سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد ان المسؤولين السوريين أبلغوه إغلاق مكاتب لمنظمات فلسطينية . باول يلتقي الأسد ولحود ويشدد على الحل الشامل : لا خطة لحرب على سورية وننتظر من دمشق رداً على اقتراحات أميركية
اختتم وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس جولة على دمشقوبيروت، اجرى خلالها محادثات مع الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني إميل لحود. وأعلن ان الحرب على سورية ليست ضمن خطط الادارة الاميركية، مشدداً على استعجال واشنطن البدء بتنفيذ "خريطة الطريق" التي ستكون "جزءاً من الحل الشامل للنزاع العربي الاسرائيلي والذي سيتضمن سورية ولبنان". كما اكد اهتمام ادارة الرئيس جورج بوش ب"إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وعودة الاراضي العربية بما فيها الجولان". وقال باول في دمشق: "سيبقى هدفنا ان تقوم الدولة الفلسطينية. وفي الوقت ذاته العمل مع سورية ولبنان للتأكد من ان هذه المسارات لن تصل الى نقطة مسدودة كما حصل في العراق". وفي بيروت كشف باول ان المسؤولين السوريين أبلغوه انهم أغلقوا مكاتب لمنظمات فلسطينية، وأكد انه قدّم "اقتراحات اخرى" ويتوقع رداً. وتزامنت زيارة وزير الخارجية الاميركي للبنان مع تظاهرتين، احداهما نظمتها القوى المعارضة للاحتلال الاميركي للعراق والثانية معارضة للوجود السوري في لبنان. اكد وزير الخارجية الاميركي ان الحرب على سورية ليست على جدول برنامج عمل ادارة الرئيس جورج بوش، داعياً سورية الى مراجعة تعاطيها مع المنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق، ومؤكداً ان هدف الولاياتالمتحدة البدء بتنفيذ "خريطة الطريق" والعمل في الوقت ذاته مع سورية ولبنان للتأكد من ان هذه المسارات لن تصل الى "نقطة مسدودة" كما حصل في العراق. وكان باول يتحدث الى الصحافيين امس قبيل محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد التي استمرت نحو ثلاث ساعات وتناولت "المنظمات التي لها مقرات في سورية وخططها المعارضة، ومواضيع تخص اسلحة الدمار الشامل وتهريبها عبر الحدود مع العراق، وقضية التغيير الاستراتيجي ومضامينه بعد رحيل النظام العراقي، وسياسة خريطة الطريق". ووصفت مصادر رسمية محادثات الأسد وباول بأنها كانت "بناءة وصريحة وايجابية". مشيرة الى الاتفاق على متابعة الاتصالات وتنسيق الجهود "بما يحقق مصلحة البلدين ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة". وحضر المحادثات وزير الخارجية السوري فاروق الشرع والسفير الاميركي في دمشق ثيودور قطوف، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وليام بيرنز ومساعد الوزير الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر. ونقلت المصادر عن باول تأكيده خلال المحادثات مع الأسد "حرص بلاده على وحدة العراق" وتشديده على ان "أي حكومة ستشكل في المستقبل يجب ان تمثل كل فئات الشعب العراقي، وستكون على علاقات طيبة مع دول الجوار، خصوصاً سورية". وأشارت المصادر الى ان المحادثات بين الجانبين تطرقت الى "خريطة الطريق" التي اكد باول انها ستكون "جزءاً من الحل الشامل للنزاع العربي - الاسرائيلي والذي سيتضمن سورية ولبنان" مشيراً الى "اهتمام الإدارة الاميركية باحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وعودة الأراضي العربية بما فيها الجولان". وذكر باول ان الحرب على سورية ليست على جدول برنامج عمل الادارة الاميركية، وقال: "لدينا اهتمام كبير بالأعمال التي قامت بها سورية في اطار عملية تحرير العراق، وتحدثنا سابقاً بوضوح وصراحة مع السوريين حول ذلك، وحول الخيارات الاقتصادية والديبلوماسية والموضوعية، وانا هنا لمتابعة الخطوات