أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية، في حصيلة موقتة أصدرتها بعد ظهر أمس، ان الزلزال الذي ضرب العاصمة وضواحيها أدى الى مقتل 1785 شخصاً وجرح 7691 آخرين. وسجل في ولاية بومرداس مقتل 1136، وجرح 2661، وفي ولاية الجزائر سجل 638 قتيلاً و4523 جريحاً. وفي المناطق الأخرى التي ضربها الزلزال سجل سقوط 11 قتيلاً و707 جرحى. وأضافت الوزارة ان عمليات البحث والانقاذ متواصلة. وكان رئيس الحكومة الجزائرية احمد أويحيى أوضح مساء الجمعة، ان فرق الانقاذ تمكنت من انتشال نحو 8 آلاف شخص، منهم 4200 أحياء في حين أدرج البقية، وعددهم 2200 كأشخاص مفقودين. وأعلنت الحكومة تخصيص مبلغ 70 مليون سنتيم حوالى 7 آلاف دولار كتعويض عن كل شخص متوفي من ضحايا الزلزال. وواصلت الفرق الأجنبية التي انتشرت في مختلف المناطق في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، لكن نسبة العثور على الأحياء كانت في تقلص مستمر خلال نهار أمس، وسط حرارة شديدة شهدتها العاصمة وبومرداس تجاوزت 33 درجة مئوية. نزوح جماعي من أحياء العاصمة وشهدت الأحياء العتيقة من العاصمة أمس، عمليات نزوح جماعي الى المناطق الداخلية، نظراً الى تصدع مساكنهم. وكان حي بلكور الشعبي الأكثر تعبيراً عن حال الخوف والذعر، اذ هجره كثيرون الى خارج العاصمة. وحرص آخرون على تعليق شعارات كبيرة على واجهات العمارات مثل "أين المسؤولون؟ عمارتنا في خطر"، "عمارة مهددة بالانهيار في أي لحظة" أو "النجدة نحن في الموت". كما طلبت مداخل بنايات بالطلاء الأحمر وكتب عليها "سكن خطر" أو "بناية مهددة بالانهيار". وانتشرت السيارات أمس على طول شارع حسيبة بن بوعلي على مستوى بلدية حسين داي وبلكور حيث كان مقرراً أن تستكمل عملية إخلاء هذه المناطق الخطرة التي تقرر تهديمها بالكامل خلال أيام قليلة. وقد تشمل هذه العملية مقر اقامة رئيس جبهة الانقاذ الاسلامية المحظورة عباسي مدني في وسط حي بلكور الشعبي، والمهددة هي أيضاً بالانهيار. عودة أجواء التدين ومنذ الزلزال العنيف الذي هز العاصمة والذي وصفه أويحيى ب"الزلزال الجهنمي"، عادت نزعة التدين لتمس آلاف الشباب الذين توافدوا بقوة لأداء صلاة الجمعة في مساجد العاصمة. وفي حين عادت غالبية الفتيات الى ارتداء الحجاب في كل أحياء العاصمة، سواء الشعبية أو الراقية، فضل الشبان التخلي عن الأغاني الخفيفة والاستماع الى أشرطة القرآن الكريم، مما يعيد الى الأذهان الفترة التي أمضتها العاصمة تحت هيمنة جبهة الانقاذ، إثر نجاحها الساحق في الانتخابات البلدية. ووضعت الحكومة برنامجاً للترميم وإعادة البناء على أن يوافق عليه مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري، ويتم تمويله بواسطة قانون مالي تكميلي. كما تقرر أن يتم خلال الاسبوع وضع السكان الذين فقدوا منازلهم أو الذين توجد مساكنهم في خطر في "مراكز عبور"، في انتظار الانتقال الى مساكن اجتماعية تقرر استغلالها بالكامل في اطار هذا البرنامج.