تعهد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني اليوم الأربعاء بالتخلص سريعا مما تبقى في البلاد من أسلحة كيماوية بعد سقوط حكومة بشار الأسد، وناشد المجتمع الدولي تقديم المساعدة في ذلك. أدلى الشيباني بهذه التصريحات في اجتماعات مغلقة بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي، ليصبح أول وزير خارجية سوري يتحدث للمنظمة المعنية بنزع السلاح. وقال الشيباني للوفود المشاركة "سورية مستعدة... لحل هذه المشكلة المستمرة منذ عقود والتي فرضها علينا نظام سابق". وأضاف "الالتزامات القانونية الناتجة عن الانتهاكات هي إرث ورثناه ولم نقم به. ومع ذلك، نلتزم بتفكيك ما قد تبقى منه، ووضع حد لهذا الإرث المؤلم وضمان أن تصبح سورية دولة متوافقة مع المعايير الدولية". وقال الشيباني إن التخطيط بدأ بالفعل، لكن مساعدة المجتمع الدولي ستكون حاسمة. وذكر أن سورية ستحتاج إلى المساعدة الفنية واللوجستية وإلى بناء القدرات وتوفير موارد وخبراء على الأرض. وقال "رغم أن نظام الأسد تأخر لسنوات عديدة، نتفهم الحاجة إلى التحرك بسرعة، لكننا نتفهم أيضا ضرورة إتمام ذلك بشكل شامل، لا يمكن أن ننجح بمفردنا في تحقيق ذلك". وانضمت سورية بقيادة الأسد إلى المنظمة بموجب اتفاق بين الولاياتالمتحدة وروسيا وتم تدمير 1300 طن من الأسلحة الكيماوية والمُركّبات الأولية، وذلك بعد هجوم بغاز السارين للأعصاب أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في عام 2013. لكن ثلاثة تحقيقات خلصت إلى أن قوات الحكومة السورية بقيادة الأسد استخدمت غاز السارين وبراميل الكلور في هجمات خلال الحرب الأهلية التي أسفرت عن مقتل أو إصابة الآلاف. وأجرى التحقيقات آلية التحقيق المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وفريق تحقيق في جرائم الحرب تابع للأمم المتحدة. وكان من المفترض أن تخضع دمشق لعمليات تفتيش بموجب عضويتها في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي مُنعت لأكثر من عقد من اكتشاف النطاق الحقيقي لبرنامج الأسلحة الكيماوية. ووصف رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية فرناندو أرياس في وقت سابق من اليوم الأربعاء التحول السياسي في سوريا بأنه "فرصة جديدة وتاريخية للحصول على توضيحات بشأن مدى ونطاق برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بالكامل". وخلص مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن مخزونات سورية المعلنة من الأسلحة الكيماوية لم تعكس أبدا الوضع على الأرض بدقة. ويريد المفتشون الآن زيارة نحو مئة موقع ربما كانت مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية الذي تبناه الأسد على مدى عقود.