الديبلوماسية والسياسات الثنائية التي يمكن اتخاذها والمواضيع العدائية، والحرب ليست على برنامج عملنا". وسئل عن اسلحة الدمار الشامل فأشار الى ان الهدف الدائم لبلاده هو "تحقيق استقرار في هذه المنطقة كجزء من العالم"، مؤكداً ان "تدمير أسلحة الدمار الشامل سيكون هدفاً ملازماً للولايات المتحدة، تلاحقه طوال الوقت، وسيبقى احد المواضيع التي تهم اميركا، ورؤية هذا الجزء من العالم خالياً من أسلحة الدمار الشامل". وزاد باول: "هناك الكثير من التغييرات حدثت منذ زيارتي الأخيرة لدمشق، حيث يوجد وضع جديد مختلف في العراق، وحكومة جديدة في فلسطين برئاسة السيد أبو مازن رئيس مجلس الوزراء للسلطة الفلسطينية، وتقديم عرض لخريطة الطريق لكلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وللدول المعنية". وأضاف: "لدينا عمل مختلف يخص الوضع المتغير في المنطقة وتغيير النظام العراقي، وفرصة للشعب العراقي ليحكم بلده من خلال اسس ديموقراطية وفرصة ايضاً لمتابعة عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وسأتحدث الى الرئيس الأسد عن اعلان خريطة الطريق ونشرها في شكلها الاساسي المقدمة الى الفلسطينيين والاسرائيليين، والنظر اليها كجزء من الحل الشامل، الذي يتضمن سورية ولبنان ايضاً. هذا ما تطلعت اليه للمجيء الى سورية ومناقشته مع الرئيس الأسد". وبعدما أشار الى انه سيناقش موضوع "خريطة الطريق" مع الرئيس السوري بصراحة قال: "أتطلع الى الجانبين للعمل معاً في شكل متقارب اكثر لتحقيق السلام في هذا الجزء من العالم، وتعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة وسورية وكل دول المنطقة". ورداً على سؤال عن شمولية التحرك في عملية السلام في المنطقة في شكل كامل، قال باول ان هدف "خريطة الطريق" هو "الرغبة في رؤية الفلسطينيين يعيشون جنباً الى جنب مع الاسرائيليين بسلام، وهذا ما نرغب فعله بسرعة، وخلال وقت قصير يجب ان نبدأ". وعبر عن أمله ب"ان تعمل حكومة أبو مازن التي تسلمت نسخة عن خريطة الطريق والحكومة الجديدة في اسرائيل سوية، وان تلتزما السلام"، مؤكداً ان "لديهم واجبات ومسؤوليات في الوصول الى حوار في المسائل الأمنية والاقتصادية والسياسية، لذلك يجب ان نبدأ حواراً لإنهاء العنف والارهاب، وهذا ما ذكره أبو مازن بعد تسلمه السلطة، اذ اكد هذه النقاط، واشار الى انه يجب انهاء العنف والارهاب، وبإنهاء ذلك سيتاح كل الفرص للجانبين". وأضاف: "سيبقى هدفنا ان تقوم الدولة الفلسطينية وفي الوقت ذاته العمل مع سورية ولبنان للتأكد من ان هذه المسارات لن تصل الى نقطة مسدودة كما حصل في العراق، وهذا موجود في شكل مفصل في خريطة الطريق وليس بعيداً عما طُرح سابقاً مع السيد الرئيس، اذ ناقشنا الحاجة الى وجود مسارات متوازنة، من الممكن ألا تتحرك في الوقت ذاته وفي طريق المسار الاسرائيلي - الفلسطيني ذاته، لكننا سنهتم بالحل الشامل وارساء التفاهم بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبين اسرائيل ولبنان واسرائيل وسورية". ولم يتطرق باول الى "حزب الله" في حديثه الى الصحافيين علماً ان الطاقم الأمني المكلف حراسته منع فريق تلفزيون "المنار" التابع للحزب من حضور المؤتمر الصحافي. وغادر باول دمشق متوجهاً الى بيروت من دون وداع رسمي، حيث لم يكن الشرع في وداعه في المطار ولا نائبه وليد المعلم، كما في الاستقبال. محادثات بيروت ومن بيروت أعلن وزير الخارجية الأميركي ان "الوقت حان لإرسال الجيش اللبناني الى الحدود الجنوبية وإنهاء وجود ميليشيا حزب الله هناك"، كاشفاً ان المسؤولين السوريين أبلغوه خلال محادثاته في دمشق أنهم "قاموا ببعض عمليات الاغلاق" لمكاتب منظمات فلسطينية، وتوقع "ان يقوموا بالمزيد في ما يتعلق بتقديم التسهيلات وبوجود