دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى الاسراع في تشكيل حكومة انتقالية في العراق تمهد لانتخابات تفضي الى حكومة شرعية، وطالب بزوال "الغبن" الذي يتعرض له الفلسطينيون وتسريع نشر "خريطة الطريق"، مرحباً بالروح التفاوضية التي تسود العلاقات الاميركية - السورية. وأكد في مؤتمر صحافي عقده امس في الرياض ان تشكيل الحكومة الموقتة في العراق "ضروري لايجاد طرف يمكن التعامل معه" في هذا البلد، لكنه لفت الى ان التعامل مع مثل هذه الحكومة ينحصر في اطار توصيل المساعدات التي يحتاجها الشعب العراقي، وليس ذا صلة بمسألة الاعتراف بشرعية الاحتلال العسكري للعراق او بشرعية هذه الحكومة، في انتظار انتقال الس لطة من قوات الاحتلال الى سلطة شرعية يختارها العراقيون بانفسهم. واعرب عن الامل بأن تسرع قوات الاحتلال إقامة الحكومة الانتقالية. واعتبر وزير الخارجية السعودي ان عدم القبول الاميركي بالتعامل مع محمد محسن الزبيدي كممثل أوحد للشعب العراقي "أمر منطقي"، وقال: "نعتقد ان مسؤوليات سلطات الاحتلال هي التسريع في اقامة الحكومة الانتقالية وضبط الامن حتى يتمكن العراق من انتخاب حكومته الشرعية". واعلن عن عودة وشيكة للاجئين العراقيين المقيمين في مخيم رفحا شمال السعودية منذ العام 1991، وقال ان "ترتيبات تجري لإعادتهم بناء على رغبتهم". ونفى مشاركة ممثلين من السعودية في المؤتمر الوطني للمعارضة العراقية الذي عقد اخيراً في الناصرية، كما نفى ارسال السعودية قوات لحفظ السلام في العراق بناء على طلب اميركي. واشار الى ان القوة السعودية التي تتكون من سرية والتي دخلت الاراضي العراقية كانت في اطار قافلة مساعدات الاغاثة التي توجهت الى العراق وان مهمتها حفظ سلامة المستشفى الميداني الذي وصل امس الى بغداد. واعلن فتح بلاده باب التبرعات الشعبية السبت المقبل لمساعدة الشعب العراقي. وحول تأثر العلاقات السعودية - الاميركية بالحرب على العراق، قال الامير سعود الفيصل من الطبيعي حدوث انعكاسات للحرب على مجمل العلاقات العربية مع الولاياتالمتحدة، وتوقع ان تُحدث الحرب بعض التغييرات، لكنه ترك مسألة تحديد هذه التغييرات للمستقبل في انتظار ما سيسفر عنه توجه الاحتلال العسكري للعراق. واشار الى ان الاتهامات الموجهة الى اميركا بالرغبة في السيطرة على نفط العراق وتغيير خريطة المنطقة، هي مجرد تكهنات، لافتاً الى تقدير المسؤولين الاميركين الاهداف التي عقد من إطارها المؤتمر الاقليمي في الرياض. واستبعد "وجود خلاف مبدئي مع الولاياتالمتحدة حول المطالب التي اعلنها المؤتمر". وذكر انه اجرى محادثات مثمرة مع وزير الخارجية الباكستاني، الذي تشغل بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الامن، وذلك في شأن القضية العراقية. واكد "تطابق مواقف البلدين في الدعوة الى ان يكون للامم المتحدة علاقة اساسية بالوضع في العراق، عن طريق العمل على الارض في ضبط الامن واعادة الاعمار". وفي الشأن الفلسطيني دعا الامير سعود الفيصل الى انهاء حال عدم الاستقرار التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط. وقال ان "الغبن والظلم اللذين يتعرض لهم الشعب الفلسطيني يجب ان يزولا". واعرب عن الأمل بنشر "خريطة الطريق" ودمجها بمشروع السلام العربي، والسير في الخطوات المطلوبة لاستعجالها. واكد اصرار الدول العربية والمجموعة الاوروبية على عدم السماح بإدخال التعديلات الاسرائيلية على "خريطة الطريق"، لأن "الهدف الاسرائيلي من هذه التعديلات هو تعطيلها" كما شدد على ان احلال السلام الشامل في المنطقة يتطلب ايجاد حل للوضع بين سورية واسرائيل، ولبنان واسرائيل، واكد المطالب العربية بأن يكون البعدان السوري واللبناني عنصرين اساسيين في "خريطة الطريق". وطالب وزير الخارجية السعودي بترك شأن القيادة الفلسطينية للفلسطينيين، مؤكداً ثقته بأن الفلسطينيين "سيرون الحاجة الى تشكيل حكومة قوية" وتوقع ان يظهر حل لمشكلة تشكيل الحكومة الفلسطينية في اللحظة الاخيرة. ورحب بالزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الاميركي كولن باول لسورية ونوّه بتوجه الجانبين الى التفاوض، وقال: "نتمنى ان تسود هذه الروح التفاوضية بينهما". وجدد الدعوة الى اصلاح الوضع العربي مطالباً بعدم تحميل الجامعة العربية مسؤولية الاخفاقات في العمل العربي المشترك. كما نفى ان تكون المحادثات التي اجراها الرئيس المصري حسني مبارك في الرياض تضمنت الدعوة الى عقد قمة عربية مصغرة.