حقق رئيس حكومة ولاية ساكسن السفلى غيرهارد شرودر اكبر انتصار سياسي لنفسه ولحزبه في الانتخابات المحلية التي جرت هناك اول من أمس الاحد. وفاز شرودر وحزبه الاجتماعي الديموقراطي ب 47.9 في المئة من الاصوات وبغالبية مقاعد البرلمان المحلي في مقابل 95.9 في المئة للحزب الديموقراطي المسيحي ورئيسه كريستيان فولف الذي يدعمه المستشار الالماني هلموت كول. وفقد حزب الخضر نسبة قليلة من اصواته فيما لم يتمكن الحزب الليبرالي من تجاوز حائط ال 5 في المئة، للمرة الثانية على التوالي. وحسم شرودر بانتصاره هذا الذي تجاوز التوقعات الجدل الدائر منذ اشهر داخل حزبه حول من هو المؤهل اكثر لمنافسه كول على منصب المستشار. ولم يتأخر زعيم الحزب الاجتماعي الديموقراطي اوسكار لافونتين في الاعلان ليل الاحد انه هنأ شرودر على فوزه الساحق واتفق معه على ان يقترح على قيادة الحزب لتبني ترشيح شرودر منافساً لكول في الانتخابات العامة التي تجرى مطلع الخريف المقبل. وأعلنت قيادة الحزب الاجتماعي الديموقراطي في بون امس انها سمت غيرهارد شرودر بالاجماع مرشحاً لمنصب المستشار الفيديرالي رئيس الوزراء. واجمع المراقبون في بون وكذلك التعليقات السياسية في الصحف ووسائل اخرى على ان المستشار كول مني بهزيمة شخصية مرة وان عهده المستمر منذ 16 سنة اقترب من نهايته. وبدا كول قبل اجتماع قيادة حزبه وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده على الاثر متجهم الوجه يحاول عبثاً التخفيف من وطأة الهزيمة التي تكبدها حزبه في الولاية وفي الاتحاد والتقليل من اهمية فوز شرودر على المستوى الوطني رغم ان الاستفتاءات تشير الى ان غالبية كبيرة من الالمان تتمنى فوز الاخير بمنصب المستشار. وطالب كول شرودر بأن يعلن بوضوح برنامجه السياسي واهدافه الاقتصادية مشيراً الى انه على الالمان ان يختاروا بين تركيبتين واضحتين: الائتلاف الحكومي الحاكم او حكومة الاشتراكيين والخضر "حكومة الحمر والخضر" كما يسميها. وعلى الرغم من ان قيادة الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي البافاري اعلنت عن دعمها لكول وتمسكها بترشيحه لمنصب المستشار للمرة السادسة، بدأت اصوات تعلو من عدد آخر من قياديي الحزبين لتحميل المسؤولين نتيجة الهزيمة.