عدد من مسؤولي هذه المنظمات". واعلن لبنان على لسان وزير خارجيته جان عبيد، انه "لا يود ان يحل مكان الشعب الفلسطيني في خياراته وحقوقه"، مؤكداً تمسكه بقرارات الأممالمتحدة ومبادرات السلام العربية. وقال عبيد: "نود ان نعيش سوياً عرباً ويهوداً، مسيحيين ومسلمين بسلام، ولا نود ان نموت سوياً في الحروب". ووصل باول والوفد المرافق الى مطار بيروت متأخراً 20 دقيقة عن الموعد المحدد، وكان في استقباله وزير الخارجية اللبناني الذي التقاه لمدة عشر دقائق. ولم يترافق عبيد وباول في سيارة واحدة الى القصر الجمهوري، بل سبق عبيد الوزير الاميركي الذي تردد انه أراد الانفراد مع سفير الولاياتالمتحدة لدى لبنان فنسنت باتل على الطريق بين المطار وبعبدا، وان الاجراء البروتوكولي كان متفقاً عليه مسبقاً. وسبق باول الى القصر رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري اللذان شاركا في المحادثات الى جانب رئيس الجمهورية اميل لحود وعبيد، فيما شارك عن الجانب الاميركي باتل وبيرنز وباوتشر والمساعد الخاص لرئيس هيئة الاركان المشتركة الادميرال جيمس ميتزغر، ومدير العلاقات العربية - الاسرائيلية في مجلس الأمن القومي روبرت دانين، والمساعد التنفيذي في الخارجية غريغ كيلي والمستشارة السياسية والاقتصادية في السفارة الاميركية ليزا جونسون. واستمر الاجتماع 55 دقيقة، وعقد في قاعة 22 تشرين الثاني نوفمبر تاريخ استقلال لبنان. وتوسطت القاعة لوحة تمثل مجموعة من الشبان اللبنانيين التقطت لهم اثناء ازالتهم الشريط الشائك عند مدخل بلدة أرنون التي كانت تحت الاحتلال الاسرائيلي، وعلى الشريط اشارة بالعربية والعبرية "ألغام". وعقد عبيد وباول مؤتمراً صحافياً انضم اليه 14 صحافياً اميركياً رافقوا وزير الخارجية الاميركي في جولته، الى جانب حشد من الصحافيين المحليين الذين فاجأ عددهم باول لا سيما المصورين. واستهل عبيد المؤتمر بتأكيد ان لبنان "يحب الشعب الأميركي" والاشارة الى "ان جزءاً من الشعب الاميركي مكون من عرب بمن فيهم اللبنانيون، وأي واحد منهم كان يمكن ان يكون ضحية لاعتداءات 11 ايلول سبتمبر". وجدد ادانة هذه الاعتداءات و"التزام لبنان مع الدول الاخرى محاربة الارهاب الدولي". وتابع عبيد: "جولتكم تأتي في فترة حافلة بالأخطار والفرص، بالعنف والآمال. ونتطلع الى السلام ومقتنعون بأن اعداءه موجودون لدى كل الاطراف وليس فقط لدى الاطراف العربية كما يدعي بعضهم. وهم موجودون ايضاً في اسرائيل، فقد تم صرف احد رؤساء الوزراء الاسرائيليين واغتيل آخر من متطرفين… حتى في الولاياتالمتحدة هناك فصائل تشجع على الحرب وتبشر بها وبالصراع بين الثقافات والأديان والحضارات والأعراق، ونحن على العكس نؤمن بالقيم المشتركة والمصير المشترك للديانات والأعراق وبقبولها بعضها بعضاً وتفاهمها". وتوقف عبيد عند "خريطة الطريق" قائلاً: "لا نود ان نحل مكان الشعب الفلسطيني في خياراته وحقوقه". لكنه لفت الى ان "السلام العالمي لا يمكن ان يكون مستقراً من دون عدالة ومساواة، وذلك على اساس انشاء دولة فلسطينية محترمة والعودة الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 في الجولان والانسحاب من شبعا في جنوبلبنان وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وكل ذلك وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية". وفي سياق الموضوع العراقي، لفت عبيد الى ان "لبنان عانى تمويل النظام العراقي فصائل حربية في لبنان وسورية". وإذ اشار الى معاناة الشعب العراقي من العنف ومعاناة الشعب اللبناني من الحرب وأعمال العنف، اضاف: "لا نرغب في ان يستمر هذا العنف بعد انهيار هذا النظام كما كانت تلك الاعمال تحصل خلال نظامه الديكتاتوري". واستدرك ان "البلاد