رغم ما اعتدته من اعتدال في الملبس، انها لم تعد كافية. قررنا ان نبقي الخطوبة طي الكتمان حتى عودتي من باريس. إذ أدركنا انه في حال اعلانها لن تكون لدي أي حرية للحركة، لكن خطتنا أحبطت فوراً.
اكتشفت ان الملك حسين لم يكن يحب أن يحتفظ بالأخبار الطيبة لنفسه. في صباح اليوم التالي في مكتبه في الديوان أبلغ النبأ الى ابن عمه الأمير رعد، الذي لم يكن بدوره قادراً على أن يحفظ النبأ السار، فبدأ فوراً يهلهل في أرجاء الديوان. وبحلول الظهيرة، كان النبأ انتشر في عمان كلها وهكذا حُسم الأمر. لم أتمكن من السفر للقاء والدتي أو تنظيم أي شيء. بدلاً من ذلك، مع اعلان النبأ رسمياً بعد يومين، كنت أصبحت بصورة أو بأخرى حبيسة في عمان. أشعر بالذهول حتى الآن عندما أتذكر كيف حُزم كل ما أملكه بسرعة ونُقل الى "المأوى"، وهو منزل صغير في مجمع بلاط بسمان الملكي. كان المنزل ملاذاً مفضلاً للملك عبدالله، الجد المحبوب للملك الحسين، يأوي اليه بعيداً عن ضغوط العائلة والعمل، ويحتل مكانة خاصة لدى حفيده. وكان الحسين يتذكر بحنين أوقات العصر الهادئة عندما يؤدي الصلاة في الحديقة، أو يتحدى جده في لعبة شطرنج. لكن الفضاء الهادئ والتأملي كان تغير كثيراً. فقد أصبحت واجهة المبنى نسخة مشوهة للبناء الحجري البسيط الأصلي، وكُسيت الأرضيات داخل المنزل بسجاد وبر أشعث بظلال بنية اللون.
الحياة كما كنت أعرفها انتهت. خُصّص لي أحد سائقي البلاط، وحينما ذهبت بالسيارة، سواءً كراكب أو كسائق، كانت سيارة حماية تتبعني. ولأسباب أمنية، لم أتمكن من زيارة مكتبي وحتى لآخر مرة، كما لم أعد أبداً الى شقتي. وكان توقفي المفاجئ عن العمل أمراً يصعب في شكل خاص تقبله. كنت أعرف ان موظفي مكتبي مؤهلون تماماً، لكنني شعرت على رغم ذلك بحرج شديد لتركهم في وضع صعب. لكن القرار لم يكن في يدي. واسيت نفسي بأن الأمر لن يكون كما لو أنني لن أعمل مجدداً فهذا ليس سوى تعديل في حياتي.
عُقد مؤتمر صحافي، لكن، عدا ذلك، استجاب البلاط لرغبتي ان يختصر الاتصال مع وسائل الإعلام الى أدنى حد. شعرت بقوة أنه ينبغي حماية الجانب الشخصي والخاص للوضع، إلاّ أن جهودي لم تمنع التكهنات الإعلامية. وقيل الكثير في شأن فارق السن بيننا. كان في الثانية والأربعين وكنت في السادسة والعشرين، لكنني لم أشعر بذلك اطلاقاً. ارتبطنا معاً بصلة طبيعية قوية، وكنت أقدّر حكمته وتجربته. كما جرت الإشارة الى الفرق في طول القامة، آخذاً في الاعتبار أنه كان اقصر انشين مني. وبدا هذا، أيضاً، شيئاً سخيفاً بالنسبة إليّ. كان همي الوحيد، الذي لم يختف كلياً أبداً، هو ما إذا سأكون مؤهلة للقيام بدور زوجته ورفيقته واستحق ثقته بي.
لكن الصحافة لم تسأم، ومرة تلو الأخرى، تمكن صحافيون من تخطي بدالة الهاتف في القصر والاتصال في شكل مباشر ب"المأوى". وفي مثل هذه الحالات كنت أتظاهر بأنني شخص آخر بينما كان المراسل على الجانب الآخر من المكالمة يلجأ الى كل أنواع الحيل لتدبير اتصال ما بخطيبة الملك. ويا لها من مفارقة، ان اكون طرفاً في لعبة القط والفأر هذه مع الصحافة، فيما كنت أطمح قبل ذلك بوقت غير بعيد بأن أكون صحافية.
