اقترع نحو نصف مليون ناخب ألماني أمس، في ولاية بريمن، لانتخاب برلمان جديد لهذه الولاية الأصغر بين الولايات الألمانية ال16 والواقعة بين ولايتي هامبورغ وسكونيا المنخفضة شمال البلاد. وتوقعت معاهد الاستطلاع الألمانية تنافساً على اشده، بين الحزب الاشتراكي الحاكم في الولاية منذ سنين وغريمه وحليفه في الحكومة في آن: الحزب الديموقراطي المسيحي. وكان الاشتراكي فاز في الانتخابات الماضية على "الديموقراطي المسيحي" بفارق .55 في المئة. لكن بعض الاستفتاءات لم تستبعد ان يفوز الحزب الاشتراكي الديموقراطي بفارق ضئيل، بسبب الشعبية الكبيرة لرئيس الحكومة المحلية هينيغ شيرف والتي لم يؤثر فيها الركود الاقتصادي في البلاد وهبوط شعبية المستشار الألماني غيرهارد شرودر وحزبه على الصعيد الوطني ككل الى 27 في المئة، وهو أدنى مستوى له منذ خمس سنوات. ورأى مراقبون ان نتيجة الانتخابات في بريمن لن تؤثر في الوضع السياسي العام في البلاد الا بصورة طفيفة، خصوصاً اذا عاد التحالف الاشتراكي - المسيحي الى الحكم من جديد بقيادة الاشتراكيين أو المسيحيين، ذلك ان أصوات الولاية الثلاثة داخل مجلس اتحاد الولايات الألمانية ستحيّد خلال عمليات التصويت على مشاريع القوانين المتنازع عليها بين الحكومة والمعارضة. لكن في حال تمكن الاشتراكيون الديموقراطيون من تشكيل حكومة مع حزب الخضر الذي تتنبأ الاستطلاعات بأن يحصل على 12 في المئة من الأصوات، تصب الاصوات الثلاثة في مجلس الاتحاد الى جانب الحكومة، الأمر الذي يمكن اعتباره فوزاً نسبياً لشرودر الذي يواجه حالياً معارضة شرسة داخل حزبه ومن جانب النقابات العمالية لخططه الاصلاحية في المجالات الاجتماعية والصحية. ولاحظ المراقبون ان رئيس الحكومة المحلية في بريمن رفض زيارة المستشار شرودر وقياديين آخرين في الحزب للولاية لدعمه في الحملة الانتخابية كما هي العادة، خشية اثارة سخط الناخبين الذين فقدوا ثقتهم بالحكومة الألمانية.