المجاورة، خصوصاً سورية ولبنان، تود وتستطيع ان تخفف المعاناة ونحن ملتزمون احترام حق الشعب العراقي واحترام خياره لنظامه ونود ونستطيع ان نساعد على ان يكون هذا النظام ديموقراطياً، حديثاً ومتعدداً ومتحداً ومسؤولاً عن مصيره وثرواته". وقال عبيد لباول: "نود ان نعيش سوياً، عرباً ويهوداً، مسيحيين ومسلمين بسلام ولا نود ان نموت سوياً في الحروب. ان ابراهيم هو أبو الأنبياء ونحن جميعنا من سلالته، ولكن علينا بصفتنا هذه ان نكون متساوين ويجب ألاّ يكون بعضنا فوق القوانين والآخرون تحتها، وان السلام الشامل والدائم والعادل يمكن ان يحصل وفقاً لكل هذه القيم والأهداف، ويمكن ان يكون النهاية الحقيقية للسلاح". باول وحكومة "ابو مازن" وأعرب باول عن سروره بالعودة الى بيروت "بينكم جميعاً كي نتشارك وجهات النظر مع الاطراف اللبنانية"، وقال: "ان الولاياتالمتحدة متمسكة بالسلام الشامل والعادل اكثر من اي دولة اخرى، وهي تتمتع اكثر من اي دولة ايضاً باختلاط بين الطوائف والأعراق ليصبحوا شعباً واحداً ملتزماً القيم المشتركة والنظام الاقتصادي الحر والأهم الالتزام بالعمل الفردي لكل رجل وامرأة وطفل على الكرة الارضية، كونهم جميعاً من سلالة النبي ابراهيم". وأضاف: "اشارككم رغبتكم في رؤية السلام في هذه المنطقة من العالم، وهذا هو التزام الرئيس بوش ايضاً، ورؤية الرئيس الاميركي كانت واضحة في خطابه في 24 حزيران 2002 وتطلب نهاية العنف والارهاب وعملية نقل السلطة الفلسطينية، ولقد رأينا هذا الامر من خلال الحكومة التي شكلها ابو مازن كونه رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، ومع هذه التعيينات والتأكيدات، قدمنا الى الطرفين خريطة الطريق التي تشير الى تسوية شاملة في المنطقة وليس فقط حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي". وشدد باول على ان الولاياتالمتحدة "ملتزمة حلاً شاملاً يتضمن مصالح لبنان وسورية"، واعلن ان "السلام يجب ان يحل في المنطقة كلها"، وقال: "ان الولاياتالمتحدة تدعم لبنان كبلد مستقل ومزدهر، حر من القوى الاجنبية كافة، ولبنان يتمتع بطاقات كبيرة ليكون نموذجاً في ما خص الديموقراطية والتجارة الحرة في المنطقة، وهناك علاقات وطيدة بين الشعبين الاميركي واللبناني وأيضاً دوافع متبادلة قوية لمساعدة بعضهم بعضاً". وزاد: "شددنا على قلقنا من استمرار النشاطات الارهابية لحزب الله في المنطقة وفي العالم، كما شددنا على ضرورة الحفاظ على الهدوء على الحدود الجنوبيةاللبنانية، وحان الوقت لارسال الجيش اللبناني الى الحدود الجنوبيةللبنان وانهاء وجود ميليشيا حزب الله هناك". بعد صدام وأبدى باول اعجابه ب"قدرة اللبنانيين اللافتة على اعادة الاعمار"، وقال: "نساعد بفخر في هذا المجال من خلال السفارة الاميركية وبرنامج المساعدات الاميركية". وأعلن انه اطلع المسؤولين اللبنانيين على نتائج محادثاته في سورية مع الرئيس بشار الأسد، واضاف: "ناقشت معهم ايضاً، على غرار ما فعلت مع الرئيس السوري، التغييرات الاستراتيجية التي حصلت الآن، ليس فقط في ما يتعلق بتعيين ابو مازن وتقديم خريطة الطريق بل خصوصاً تغيير النظام في العراق". وزاد ان "صدام حسين ونظامه الارهابي انهارا، وأمام الشعب العراقي فرصة افضل لبناء مستقبل واعد، وقوات التحالف الموجودة هناك ستعيد الامن والاستقرار سريعاً الى العراق، كما ستتأكد من ان الشعب العراقي سيلقى العناية اللازمة، وان ثروات العراق ونفطه ستتم حمايتها والحفاظ عليها، وان تعود عائداتها الى الشعب العراقي فقط لأن النفط يخصه وحده". وأضاف: "نساعد الشعب العراقي على تشكيل حكومة جديدة من خلال الطرق السياسية التي ترونها، من خلال لقاءات وقادة يجتمعون معاً لتقرير شكل الحكومة المقبلة التي يريدونها