لم أبح بأي معلومة، لكن إصرار الإعلام كان مرهقاً الى حد انني طلبت من مليحة عازر، وهي صديقتي في مدرسة الطيران المدني أن تقبل بالعمل عندي، فوافقت رأفة بي وحمتني من الصحافة النهمة.
لم أكن سجينة. كان في إمكاني التحرك كما أشاء، إذ أمّن لي الحسين سيارة من ماركة "لانسيا" فضية اللون كانت أهديت إليه. حتى اليوم، لا تزال رائحة فراش سيارة جديدة تبعث فيّ ذكريات رائعة من تلك الحقبة في حياتي. كنت أقود بنفسي مراراً وبقيت كذلك طوال حياتي الزوجية.
أثمن هدية قدمها الملك لي هي اسمي. اقترح علي غندور اسم "أليسار" تيمناً بالملكة الفينيقية وهو يشبه اسم ليزا، لكن الملك رأى انه يشبه لفظة "اليسار". وفي الحقيقة، لم يكن هذا خطأ تماماً لأنني كنت أكثر تحرراً من معظم المحيطين به. في أحد الأيام أثناء جلوسنا في الهاشمية، قال الملك فجأة "نور".
نور. فسّر لي ما يعنيه الاسم بالعربية. سيكون اسمي "نور الحسين". خلال الأسابيع القليلة التالية، بدأ التحول تدريجياً في عقلي وأحلامي. أصبحت نور.
لم تتقبل عائلتي اسمي الجديد بالحماسة نفسها، خصوصاً أمي. كنت أتفهّم ذلك طبعاً. إذ سمّتني بنفسها وعرفتني طوال 26 عاماً باسم "ليزا". تركت لها حريتها لكنني أصبحت أكثر عناداً بعد سنوات قليلة. كنت أشعر بأنها تأخذ موقفاً ضدي بمناداتي "ليزا" رافضة على طريقتها الخاصة تقبّل هويتي الجديدة وحياتي. ما لم تفهمه حتى فسرت لها بقوة هو انني قمت بالتزام لمدى الحياة حين وافقت على الزواج من الملك حسين، وإذا كانت تحبني وتساندني فعليها أن تتقبل هذا الالتزام بنفسها. لم تنادني "ليزا" بعد ذلك أبداً.
علمت انني سأصبح مسلمة لذا قضيت وقتاً طويلاً في ذلك البيت الصغير أدرس الإسلام. لا يفرض الدستور الأردني أن تكون زوجة الحاكم مسلمة. يفترض أن يكون الملك مسلماً متحدراً من سلالة الشريف حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى.
لم يربني والدي وفقاً لدين محدد وشجعاني دوماً على اختيار طريقي الخاص. وكان الدين الإسلامي أول دين يؤثر فيّ. إذ أعجبت كيف يشدّد على علاقة المؤمن المباشرة بالله، والمساواة في الحقوق بين جميع الرجال والنساء واحترام النبي محمد وجميع الأنبياء والرسل الذين جاؤوا قبله. لا مسلم أفضل من مسلم إلا بإيمانه.
فالصراحة والإخلاص والاعتدال صفات قليلة يدعو الإسلام إليها ومن خلالها يمكن أن يكون مسلم أفضل من آخر.
لم يقل الحسين لي إن عليّ ان اعتنق الاسلام. لم يطلب مني ذلك أبداً. القرار لي وحدي. فاعتناق دين جديد قرار مهم لن أتخذه لإرضاء أحد. لم ينتابني أي شك في خصوص هذا الموضوع. وللمرة الأولى في حياتي، أشعر بالانتماء الى مجتمع واسع. شعرت بالتواضع والشكر. فالصلاة التي أغرتني منذ اليوم الأول لوصولي الى طهران؟ أصبحت ذات معنى عميق بالنسبة إليّ.
