اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس النصر في العراق، لكنه قال ان الحرب على الارهاب لم تزل بعيدة عن نهايتها وتوعد بتعقب اعداء اميركا قبل ان يتمكنوا من توجيه ضرباتهم. وربط بوش بين الغزو الاميركي الذي أطاح الرئيس صدام حسين والحملة الرامية الى القضاء على الارهاب التي بدأت بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 على رغم عدم وجود علاقة محددة بين الطرفين. وقال في خطابه الاذاعي الاسبوع: "معركة العراق نصر واحد في حرب على الارهاب لم تزل مستمرة... والخلايا المبعثرة للشبكات الارهابية ما زالت تعمل في عدد من الدول ونعرف من معلومات الاستخبارات اليومية انهم يواصلون التخطيط ضد الشعوب الحرة". وفي تحذير واضح لكوريا الشمالية وايران وسورية وغيرها من الدول التي تتهمها واشنطن بمساعدة الارهابيين أو السعي لامتلاك أسلحة دمار شامل قال بوش ان الولاياتالمتحدة لا يمكن ان تقف مكتوفة الأيدي في وجه الأخطار الجسيمة الناجمة عن انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية. واضاف: "ان حكومتنا اتخذت اجراءات غير مسبوقة للدفاع عن وطننا وأهم من ذلك اننا سنستمر في تعقب الأعداء قبل ان يتمكنوا من توجيه ضرباتهم". وحيا الحلفاء الذين قدموا مساعدة عسكرية في العراق وحض بالذكر استراليا التي نزل رئيس وزرائها جون هاوارد ضيفاً على بوش في مزرعته البالغ مساحتها 1600 فدان قرب كروفورد. ووصل الزعيمان معاً بالطائرة قادمين من كاليفورنيا حيث اعلن بوش انتهاء العمليات القتالية الكبرى في العراق من على متن حاملة طائرات اميركية. وهاوارد هو ثالث زعيم ممن دعموا الحرب يحظى بالتكريم في مزرعة بوش وقضاء أمسية اجتماعية والقيام بجولة واجراء محادثات ثم عقد مؤتمراً صحافياً أمس. وقال بوش ان القوات الاسترالية لعبت "دوراً مهماً في تحرير العراق"، مستشهداً بالعمليات الخاصة خلال الأيام الأولى من الحرب التي استمرت ستة أسابيع وطلعات القصف لطائرات "اف اي 18" وتأمين المواقع غرب العراق التي كان يمكن استخدامها في شن هجمات صواريخ سكود، ومساعدة القوات البريطانية في السيطرة على شبه جزيرة الفاو. ويتوقع ان يناقض هاوارد وبوش كيف سيجري تأمين العراق واعادة بنائه وادارة شؤونه على طريق الديموقراطية. وتابع: "ان تحالفنا ما زال لديه الكثير من العمل في العراق. ان اماكن من البلاد ما زالت خطيرة. والتحول من الديكتاتورية الى الديموقراطية صعب وسيستغرق وقتاً ولكنه يستحق بذل كل الجهد". وأوضح ان القوات الاميركية والقوات الأخرى ستبقى في العراق الى ان تنتهي من عملها "وعندئذ سنرحل ونترك وراءنا عراقاً حراً". وتعتزم استراليا فتح متب في بغداد في وقت قريب للمساعدة في تنسيق اشتراكها في اعادة اعمار العراق بعد الحرب. ولكن الجزء الأكبر من 2000 جندي ارسلتهم للقتال الى جانب القوات الاميركية والبريطانية في الخليج سيبدأ العودة الى استراليا الشهر الجاري. واستبعد هاوارد حتى الآن ارسال قوة حفظ سلام كبيرة الى العراق قائلاً ان لدى استراليا التزامات حفظ سلام في تيمور الشرقية وجنوب المحيط الهادي. غير انها ارسلت مفرزة صغيرة من العسكريين والمدنيين الى العراق للمساعدة في البحث عن أسلحة الدمار الشامل ومراقبة الحركة الجوية في مطار بغداد ومحاولة استنهاض واعادة تشغيل قطاع الزراعة. ودأب بوش على تبرير الحرب بإزالة اسلحة الدمار الشامل من العراق التي قال انها تمثل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة. ولكن حتى الآن فشلت الولاياتالمتحدة في العثور على أي اسلحة كيماوية أو بيولوجية بعد شهر تقريباً من اطاحة صدام.