انما حكومة تكون ديموقراطية وتحترم رغبة كل الشعب العراقي، وسنبقى في العراق الوقت اللازم للتأكد من ان المهمة انجزت في شكل جيد وسنسلم الامور الى الشعب العراقي وسنرحب بمساعدة الدول كافة في اطار الحفاظ على السلام وجهود إعادة الإعمار. ونحن مهتمون خصوصاً بجيران العراق في المنطقة ليقوموا بكل ما يستطيعون لمساعدة القيادة العراقية الجديدة". وأكد ان "للبنان دوراً يلعبه في كل هذه الامور وأتطلع للتعاون معكم ومع زملائكم خلال الاشهر المقبلة". وفي رده على الاسئلة قال باول: "نفعل ما بإمكاننا لايجاد حل سلمي للمنطقة، ونذكر بكل قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالموضوع ونعمل مع الفلسطينيين لمساعدتهم في تغيير قيادتهم ونعمل مع الاسرائيليين ايضاً"، موضحاً "ان خريطة الطريق التي قدمتها اللجنة الرباعية تحتم مسؤوليات وواجبات على جميع الفرقاء. يجب ان نرى نهاية العنف والارهاب وسنضغط على الفريق الاسرائيلي لفعل ما بإمكانه لتسهيل تجول الفلسطيني وليلعبوا دورهم مع تقدمنا الى أمام وسنعقد اجتماعات في الوقت المناسب لكن التزامنا اكيد وثابت". وتابع الوزير: "نود ان نرى قيام دولة فلسطينية بأسرع وقت وعلينا ان نبدأ، تكلم الرئيس بوش في خطابه على فترة زمنية لثلاث سنوات، ولدينا فرصة الآن حيث نستطيع ان نبدأ مع تسليم خريطة الطريق وتسلم ابو مازن سلطته كرئيس وزراء، ومع التزام الولاياتالمتحدة وأعضاء اللجنة الرباعية ومساندة البلدان في المنطقة والمساعدة على وقف اعمال العنف والارهاب ووقف دعم نشاطات كهذه، وهذا كان جزءاً من الرسالة التي وجهتها الى زملائي اليوم". وعن المسائل التي ابدى او سيبدي الرئيس بشار الأسد فيها تعاوناً قال باول: "خضت معه في كل المسائل العالقة، أكانت تلك المتعلقة باغلاق الحدود مع العراق او تسليم اشخاص عراقيين قد يظهرون في سورية، وقد يكونون من المسؤولين البارزين، وعلى علم بأي نشاطات تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وتحدثنا عن اسلحة الدمار الشامل ودعم حزب الله، إضافة الى مسائل اخرى". وأضاف: "الرئيس الأسد ابدى رغبته في الأخذ بوجهات النظر التي قدمتها وسنتابع الموضوع من خلال القنوات الديبلوماسية والمحادثات المباشرة التي قد اجريها مع المسؤولين السوريين في المستقبل، وهم يرغبون في الحصول على فرصة لدرس وجهات النظر". الحل الشامل واللاجئون واستدرك: "أوضحت ان الولاياتالمتحدة ملتزمة حلاً شاملاً للمنطقة يتضمن سورية ولبنان ومرتفعات الجولان، وتحدثنا ايضاً في المسائل الانسانية في ما يخص قضايا الاحتجاز وقضايا تتعلق بأشخاص فقدوا خلال المعارك من مختلف الدول". وأشار الى ان "المحادثات كانت صريحة وودية ورغبت في ان اوضح للرئيس الأسد - وأعتقد انني فعلت ذلك وانه فهم ما اردت قوله - ان هناك وضعاً استراتيجياً جديداً، نريد ان نتعاون مع سورية في التأقلم معه، ونحن متلهفون للتعاون مع سورية حول مختلف السبل". ولفت الى ان "موضوع اللاجئين الفلسطينيين لم نتعامل معه في خريطة الطريق، فهي تركز على المسائل بين الفلسطينيين والاسرائيليين والصراع في المناطق المحتلة، ونعترف بأن الحل الشامل، فيما نسير نحو الأمام في المسائل، يجب ان يترافق مع مسار آخر يتعامل مع المسائل التي تثير قلق اللبنانيين والسوريين، بما فيها مسألة اللاجئين الفلسطينيين التي يشكل حلها جزءاً من المفهوم الشامل". وعما فعلته سورية لوقف او سحب دعم منظمات راديكالية قال باول: "اجابوا بأنهم قاموا ببعض عمليات الاغلاق وأتوقع ان يقوموا بالمزيد في ما يتعلق بتقديم التسهيلات وبوجود عدد من مسؤولي هذه المنظمات، وقدمنا اقتراحات اخرى قال السوريون انهم سيأخذونها في الاعتبار ويراجعونها وأتوقع ان أتلقى منهم رداً حول هذه المسألة".