عشت وحدي في "المأوى" وطلبت بعض الكتب عن الإسلام والتاريخ الأردني لأتمكن من التعلم قدر المستطاع. وبدأت أدرس العربية منذ وصولي الى الأردن والآن بدأت بزيادة محاولاتي. تابعنا الملك وأنا التعرف واحدنا على الآخر وبعدما تخليت عن حذري السابق وامتحاني لنفسي، وقعت في غرامه. أمضيت الكثير من الوقت مع أولاده الصغار. حين اطلع الحسين هيا على نبأ زواجنا وبأنها ستحصل على أم جديدة، قالت في صلاتها المسائية: "أرجوك ربي، أعطها عمراً طويلاً". فقد عانى هؤلاء الأطفال من خسارة والدتهم وبدأت أفهم لماذا كان شقيقها علي البالغ من العمر عامين يمسك بيدي مراراً ويرفض تركها.
حين أتذكر الآن فترة ما قبل زواجي هذه، أدرك أن هذه الأسابيع كانت ألطف وأسعد أيام حياتي. لم نتدخل، الملك وأنا، كثيراً في تفاصيل الزفاف مما خلصني من الاضطراب الذي قد يرافق مثل هذه المناسبات. طلبنا الوحيد من البلاط الملكي الذي تسلّم مهمة التنظيم عبر البروتوكول الملكي، كان أن يكون الحفل بسيطاً. في الشرق الأوسط، تستمر الاحتفالات بالزفاف لمدة ثلاثة أيام أحياناً، مع الولائم والموسيقيين والراقصين. إنما مثل الكثير من نساء جيلي، كنت أحلم بأن أتزوج حافية القدمين فوق قمة جبل أو في حقل من زهر الربيع. لم أرغب يوماً بحفل زفاف منمّق. كذلك ولأنني أعي الانتقادات حول التبذير الناتج عن فترة تدفق البترول في بلدان عربية عدة خلال السبعينات، كنت أتمنى أن نحدث بعض التوازن.
تدريجاً، بدأ الحسين يقدمني الى أفراد عائلته الآخرين. تعرفت الى شقيقه، الأمير محمد في الهاشمية. سمي محمد ولياً للعهد من 1952 حتى 1962 وفي عام 1971 أصبح رئيساً لمجلس شيوخ القبائل. وتأثرت كثيراً بالحفاوة التي رحب بي فيها الأمير محمد في عائلته. كما تعرفت بشقيق الملك الأصغر، ولي العهد الأمير الحسن وزوجته، ثروت المتحدرة من عائلة باكستانية مرموقة. عيّن الملك حسين شقيقه الذي نال تعليمه في أكسفورد ولي عهد عام 1965 لقلقه على الخلافة خلال السنوات الخطيرة المملوءة بالتهديدات على حياة الملك.
كان الأمير الحسن نائب الملك ومستشاره والقائم بالوصاية خلال غياب الملك عن البلاد، ولعب دوراً مهماً في الأردن. فنظّم خطة تطور البلاد وأسس "المجمع العلمي الملكي"، وشجع التواصل والتفاهم بين الثقافات. كان حسن يتمتع بروح الفكاهة وضحكته تصيبك بالعدوى، وكنت أحب أن أشاهد الشقيقين يضحكان عالياً خلال فترة الراحة النادرة بينهما.
اكتشفت في إحدى جلسات الشاي بأن زوجة حسن مهتمة كل الاهتمام بأمور التعليم وستؤسس مدرسة خاصة ممتازة ذات برامج تعليمية خاصة بالمعوقين عقلياً وأول مركز أردني متخصص بالصعوبات التعليمية.
في إحدى رحلاتنا الى العقبة، خطط الحسين لزيارة أقوم بها معه وشقيقته الأميرة بسمه الى قرية بدوية في وادي رم. كانت أول مرة أشهد تفاعل العائلة الهاشمية مع الشعب.
