في الذكرى ال55 لنكبة فلسطين توغلت القوات الاسرائيلية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وقتلت خمسة فلسطينيين وهدمت ستة منازل وجرفت اراضي زراعية. وقال الرئيس ياسر عرفات في كلمة في ذكرى النكبة ان الشعب الفلسطيني يرفض القبول ب"سلام مزيف" لا يؤدي الى انسحاب اسرائيلي الى حدود 4 حزيران يونيو 1967، وإقامة دولة فلسطينية عليها خالية من المستوطنات عاصمتها القدس الشريف. وحذّرت السلطة الفلسطينية من عواقب قرار وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي تساحي هنيغبي السماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى. وتزامن ذلك مع كشف مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان إدارة الرئيس جورج بوش تبنت الموقف الاسرائيلي الرافض توصل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمود عباس ابو مازن الى اتفاق مع فصائل المقاومة الفلسطينية المعارضة على وقف العمليات ضد اسرائيل والمصرّ على "اعلان الحرب" على هذه الفصائل و"تفكيك" بنيتها التحتية كشرط مسبق لتطبيق خطة "خريطة الطريق". وقالت المصادران مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد أكد للفلسطينيين ان مفهوم "وقف النار" غير مقبول لدى واشنطن وان على حكومة "ابو مازن" ان "تفكك البنية التحتية للتنظيمات الارهابية". في المقابل، اوضح ساترفيلد للفلسطينيين ان واشنطن "لن تقبل بإسقاط اي من قضايا الحل النهائي الواردة في الخطة، بما في ذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين". وأكدت مصادر صحافية اسرائيلية امس ان الولاياتالمتحدة وافقت على غالبية التحفظات الاسرائيلية عن "خريطة الطريق"، واكد بيان اصدره مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مجدداً ان لا ضغوط تمارس على رئيس الحكومة في مسألة وقف النشاط الاستيطاني. وكتب المعلق في صحيفة "هآرتس" ألوف بن استناداً الى مصادره في الادارة الاميركية، ان بوش سيفضّل التفاهم مع شارون ومعانقته على الخلاف معه والصدام المباشر، مشيراً الى ان رئيس الوزراء يعوّل على موقف مستشاري بوش الذين "يفكرون فقط في حملته الانتخابية لولاية ثانية وفي عدم اثارة اليهود في اميركا". واضاف بن ان الرئيس الاميركي قد يطالب شارون باتخاذ تدابير حقيقية لكبح المشروع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية "لكنه قد يكتفي بطرح الموضوع للبروتوكول فقط" خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لواشنطن. ونقل بن عن موظفين اميركيين ابلاغهم تل ابيب أن الادارة الاميركية تتفهم الملاحظات الاسرائيلية على الخريطة الدولية وستصادق على 12 ملاحظة من اصل 14 سلّمها مدير مكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاف وان بالإمكان ايجاد "حلول خلاّقة" للملاحظتين المتبقيتين. واضاف ان اسرائيل تتوقع ان يشمل النص المعدّل ل"خريطة الطريق" ملاحظاتها كافة. الى ذلك ا ف ب، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس في صوفيا ان على الاسرائيليين والفلسطينيين "ان يكونوا مستعدين لتقديم تنازلات" لايجاد حل. واضاف في مؤتمر صحافي: "حان الوقت بالنسبة الى الطرفين ليكونا مستعدين لتقديم تنازلات، ولا يمكننا البقاء في النقطة التي نحن فيها الآن. يجب ان نستغل الفرصة السانحة"، في اشارة الى "خريطة الطريق"، مؤكداً ان المحادثات المرتقبة بين شارون ومحمود عباس وزيارة شارون لواشنطن في 20 ايار مايو ستكون محطات "مهمة لبلورة المواقف". وكان باول التقى شارون وعباس الاحد الماضي، في اطار جولته على الشرق الاوسط، ولم يستطع الحصول على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي على "خريطة الطريق" التي قبلها الفلسطينيون. دمشق تتسلم "خريطة الطريق" وفي تطور لافت، أعلن المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد أن دمشق تسلمت رسمياً أمس نسخة عن "خريطة الطريق". وأكد أن "الاتحاد يرغب في المساعدة بكل ما يمكن لحل مشكلة الجولان"، واصفاً محادثاته مع الأسد بأنها كانت "مثمرة جداً". وقال بعد لقائه وزير الخارجية فاروق الشرع ان "خريطة الطريق هي خطة للسلام الشامل، وهذا يعني المسارين السوري واللبناني".