تحت أشعة الشمس اللاهبة، وتحت بيت الشعر، استقبلنا أفراد من القبيلة، واحداً تلو الآخر، فاستمعنا الى مطالبهم من مساعدة طفل مريض وتأمين مدارس ومنازل ووسائل نقل أفضل. سلّمنا الكثير منهم استدعاءات كما جرت العادة. كنت شديدة الإعجاب بصبر الأميرة بسمة ولياقتها وهي ترد عليهم بابتسامة وتستمع الى مطالبهم بكل صبر. بعد وفاة زوجته الثالثة، طلب الملك من شقيقته تأسيس منظمة لتأمين الأموال لبرنامج أظهرت الملكة السابقة اهتماماً به. زادت الأميرة الأموال كثيراً لتؤسس لاحقاً عدداً من مراكز للمساعدة الاجتماعية في جميع أنحاء الأردن. كما شاركت في ما بعد في مسائل تخص المرأة في الأردن ثم في أرجاء العالم.
كان الحسين يسافر مراراً خلال فترة خطوبتنا التي جاءت بين زيارة الرئيس أنور السادات الى اسرائيل واتفاقات كامب ديفيد بعد عام. كانت أمسياتنا معاً تقطعها باستمرار اتصالات هاتفية متعلقة باجتماعات مع زعماء عرب. صعقت من حدة شعور الملك بالمسؤولية ازاء ايجاد حل بين العرب لمؤتمر جنيف. كان يعود في أكثر الأحيان الى عمان بعد هذه الاجتماعات مقتنعاً بأن الشرق الأوسط على شفا الهاوية.
حاولنا خلق روتين على رغم الظروف القاسية. حين لا نكون معاً، كنا نتحدث غالباً عبر جهاز اتصال. كان الملك يحمل معه دائماً واحداً من الجهازين ليتمكن من البقاء على اتصال مباشر مع الحراس الملكيين، ورئيس الوزراء ورئيس البلاط الملكي. خلال فترة خطوبتنا، أعطاني الحسين واحداً من الجهازين واسماً مستعاراً.
أراد الحسين أن نتزوج في أقرب وقت ممكن، لكنه اقتنع بإعطاء الوقت الكافي لعائلتينا للتجمع في عمان. حددنا التاريخ في 15 حزيران يونيو، بعد يوم من عودة والدته الملكة زين من الرحلة التي تقوم بها كل عامين الى أوروبا، وهذا لم يترك أمامنا الوقت الكافي لترتيب أمورنا. أولاً، هناك مسألة فستان الزفاف فاقترحت مساعدة الحسين لسنوات عدة أن نرسل بطلب فستان من تصميم كريستيان ديور من لندن. جاء مصممان من ديور الى عمان وبحوزتهما تصاميم لفساتين لم أكن لأرتديها أبداً. أردت فستاناً شديد البساطة بعيداً تماماً من الغلوّ. أريتهما فستاناً من تصميم إيف سان لوران، بسيطاً بعض الشيء، كنت دفعت راتبي كله لأشتريه، وطلبت إليهما أن يستعملاه كنموذج. وجاءت النتيجة فستاناً حريرياً أبيض في غاية البساطة. واجهت صعوبة أكبر في اختيار الحذاء. كانت الموضة آنذاك للحذاء ذي الكعب المسطح العالي، وكان في رأيي قبيحاً وغير عملي. ولم نستطع إيجاد حذاء بكعب صغير في جميع أنحاء الأردن، ولم أرد أن أبدو أطول من زوجي. كنت عادة أضع خفين من ماركة "شول" لكنهما لا ينفعان في هذه الحال. في النهاية، ساعدتني صديقة على طلب حذاء خاص من بيروت. لم نعلم إن كان سيصل في الوقت المناسب، ولكنه وصل صباح يوم زفافي وفاحت رائحة الصمغ حين فتحنا العلبة.
قبل أيام، اصطحبني الحسين الى المطار لاستقبال عائلتي. كانت هذه زيارة شقيقي، كريستيان، وشقيقتي أليكسا، الأولى للأردن، والمرة الأولى التي يلتقيان خطيبي. تصفني شقيقتي قائلة إنني كنت أشع من الفرح و"أحلّق" فوق غيمة، ولم أتمكن من الإجابة عن أي سؤال من أسئلتها المتعلقة بالتدابير أو أي موضوع آخر.
أصبحت مسلمة صباح يوم زفافي. ظهر الحسين على باب المأوى نحو التاسعة صباحاً، وقال: "تنبّهت لتوي انك لم تعتنقي الإسلام رسمياً بعد". دخلنا غرفة الجلوس ورددت الشهادتين: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله". ثم بدأت أحضر للحفل. يمكن أن يعتبر زفافنا أكثر حفل زفاف ملكي بساطة في التاريخ.
صفف مصفف الشعر المخصص لي شعري أبسط تصفيف كما أقنعته. لم أضع أي مستحضر تجميل. غير انني أضفيت تقليداً غربياً على الحفل عبر وضع غرض مستعار وغرض آخر لونه أزرق. الأزرق هو هدية والدي، دبوس من الياقوت من محلات "تيفاني". الجديد كان قرطين مع طقم رائع من المجوهرات تضم عقداً يحمل صورة الحسين في إطار مرصع بالألماس أهداني إياه في الصباح آنذاك ولي العهد السعودي الأمير فهد. فقد أخبر زوجي أنه قدّم لكلّ منا هدية تمثل الآخر. كان القرطان يخطفان الأنفاس لكنني لم أكن معتادة على وضع مثلهما لذا وضعت الجزء الأعلى منهما.
أقيم حفل الزفاف في قصر زهران، مقر الملكة زين. قدّمني إليها الحسين في اليوم الذي سبق الزفاف حين وصلت الى المطار عائدة من سويسرا. دعتني الملكة الأم للمجيء الى منزلها للاستعداد للحفل. وفي اليوم التالي، أتت الأميرة بسمة لمساعدتي وتهدئة أعصابي. ككل عروس، كنت شديدة الارتباك ولم يساعد الطقس الحار أبداً. همست الملكة الأم كلمات تشجيع وأنا أهبط الدرج الدائري حيث ينتظرني زوجي ليرافقني الى غرفة الجلوس الصغيرة والمزينة بطريقة رائعة على الطراز الشرقي، حيث كنا سنتزوج.
كنت المرأة الوحيدة الموجودة. ففي الإسلام، الزواج عقد بين الفريقين يتفقان عليه أمام شهود. وعلى رغم انني كنت أجهل ذلك وقتذاك فقد كنت أول عروس هاشمية في الأردن تمثل نفسها خلال حفل "كتب الكتاب". حتى بنات الحسين تزوجن بالطريقة التقليدية بوجود رجل مقرب إليهن لتمثيلهن خلال الزواج الديني. كان الأمير محمد، صديقي المخلص الذي كان بمثابة أخي، هو الوصي عليّ. استمر الحفل الديني لخمس دقائق فقط. وبعدما عدت الى مقعدي قرب الملك حسين، وهو أريكة طويلة من الفولاذ الدمشقي مرصعة باللؤلؤ، حيّيت شقيقيه، الأمير محمد وولي العهد الأمير حسن.
منعتي الأضواء المنبعثة من الكاميرات الخاصة بالصحافة العربية والعالمية من رؤية أبي وشقيقي ورجال آخرين من العائلة المالكة. وصعقت حين رأيت أن الجانب الخلفي من القاعة مملوء بوسائل الإعلام. بكل صعوبة، ركزت على ترداد عهود الزواج البسيطة التي كنت أتمرّن على قولها بالعربية. نظر إليّ الملك وقلت: "لقد زوجتك نفسي على الصداق المتفق عليه".
أجاب الملك قائلاً: "قبلتك زوجة لي بموجب الصداق المتفق عليه".
ختمنا العهود فمسكنا أيدي بعضنا ونظرنا الى بعضنا بعضاً. لم نتبادل الخواتم. ردد الشيخ المسؤول عن الحفل آيات من القرآن الكريم، ثم انتقلنا الى غرفة مجاورة حيث انضم إلينا المدعوون وهم يصرخون: "مبروك" كانت عبير وهيا وعلي اول من هنأنا.
عندما أنظر اليوم الى الصور التي ظهرت على الصفحات الأولى للجرائد في جميع انحاء العالم، ارى امرأة شابة مملوءة بالتفاؤل والأمل تبتسم لرجل ذي لحية يبادلها الابتسام. اما بقية يوم زفافي فهي مقتطفات من الذكريات: العناء الذي تكبدناه لقطع قالب الحلوى لأن احداً لم يعلمنا ان الطبقة السفلى مصنوعة من الكرتون، صبرنا على مغادرة الحفل لنكون وحدنا، مسيرتنا الى الباحة الأمامية للقصر حيث تمكنا من تفادي قاعة اكسكاليبر المزينة بتأن لنركب سيارة الحسين ونهرب الى مأوانا الغالي في العقبة.
دعوت الأولاد الثمانية لملاقاتنا في العقبة لتمضية الأيام القليلة قبل رحلة شهر العسل في اسكوتلندا. اردت ان اشعرهم بأنهم جزء من حياتنا في اقرب وقت ممكن، وكنت اعلم ان هذا لن يكون سهلاً، فهناك 3 امهات على المحك. بعض من كبار ابناء الحسين كانوا بلغوا سن الرشد اما اصغرهم علي فكان في الثانية من عمره فقط، لكنهم جميعاً يعشقون والدهم وهذا ما املت بأن يشكل عاملاً يساعدنا على خلق جو عائلة محب وآمن وسليم.
كانت رحلة العقبة القصيرة مسلية جداً، بالنسبة إلي على الأقل على رغم التفاوت بين اعمار الأولاد، اذ استمتعوا برفقة بعضهم بعضاً الى حد بعيد. فكثرت الضحكات والألعاب. مما لا شك فيه انهم كانوا جميعهم يراقبونني لكنني كنت مرتاحة تماماً وسطهم.
في الليلة الأولى التي امضيناها في العقبة، كنا، الحسين وأنا، نشاهد التلفاز فسمعت انه سيعطيني لقب ملكة. لا أعلم لماذا لم يخبرني هذا بنفسه، ربما اراد مفاجأتي. على ما يبدو، كنت الوحيدة في الأردن والعالم الغربي على غير علم بالأمر. إذ انشغلت وسائل الإعلام بهذا الخبر منذ ايام خطوبتنا. كانت هناك مخاوف من عدم تقبل الشعب لي كوني اميركية. لكنني لم ألحظ اي غضب عربي او حتى أردني تجاه زواجنا فكوني من عائلة "الحلبي"، اعتبرت عربية عائدة الى موطنها اكثر منها اجنبية.
تأخرت رحلة شهر العسل بسبب يوم التخرج في جامعة الأردن، فقد كان زوجي دوماً يقدّم الشهادات الى جميع المتخرجين فعدنا الى عمان بعد يومين على زواجنا لنشارك في اول حضور رسمي لنا معاً. كنت شديدة العصبية وأنا اجهل ما ينتظرني. وصلنا الى الجامعة وسط حماسة شديدة ولقينا ترحيباً لطيفاً. علمت ان العاطفة تجاهي، المتمثلة بصوري المعلقة في انحاء المدينة وعلى السيارات والباصات كانت في الواقع للحسين، لكنني تأثرت كثيراً وأدركت ان علي ألاّ اسلّم بهذه العاطفة بل عليّ استحقاقها بجدارتي.
كانت احدى الخدمات التي قدمتها غريزية بحق. فقد كنت اقلق كثيراً على سلامة الملك كلما خرجنا علناً، بدءاً من حفل التخرج في جامعة الأردن، لذا كنت احاول برقة ان احميه من الحشود. وسيقوم اولادنا بالمثل في السنوات اللاحقة، لكن في بداية زواجنا وجدت نفسي اقف امامه لأحميه بطريقة غرائزية.
بينما كنا الحسين وأنا نستعد للرحيل الى اسكوتلندا ملأني شعور بالسعادة والهدوء. شعرت بأن الحياة لا حدود لها وأن كل حلم وكل هدف ممكن تحقيقه. عهدت نفسي لزوجي وللأردن، مع كل ما تتطلبه هذه المهمة من مسؤوليات وما يواجهها من احباط وعوائق وانتصارات وخيبات امل. اعتصمت بالإيمان فجاء الإيمان ليكافئني بحفاوة.
غداً حلقة ثامنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.